ليبيا: منصب النائب العام برسم الحسابات السياسية

رفض رئيس قسم التحقيقات في مكتب النائب العام الليبي، الصديق الصور، اليوم الإثنين، تكليف المؤتمر الوطني العام له بمنصب النائب العام، مبرراً ذلك بحرصه على عدم شق صف المؤسسة القضائية، في حين أصر"المؤتمر" في جلسة عقدها أمس الأحد، مجدداً على تكليف الصور بالمنصب خلفاً للنائب العام الحالي عبد القادر رضوان.

وقال الصور إن رفضه للمنصب يأتي لأسباب تتعلق "باللغط الدائر حول بلوغ رضوان سن التقاعد، وحرصه على عدم شق صف المؤسسة القضائية في ظرف حسّاس".

وأشار المتحدث الرسمي باسم المؤتمر الوطني العام، عمر حميدان، إلى أن اعتذار الصور عن المنصب جاء على أساس "أن الجلسة لم يكتمل فيها النصاب القانوني وشابتها بعض الشوائب القانونية، لكن بعد مراجعة وضع الجلسة اتضح أنها كانت صحيحة وقانونية"، مشدداً على "ضرورة أن يؤدي الصور اليمين القانونية أمام رئاسة المؤتمر".

ورداً على القرار الجديد، اعتبر مجلس القضاء الأعلى في ليبيا، قرار تكليف الصور، بأنه اعتداء صارخ من المؤتمر الوطني العام، على المؤسسة القضائية بحسب الإعلان الدستوري. وأشار إلى بيان أصدره المجلس في 17 يونيو/حزيران، بأن تكليف المؤتمر الوطني للنائب العام يجب أن يكون بترشيح من المجلس الأعلى للهيئات القضائية.

وأوضح بعض المراقبين أن موقف الصور، الرافض لمنصب النائم العام، جاء لكي لا يُحسب عليه أن التيار الإسلامي والوطني المواظب على حضور جلسات المؤتمر الوطني العام، هو الذي اختاره، في ظل الغياب المتعمد من قبل كتل داخل المؤتمر محسوبة على حزب تحالف القوى الوطنية بقيادة محمود جبريل، المقيم في دولة الإمارات.

وأشاروا إلى أن حسابات الصور، سياسية وليست قانونية، إذ إنه يريد من خلال هذه الخطوة، تقديم الولاء لمن يعتقد أنهم سوف يسيطرون على البرلمان المقبل، في ظل الحملة الإعلامية الشرسة التي تقودها وسائل إعلام تدور في فلك تحالف القوى الوطنية ضد تيار الإسلام السياسي في ليبيا.

وتوقع المراقبون أن لا يمتثل الصور، لتكليف المؤتمر الوطني، لا سيما أن الانتخابات البرلمانية لا يفصل ليبيا عنها سوى أيام قليلة (الأربعاء المقبل)، إذ من المستبعد أن يعقد المؤتمر الوطني جلسات في الأيام القادمة، لاتخاذ إجراءات ضد عدم امتثال الصور، لقرار تكليفه.

في غضون ذلك، تعاقد المؤتمر الوطني العام مع شركة مراسم عالمية للقيام بعملية الاستلام والتسليم بين المؤتمر الوطني العام وبين مجلس النواب، المقرر انتخابه يوم الأربعاء المقبل 25 يونيو/حزيران، على أن يشرف رئيس ديوان المؤتمر الوطني العام، عبد الله المصري، على العملية وتقديم الدعم الفني للشركة العالمية.

وشهدت مناطق الجنوب الليبي، إقبالاً غير مسبوق على انتخابات مجلس النواب، ففي منطقة الشاطئ وحدها تقدم للترشح 81 مرشحاً و11 من النساء، فيما يقدر عدد الناخبين في المنطقة بحوالى 33 ألف ناخب.

كما تشهد مدينة سبها تنافساً بين 36 مرشحاً من الرجال وثمانٍ من النساء. يتجاوز عدد الناخبين في المنطقة 16 ألف ناخب.

وتسود أجواء من الهدوء النسبي مناطق الجنوب، بعد معارك قبلية نشبت بين قبيلتي أولاد سليمان كبرى القبائل في الجنوب الليبي وقبيلة القذاذفة، أسفرت عن مقتل شخصين وعشرة جرحى.

إلى ذلك، ألقت شرطة مطار الأبرق شرقي البيضاء، التي تدين بالولاء للواء المتقاعد، خليفة حفتر، أمس الأحد، القبض على أنيس الكور، العائد من سويسرا والمحسوب على جماعة الإخوان المسلمين الليبية، في خطوة تعكس عودة ممارسة أعمال التوقيفات في المطارات المدنية.