ليبيا: حكومة معيتيق تتسلم مقرها... وعشرات القتلى ببنغازي

ليبيا: حكومة معيتيق تتسلم مقرها... وعشرات القتلى ببنغازي

بنغازي

هشام الشلوي

avata
هشام الشلوي
03 يونيو 2014
+ الخط -

لا تقل التطورات السياسية سخونة في طرابلس عن تلك الميدانية العسكرية في بنغازي، فقد اعلنت الحكومة الليبية الجديدة برئاسة احمد معيتيق، أنها عقدت مساء أمس الاثنين، أول اجتماع لها في مقر مجلس الوزراء رغم رفض الحكومة المنتهية ولايتها برئاسة عبد الله الثني تسليمها السلطة.

وقد جمع معيتيق، وفقاً لوكالة "فرانس برس" اعضاء حكومته للمرة الأولى في ديوان مجلس الوزراء في طرابلس منذ انتخابه في بداية أيار/مايو الماضي من جانب المؤتمر الوطني العام قبل أن يتلو بياناً مقتضبا امام الصحافيين يؤكد فيه أن حكومته تسلمت مهماتها.

 وكان "العربي الجديد" قد علم من عضو في المؤتمر الوطني، رفض الكشف عن هويته، أن رئيس المؤتمر الوطني نوري بو سهمين، قد أصدر تكليفاً لحكومة معيتيق، بممارسة مهامها من دون انتظار إجراءات التسليم والتسلم بين أعضائها وحكومة الثني.

وأكد عضو البرلمان الليبي أن ثلاثة وزراء انسحبوا من حكومة الثني، وهم وزير الأوقاف علي حمودة، وزير الحكم المحلي المكلف صالح سعيد، ووزير المالية الكيلاني عبد الكريم، إضافة إلى مغادرة وزيري الكهرباء والطاقات المتجددة والعدل علي محيريق، وصلاح المرغني، إلى خارج ليبيا.

من جهته، قال نائب رئيس الهيئة الدستورية والتشريعية في المؤتمر الوطني، محمود سلامة الغرياني، إن إدارة قضايا الدولة (هيئة قانونية تتبع الهيئات القضائية معنية بالدفاع عن مؤسسات الدولة) أخبرتهم أن الدائرة الدستورية في المحكمة العليا من المتوقع أن تفصل في الطعن الدستوري الذي تقدم به أعضاء من المؤتمر الوطني وحكومة الثني، الخميس المقبل.

وأضاف الغرياني، أن الموقف القانوني السليم المفترض اتباعه أن تقوم حكومة الثني، بتسليم مقاليد السلطة لحكومة معيتيق، ومن ثم تنتظر نتائج الطعن القانوني، لا أن تمتنع عن التسليم بحجج قانونية واهية وضعيفة، وذلك تحقيقاً لمبدأ سيادة الدولة واحترام القرارات السيادية.

في غضون ذلك، توقع الخبير القانوني خالد زيو، أن تحكم الدائرة الدستورية في المحكمة العليا بعدم قبول الدعوى المقدمة بشأن الطعن في صحة إجراءات تولي حكومة معيتيق السلطة، كون الدائرة الدستورية في المحكمة العليا مختصة بنظر الطعون على دستورية القوانين، ولا اختصاص لها حسب قانون المحكمة بالنظر في صحة الإجراءات السيادية أو عدمها.

واعتبر زيو، أن المختص بنظر هذا الطعن هو القضاء الإداري وإن كان هناك خلاف قانوني حول ولاية القضاء الإداري بنظر الطعون على القرارات السيادية. ويرجح القانوني أن مسألة تنصيب الحكومة لا تُعد من أعمال السيادة التي تحرم القضاء الإداري من ولايته على هذه الدعوى. واتفق بذلك مع رأي نائب رئيس الهيئة الدستورية والتشريعية في المؤتمر الوطني العام القائل إن أي قرار يجب أن يُطبق حتى وإن كان معيباً.

ميدانياً، قال المتحدث باسم ثوار بنغازي، أحمد الجازوي، لـ"العربي الجديد"، إن الأحوال الجوية السيئة ساهمت في منع تحليق طائرات حربية تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، وتوجيه ضربات لأهداف داخل مدينة بنغازي، ما جعل المدينة شبه خالية من الحركة فضلاً عن إغلاق المؤسسات الحكومية، وتأجيل امتحانات الثانوية العامة.

وكانت طائرات عمودية قد انطلقت من قاعدة "بنينا الجوية" وقصفت بـ10 صواريخ معسكر "17 فبراير" المقابل لجامعة "قاريونس". وسقطت غالبيتها داخل الحرم الجامعي وعلى منازل مدنيين.

وأضاف الجازوي، أن "القوات التابعة لحفتر، استغلت فرصة اندلاع اشتباكات بين "قوات الصاعقة" وكتائب الثوار للدخول لبنغازي من جهة بوابة سيدي فرج جنوب شرق بنغازي، إلا أن الثوار صدوا هذا الهجوم واندحرت مليشيات حفتر، عائدة إلى مناطق شرق المدينة".

وتحدثت مصادر طبية في مستشفى "الجلاء و"الهواري" عن وصول 18 قتيلاً وأكثر من 50 جريحاً للمستشفيين بعد اندلاع المواجهات المسلحة بين كتائب الثوار و"قوات الصاعقة" الموالية لحفتر، في الساعات الأولى من فجر يوم أمس الاثنين وحتى الظهيرة. فيما أفادت معلومات أخرى عن ارتفاع حصيلة القتلى إلى 41 قتيلا و80 جريحا.

على صعيد آخر، لم يصدر أي بيان رسمي من الحكومة المصرية رداً على دعوة حفتر للقوات المصرية بضرب مواقع للمتشددين الإسلاميين حسب وصفه. وكان قد دعا إلى ذلك خلال لقاء أجرته معه صحيفة "المصري اليوم"، الأحد، بحجة أن طرابلس غير قادرة على حماية حدود ليبيا الشرقية مع مصر.

وهي الدعوة نفسها التي وجهها رئيس الوزراء الهارب إلى ألمانيا، علي زيدان، إلى الجيش المصري في لقاء أجرته معه  قناة دريم 2 المصرية، إذ قال إن "المتطرفين العائدين من أفغانستان واليمن والصومال إلى ليبيا سيقومون بهجمات ضد مصر وتزويد الجماعات المتشددة فيها بالسلاح".

إلى ذلك، ذكرت وكالة "الأناضول"، نقلاً عن مصادر ملاحية في مطار القاهرة الدولي أن وفداً يضم أربعة وزراء في حكومة الثني، وصل إلى القاهرة، مساء أمس الاثنين.

وقالت المصادر، التي فضلت عدم نشر أسمائها، إن "الوفد الليبي يضم محمد عبد العزيز، وزير الخارجية، ونور الدين دغمان، وزير الصحة، والحبيب لامين، وزير الثقافة والمجتمع المدني، وعبد القادر أحمد، وزير المواصلات والنقل، إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين".

وأوضحت أن "الوفد الليبي وصل إلى القاهرة على متن طائرة خاصة، آتياً من طرابلس، في زيارة لم يعلن عنها مسبقاً". ولم تتضح على الفور مدة الزيارة أو الهدف منها، بحسب المصادر ذاتها.

ذات صلة

الصورة

سياسة

تستمر قوات الاحتلال في اقتحام البلدات والمدن الفلسطينية في مناطق الضفة الغربية، في وقت يخوض فيه مقاومون فلسطينيون اشتباكات مع تلك القوات المقتحمة.
الصورة
من أجواء المسيرة المنددة بالعدوان الإسرائيلي في مخيم شاتيلا ببيروت (العربي الجديد)

سياسة

شهد لبنان، اليوم الجمعة، فعاليات شعبية عدة تنديداً بجرائم الاحتلال الإسرائيلي والمجازر التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني وأهالي غزة.
الصورة
فقدت أدوية أساسية في درنة رغم وصول إغاثات كثيرة (كريم صاهب/ فرانس برس)

مجتمع

يؤكد سكان في مدينة درنة المنكوبة بالفيضانات عدم قدرتهم على الحصول على أدوية، خاصة تلك التي للأمراض المزمنة بعدما كانت متوفرة في الأيام الأولى للكارثة
الصورة

منوعات

استيقظ من تبقى من أهل مدينة درنة الليبية، صباح الاثنين الماضي، على اختفاء أبرز المعالم التاريخية والثقافية في مدينتهم؛ إذ أضرّت السيول بـ1500 مبنى. هنا، أبرز هذه المعالم.

المساهمون