ليبيا: عدم ثورية خطاب الحاسي تُغضب "فجر ليبيا"

ليبيا: عدم ثورية خطاب الحاسي تُغضب "فجر ليبيا"

02 سبتمبر 2014
تظاهرات في طرابلس ضد البرلمان (محمود تركية/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

أظهرت كلمة رئيس حكومة الإنقاذ الوطني المكلّف من قبل المؤتمر الوطني، عمر الحاسي، يوم الجمعة الماضي، شرخاً جديداً بين التحالف الذي قاد حرباً على كتائب "القعقاع" و"الصواعق" و"المدني" في طرابلس. وهو التحالف المكوّن، خاصة في مصراتة، من قوات "دروع المنطقة الغربية" التابعة لرئاسة الأركان العامة وكتائب أخرى قادت عملية "فجر ليبيا" بزعامة عضو المؤتمر الوطني السابق عن مصراتة، صلاح بادي، التي لا تتبع رئاسة الأركان العامة.

وبحسب مراقبين، فإن الحاسي يحظى بدعم من "دروع الغربية" ولم يثر خطابه لديها أي اهتمام، إذ خلا الخطاب من اللغة الثورية التي كان يتوقعها قادة "فجر ليبيا"، من أمثال صلاح بادي، عسكرياً، وعضو المؤتمر الوطني العام، عبد الوهاب قايد، وعضو مجلس النواب الحالي، عبد الرحمن السويحلي.

ويرصد متابعون انزعاجاً واضحاً من قبل المسلحين، ولا سيما مقاتلي مصراتة، بعد خطاب الحاسي، إذ وصفوا خطابه بأنه "دون المستوى، لأسباب عدة أهمها أنه لم يعتبر نفسه في كلمته طرفاً في عملية (فجر ليبيا) التي أتى انتصارها به كرئيس للوزراء، ولم يكن نتاج عملية سياسية تتصارع فيها أطراف تتوفر لديها أدوات المنافسة السياسية".

وأثار وصف الحاسي الحرب في طرابلس بين قوات "فجر ليبيا" وكتائب "القعقاع" و"الصواعق والمدني" بأنها "فتنة" أو "صراع"، حنق قادة قوات "فجر ليبيا" من مصراتة باعتبارها المدينة التي قدمت 170 قتيلاً في معركة وصفوها بأنها كانت "ضد ثورة مضادة والموجة الثانية من فبراير/ شباط 2011".

ولم يكن من المتوقع لديهم أن يكون توصيف الحاسي لما جرى أمام الرأي العام العالمي والمحلي وكأنه قتال على السلطة ومراكز النفوذ.

كذلك تجاهل الحاسي الثناء على تظاهرات الجمعة الماضي، التي خرجت في مدن ليبية عدة داعمة لقوات "فجر ليبيا" والرافضة للتدخل الأجنبي في البلاد، والمؤيدة له كرئيس لحكومة إنقاذ. وكأن الحاسي يقدّم نفسه لأولئك المؤيدين للواء المتقاعد خليفة حفتر ولـ"عملية الكرامة"، ويسوّق لملف دعمه لديهم باعتبار أنه من المنطقة الشرقية التي تحظى "عملية الكرامة" فيها بتأييد كبير.

ويعتقد ليبيون أن المقاتلين لم يعد مقبولاً لديهم أن يمثّلهم ويدافع عن قضاياهم مَن يُوصفون بالمقرّبين منهم، بل أصبحوا أكثر تدخلاً في السياسية، كما أنه لم يعد مقبولاً لديهم السماح للساسة بتولي زمام العمل التنفيذي والسياسي من دون أخذهم في الاعتبار. ولعل تشكيلهم لـ"حراك تصحيح المسار"، يكشف بوضوح عن عزمهم على الدخول في اللعبة السياسية بدلاً من تكليف شخصيات يمكن وصفها بالمقربة منهم.

لذلك يُعتقد، بحسب وجهة النظر السابقة، أن ثمة تباينات وانقسامات في وجهات النظر بين تيارين، أحدهما يدعو إلى منح الحرية كاملة لرئيس الوزراء المكلّف في اختيار وزرائه وفي وضع الخطط والبرامج التي يراها كفيلة بحلحلة الأزمات الليبية، ويدافع عن هذا الرأي تيار دروع "المنطقة الغربية" التابع لرئاسة الأركان العامة.

أما بالنسبة لبادي، أبرز قادة عملية "فجر ليبيا"، فإنه يطمح إلى أن يكون للمقاتلين دور بارز وقيادي في العملية السياسية. وقالت مصادر إنه اشترط أن يتولى "ثوار جبهات القتال وزارات الدفاع والداخلية والخارجية والصحة، لا على سبيل المكافأة عن دورهم في ثورتي فبراير الأولى والثانية، ولكن بسبب فشل ما يمكن تسميتهم حكومات التكنوقراط المتعاقبة في دمج الثوار والتعامل معهم كجزء من الحل وليس العكس".

من جهة أخرى، قد تُقبل ليبيا على مزيد من الانقسام السياسي بعدما وردت أنباء عن عجز مجلس النواب في طبرق عن توفير النصاب المطلوب لاتخاذ قرارات تتطلّب أغلبية. ويرجّح مراقبون أن يعقد المؤتمر الوطني العام، يوم الثلاثاء، جلسة تسليم واستلام بينه وبين أعضاء مجلس النواب الرافضين لانعقاد المجلس في طبرق بسبب مخالفات دستورية.

المساهمون