مآلات الحرب على داعش

17 سبتمبر 2014
+ الخط -

مع مضي واشنطن في التحْشيد، لبناء تحالف دوليّ، لمحاربة تنظيم الدولة الإسلامية، جاء إجتماع جدة ليصيغ المشاركة الإقليمية في ذلك التحالف، والذي يمثل الركيزة الأساس في المواجهة المقبلة مع التنظيم المتمدد على مساحات شاسعة في سورية والعراق، حيث يبدو أن العبْء الأكبر سيكون على عاتق هذه الدول، في حربٍ ليس لها سقف زمني محدد.

والتحالف يستوجب مشاركة كل بلدان المنطقة، والتي تجد في داعش تهديداً لها وخطراً عليها. غير أنَّ التباينات السياسية بين تلك الدول قد تُضعضع التحالف، إذا طالت به المُدَّة وتفرعت الأهداف، وما ستفضي إليه من نتائج. فداعش مليشيا مسلحة، تعتمد حرب العصابات، حتى لو كانت لها مراكز ثابتة، ما يعني صعوبة القضاء عليها.

ومن المؤكد أن المدنيين سينالون وابلاً غير يسير من الضربات، وتجربة الغزو الأميركي (2003) حاضرة في الأذهان. فمناطق وجود داعش جزء من مناطق سيطر عليها ثوار سورية سابقاً، وكذلك الحال في العراق، وهي نفسها المناطق التي نكّلت بها الأنظمة الطائفية المجرمة، حين مارست إرهاب الدولة الممنهج، بوحشيّة لامتناهية ضدها، من دون أن يحرِّك العالم ساكناً. لذا، كان وجود داعش موضوعياً في هذا السياق من الموت المجاني للسُّنَّة العرب، على أن المفارقة، اليوم، أن ثوار العشائر السُّنية العراقية، والجيش الحر في سورية، مدعوون لأن يكونوا على خط المواجهة الأول مع داعش، تحت وابل من الوعود الدولية، والإقليمية، لدعمهم في نَّيْل حقوقهم.

يظهر جليَّاً أن الحرب على داعش ستفرض تغيرات سياسية كبيرة على المنطقة، فمشاركة طهران، حتى لو لم تكن معلنة، سترسخ واقعاً سياسياً جديداً، يُثبت إيران قوة مركزية في الإقليم، إضافة إلى احتمال تقسيم العراق وسورية دويلاتٍ، بناءً على الهويّة الطائفية والعرقيّة. ففكرة الاعتماد على القوة لن تقود إلا لتعميق الأزمات المزمنة، ولن تقضي على التطرف، ما دامت جذور وجوده قائمة، من ظلم وطائفية.

خلاصة القول؛ داعش والمليشيات الشيعية وجهان لعملة واحدة، كلها تؤدي إلى النتيجة نفسها، وهي فشل ثورات الحرية والكرامة، حيث الرغبة في الهيمنة على شعوب المنطقة، وتحقيق مشاريع الآخرين على حساب حاضر هذه الشعوب ومستقبلها.

79A818D2-0B86-43CA-959C-675CEB3770CB
79A818D2-0B86-43CA-959C-675CEB3770CB
أحمد القثامي (السعودية)
أحمد القثامي (السعودية)