ليبيا: نهاية أزمة الموانئ النفطية في برقة

02 ابريل 2014
ساهم اطلاق 3 من رفاق جضران في الحلّ (Getty)
+ الخط -

أعلن عضو لجنة الطاقة في المؤتمر الوطني العام الليبي (البرلمان)، عبد الكريم الجياش، اليوم الأربعاء، أن أزمة إغلاق موانئ النفط في شرق البلاد ستحل خلال أسبوع بالطرق السلمية أو بالخيار العسكري. وجاء الإعلان بعد ساعات من تأكيد قائد التشكيل، الذي يحاصر الموانئ النفطية في شرق ليبيا، إبراهيم جضران، عن موافقته وموافقة المكتب التنفيذي لإقليم برقة، على حل مشكلة النفط، عن طريق حوار ليبي – ليبي.

وشدد الجياش على أن موانئ النفط في شرق البلاد (الحريقة، والسدرة، ورأس لانوف، والبريقة) جاهزة للتشغيل فور استئناف العمل بها، "لكن هذا لا يمنع أن الأنابيب التي تصل بين الحقول والموانئ بحاجة إلى فحص".

وكان جضران أعلن الموافقة على حل الأزمة عن طريق حوار ليبي - ليبي، نزولاً "عند رغبة أعياننا ومشايخنا، وقطعاً للطريق على التدخّلات الخارجية، أجنبية وعربية"، حسب قوله.

ونفى جضران في مؤتمر صحافي، مساء الثلاثاء، أن تربطه علاقة مع نجل الزعيم الليبي معمر القذافي، الساعدي، قائلا: "لا يشرفني أن تكون لي علاقة معه".

وكان شيخ قبيلة "المغاربة" في ليبيا، صالح الأطيوش، أشار في وقت سابق، إلى أن "اتفاقاً وشيكاً، بين المسلحين المسيطرين على موانئ نفط في شرق البلاد وبين الحكومة الليبية، يمهّد لإعادة فتح الموانئ واستئناف العمل بها.
"وأكد أن "الحكومة تجري محادثات بوساطة من شيوخ القبائل، تعد ببوادر انفراج قريبة جداً لفتح الموانئ".

وكان جضران، أحد قادة حراس منشآت النفط الليبية، تمكن مع مجموعة من المقاتلين في يوليو/تموز الماضي، من السيطرة على أربعة موانئ نفط في شرق البلاد (حريقة والسدرة وزويتينة والبريق،) للضغط على طرابلس بهدف الحصول على حكم ذاتي لإقليم برقة في الشرق، والحصول على نصيب أكبر من عائدات النفط.

ومما ساهم في ابداء جضران الليونة للتوصل إلى حل، استجابة النائب العام بالإفراج عن ثلاثة مقاتلين ينتمون لجضران، كانت السلطات قد ألقت القبض عليهم ضمن طاقم ناقلة النفط "مورنينغ غلوري" الشهر الماضي، بعد سيطرة قوات أميركية عليها في المياه الدولية، وعلى متنها حمولة نفط مهربة من ميناء السدرة، باعها المسلحون دون موافقة طرابلس.

بدوره، قال أحد زعماء المسلحين في شرق ليبيا، عبد ربه البرعصي، في تصريحات صحافية أمس، إن جماعته ستتفق مع الحكومة خلال أيام على إنهاء حصار الموانئ النفطية. وأضاف "القضية ستحل خلال أيام".

وحصار الموانئ النفطية واحد من أهم التحديات أمام ليبيا، كونه يطعن في سلطة الدولة وقدرتها على إرساء الأمن وإدارة الموارد والمؤسسات. وهو ما دفع المؤتمر الوطني العام إلى سحب الثقة من رئيس الوزراء السابق علي زيدان، بعدما تأكد فشله في السيطرة على ناقلة النفط "مورينج جلوري" قبل إبحارها في المياه الإقليمية.

وتصاعدت حدة التوترات بين السلطات في طرابلس والمسلحين في مارس/ آذار الماضي، بعدما حمّل المسلحون ناقلة نفط من ميناء السدرة (شرق) دون موافقة السلطات، وذلك قبل أن تسيطر قوات البحرية الأميركية على الناقلة وتردها إلى طرابلس لاتخاذ ما تراه بشأنها.

وتراجع إنتاج النفط في ليبيا جراء إغلاق موانئ النفط في شرق البلاد، وتوقف الإنتاج في حقل الشرارة الرئيس إلى أقل من 200 ألف برميل يومياً في الوقت الحالي، مقابل نحو 1.4 مليون برميل في يوليو/ تموز الماضي، ما يهدد ليبيا بأزمة مالية كبيرة لاعتمادها على إيرادات النفط في تمويل نحو 98% من النفقات.

دلالات