ليبيا: ضجيج حكومي على وقع هدوء أمني

ليبيا: ضجيج حكومي على وقع هدوء أمني

07 يونيو 2014
هدأت بنغازي اليوم بعد القصف العنيف يوم الجمعة (الأناضول/Getty)
+ الخط -

لا تزال الضبابية تلف الأزمة الحكومية في ليبيا. وبينما عقدت حكومة تسيير الأعمال برئاسة عبد الله الثني، اجتماعاً صباح يوم السبت في مقر مجلس الوزراء، عقد رئيس الحكومة المنتخبة، أحمد معيتيق، مؤتمراً صحافياً مساء في مقر المجلس، الأمر الذي شبّهه محللون بتبادل الثني ومعيتيق على مقر مجلس الوزراء، إذ يحضر رئيس حكومة تسيير الأعمال صباحاً، بينما يحضر رئيس الحكومة المنتخب مساءً في انتظار حسم مسألة التسليم والتسلم.

ورفض معيتيق، في مؤتمره الصحافي، أن تكون محاربة الإرهاب خارج أطر الدولة الرسمية، متعهداً بمحاربة الإرهاب وفق خطة أمنية تجمع مؤسسات الدولة الأمنية والعسكرية وبمساعدة تقنية دولية.

واعتبر معيتيق تشكيلته الوزارية حكومة انقاذ وطني لأنها جاءت، حسب تعبيره، بعد مشاورات لكل الأطراف السياسية الفاعلة في المشهد الليبي. وطالب الأطراف الليبية بالجلوس إلى طاولة الحوار الكفيلة بإنقاذ ليبيا من الحرب والاقتتال الداخلي، والتمسك بالخيار الديمقراطي ودعم انتخابات مجلس النواب المقرر أن تجرى أواخر يونيو/ حزيران الجاري.

وأعرض رئيس الحكومة المنتخب عن تحديد موعد لعملية التسليم والتسلم بين حكومته وحكومة تسيير الأعمال، مؤكداً أنها تحتاج إلى بعض الوقت. وأشار إلى عدم وجود خلافات بينه وبين الثني.

وكان أحد مساعدي معيتيق، نضال رميده، قد نفى لـ"العربي الجديد" صحة دخول رئيس الحكومة المنتخب، عنوة إلى مقرّ مجلس الوزراء، وذلك عقب ما نقلته وسائل إعلام تابعة لـ"تحالف القوى الوطنية" بقيادة رئيس الوزراء السابق، الهارب إلى ألمانيا، محمود جبريل.

وكان الثني، عقد اجتماعه في مقر مجلس الوزراء بعد عودته من جولة في شرق ليبيا، شملت مدينتي بنغازي والمرج، برفقة وزير العدل، صلاح المرغني، ووزير الثقافة والمجتمع المدني، الحبيب الأمين، التقى خلالها قادة أجهزة أمنية ووعدهم بتقديم الدعم اللازم لحفظ الأمن.

ميدانياً، لم تشهد بنغازي أي اشتباكات، يوم السبت، بعد القصف العنيف، أمس الجمعة، الذي طال مخازن مواد منزلية وكهربائية في منطقتي الهواري والقوارشة، بينما استُهدفت دار الإفتاء فجر السبت، بقذيفة "آر بي جي" في طرابلس.

من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم جامعة بنغازي، محمد المنفي، عن تعليق الدراسة في جميع كليات الجامعة حتى الثاني من أغسطس/آب المقبل، للأحداث الأمنية التي تشهدها المدينة، وقرب مقر الجامعة من معسكر "17 فبراير"، ما جعلها هدفاً للقصف العشوائي من قوات حفتر.

كذلك انسحب الهدوء يوم السبت، على طرابلس بعد يوم من اشتباكات بالأيدي بين مؤيدين للواء المتقاعد، خليفة حفتر ومعارضين له، حسب ما صرح به مدير أمن طرابلس، العقيد محمد سويسي. وترافق الهدوء مع أنباء عن انفراج أزمة الوقود في العاصمة الليبية.

في هذه الأثناء، علم "العربي الجديد" من مصادر خاصة أنه "تم طرد رئيس مجلس أعيان ليبيا، محمد المبشر، والوفد المرافق له، المكوّن من 50 شخصاً من آمر القوات التابعة لحفتر، التي تسيطر على مطار بنينا في بنغازي".

وكان المبشر، أجرى مفاوضات مع قادة الثوار، ليطلب بعدها عقد لقاء بممثلين عن حفتر، لكنه بعد طرده اضطر والوفد المرافق له إلى العودة إلى طرابلس براً.

وفي جديد محاولات الجامعة العربية لإعادة الاستقرار الى ليبيا، أفادت مصادر مطّلعة في القاهرة، لـ"العربي الجديد"، أن "مبعوث الجامعة العربية الى ليبيا، ناصر القدوة، بدأ في إجراء اتصالات مع أطراف سياسية ليبية محسوبة على النظام السابق، وفي مقدمهم أحمد قذاف الدّم، أحد أبرز معاوني العقيد الليبي الراحل، معمّر القذافي، للتشاور حول الأزمة الليبية".

وعلّق مراقبون على هذه الخطوة، مؤكدين بأنها "ستزيد من الاحتقان الداخلي في ليبيا، ولن تجعل من مبعوث جامعة الدول العربية طرفاً محايداً في الأزمة، كون الثوار لن يقبلوا بأن يكون قذاف الدّم، مسؤول الاستثمارات الليبية السابق في القاهرة، طرفاً في أي حوار سياسي داخلي، ما سيزيد مهمة المبعوث العربي تعقيداً.

المساهمون