ليبيا: شكوك حول مقتل 23 مصرياً واستنفار أمني تونسي

ليبيا: شكوك حول مقتل 23 مصرياً واستنفار أمني تونسي

27 يوليو 2014
تستمرّ الاشتباكات في محيط المطار (محمود تركية/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

شككت مصادر عدة في العاصمة الليبية طرابلس، في خبر سقوط صاروخ على مزرعة يقيم فيها مصريون، أدى إلى مقتل 23 منهم، حسبما نقلت وكالة "أنباء الشرق الأوسط" الرسمية المصرية، وأكده محمد الحجازي، المتحدث الرسمي باسم اللواء المتقاعد، خليفة حفتر.

وكانت الوكالة قد نقلت عن رئيس الجالية، علاء حضورة، قوله إن "العمال لقوا مصرعهم بعد سقوط صاروخ غراد، على مسكنهم، في إحدى المزارع في منطقة الكريمية، في طرابلس، ما أدى إلى مقتلهم جميعاً".

وقال محللون سياسيون ليبيون إن "مصدر الخبر الوحيد هو وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية، والمتحدث باسم عملية ما يعرف بالكرامة في ليبيا"، في إشارة منهم إلى اتفاق أو مؤامرة مشتركة بين النظام المصري وحفتر لإثارة الرأي العام المصري، ومن ثم التحضير لتدخل عسكري مصري بحجة "حماية الرعايا".


من جهتهم، أبدى المبعوثون الدوليون لليبيا قلقهم حيال التطورات الأمنية والاشتباكات العسكرية في طرابلس وبنغازي، في بيان وزعته بعثة الاتحاد الأوروبي في طرابلس. ودعا المبعوثون في البيان الى "وقف إطلاق النار من جميع الأطراف، مع اقتراب عيد الفطر"، وناشدوا "جميع الأطراف تقديم تنازلات، والموافقة على الدخول في حوار سياسي شامل، ودعم اتفاق لوقف إطلاق النار". ولفتوا الى أن "المجتمع الدولي على استعداد لدعم كل الجهود، لمساعدة واحترام العملية السياسية".

وأضاف البيان: "في هذا الصدد، ينبغي على الأمم المتحدة أن تلعب دوراً قيادياً في التوصل إلى وقف إطلاق النار بالتنسيق مع الحكومة الليبية والشركاء الداخليين الآخرين".
وأكد على "وجوب توفير فرصة لمجلس النواب للانعقاد وفقاً للجدول الزمني المنصوص عليه قانونياً". وذكّر المبعوثون الدوليون الحكومة بـ"مسؤوليتها عن ضمان أمن بعثات المجتمع الدولي إلى ليبيا".

ميدانياً، اندلعت اشتباكات عنيفة، بعد ظهر اليوم الأحد، في منطقة بوعطني، بالأسلحة الثقيلة بين قوات، ما يُعرف بـ"مجلس شورى ثوار بنغازي"، وبين "قوات الصاعقة". وذكر شهود عيان، عن تصاعد الدخان من مقرّ "معسكر 36" التابع لـ"الصاعقة"، والتي فقدت كل معسكراتها في بنغازي، وتقاتل في بعض الجيوب، في محاولة لاستعادة السيطرة على أحدها، بينما تضررت منازل مواطنين في منطقة الليثي، جراء سقوط صواريخ على منازلهم. وشهدت بعض أحياء بنغازي نزوح سكاني بسبب الاشتباكات، وسقط صاروخ على مجمع تجاري بمنطقة سيدي حسين، مما أدى إلى إصابة شخصين. وذكرت وكالة "رويترز" أن "36 شخصا على الأقلّ، قُتلوا في اشتباكات بنغازي".

ولا تزال العاصمة الليبية طرابلس تشهد اشتباكات عنيفة بمختلف أنواع الأسلحة في محيط مطار طرابلس الدولي، وسط انقطاع أغلب الخدمات الأساسية عن العاصمة كمياه الشرب والكهرباء والبنزين وأسطوانات الغاز، وانقطاع في خدمات الاتصالات والإنترنت، بسبب نقص الوقود المغذي للمحطات، وتوقعت وزارة الموارد المائية عودة المياه، اليوم الأحد، إلى طرابلس.

تأهب تونسي

من جهتها، بدأت السلطات التونسية الاستعداد داخلياً، وعلى مستوى الحدود لما يمكن أن تؤدي اليه الأوضاع الأمنية المتدهورة في ليبيا.
وتفادياً للأخطاء التي حصلت سابقاً على المعابر، وخصوصاً في تأمين خروج التونسيين بعيد قيام الثورة في ليبيا، وتدفق مئات الآلاف من الأجانب دفعة واحدة على تونس، قرّرت خلية الأزمة المكلّفة متابعة الوضع الأمني، في اجتماعها، اليوم الأحد، أخذ الاحتياطات الأمنية اللازمة، في المعابر الحدودية، خصوصاً معبر راس الجدير، بسبب تأزم الوضع الليبي، وتحسباً لأي تداعيات أمنية على الحدود، وذلك عبر ضبط المنافذ وأخذ أقصى درجات الحيطة والحذر، ورفع درجات الاستنفار الأمني.

ووصلت، أمس السبت، البعثة الديبلوماسية الأميركية العاملة في ليبيا إلى معبر الذهيبة وازن، في محافظة تطاوين (وهو المعبر الثاني على الحدود مع ليبيا)، وذلك بعد قرار الخارجية الأميركية إجلاء جميع موظفي السفارة الأميركية بسبب تدهور الوضع الأمني.
وستبقى البعثة الديبلوماسية في تونس إلى حين عودة الهدوء إلى ليبيا، كما طلبت مصر، اليوم، من رعاياها في طرابلس، التوجه إلى الحدود التونسية.

المساهمون