واستعملت القوات المهاجمة الأسلحة الثقيلة، الأمر الذي تسبب بأضرار في المنطقة السكنية المحيطة بالمستشفى، وسقط مواطن في الاشتباكات، وانسحبت "الصاعقة" و"غرفة العمليات الأمنية المشتركة"، بعد فشلهما في إخراج مسلحي "أنصار الشريعة".
وقال شهود عيان إن "الاشتباكات شملت مناطق متفرقة من بنغازي، في رأس أعبيده، والسلماني، ومنطقة بن يونس، وسقط صاروخ على منزل عائلة في منطقة بن يونس، بينما قُتل مواطن برصاصة في الرأس".
وخلال الاشتباكات، حلّقت طائرات حربية في سماء بنغازي، من دون أن تقصفها. وأشار آمر القوة الجوية التابعة، للواء المتقاعد خليفة حفتر، العميد صقر الجروشي، الى أن "الطلعات كانت بهدف الاستطلاع على منطقة مستشفى الجلاء، حيث تدور اشتباكات بين ميليشيات تابعين لعملية الكرامة ومسلّحين من بنغازي رافضين لها".
وذكر مصدر عسكري، رفض الكشف عن اسمه، لـ"العربي الجديد"، أن "الهدف من هجوم ميليشيات حفتر على القوة المسلّحة في مستشفى الجلاء، هو من أجل سحب المقاتلين المعارضين له، من منطقة سيدي فرج، جنوب شرق بنغازي، والتي صدّت محاولات حفتر الثلاث لدخول المدينة". ولفت المصدر الى أن "ما قامت به قوات الصاعقة وغرفة العمليات الأمنية المشتركة، كان مجرّد مناورة عسكرية، بغرض تجميع المسلّحين المناوئين لحفتر في منطقة واحدة، ومن ثم القيام بهجوم مفاجئ، ودخول بنغازي من محورها الجنوبي الشرقي".
وتزامنت اشتباكات بنغازي مع عملية عسكرية يشنّها مسلحون في طرابلس، تحت مسمى "فجر ليبيا"، بهدف تحرير مطار طرابلس الدولي، ومقرّ جمعية "الدعوة الإسلامية"، ومعسكرات أخرى من سيطرة "القعقاع" و"الصواعق".
هذا وقد اقتحم مسلّحو "فجر ليبيا"، معسكر اليرموك، في منطقة صلاح الدين، في طرابلس واستولوا على المعدات والأسلحة المخزنة فيه، كما سيطروا على معسكر "7 أبريل"، بطريق السواني، الذي كانت تتمترس فيه "القعقاع".
ولم يستطع المهاجمون اقتحام معسكر النقلية، المجاور للمطار، حيث يتواجد أكبر مخزون من الأسلحة الثقيلة التابع لـ"القعقاع" و"الصواعق"، بسبب انتشار قنّاصين، وصفهم بعض قادة كتائب "فجر ليبيا" بـ"المحترفين". ولم تفلح مدافع "106" في ضرب تمركزاتهم، مما اضطر القوات المهاجمة إلى الانسحاب التكتيكي.
وشهد محيط مطار طرابلس اشتباكات عدة، بعد دخول كتائب من مدن مجاورة للعاصمة، كمدينة مصراتة، وغريان، وجنزور، والزاوية فيما يشبه الحلف العسكري.
وتوقع خبراء عسكريون أن تستمر عملية "فجر ليبيا" حتى نهاية الأسبوع الجاري، وذلك للسيطرة التامة على مطار طرابلس والمناطق المحيطة به، ومقر "جمعية الدعوة الإسلامية".