يكتسح سان جيرمان الدوري الفرنسي بكل سهولة ممكنة، لا يوجد أي منافس، والفريق الباريسي يفعل ما يريد على أرضه وخارجها، لذلك حصل تقريبا على اللقب قبل النهاية بعدة أشهر، في حالة كروية مشابهة لما يحدث في ألمانيا مع بايرن ميونخ، لكن هناك بعض الفروقات الفنية التي تصب في مصلحة كتيبة "لوران بلان".
سهولة الدوري
يلعب البايرن عدد مباريات أقل في ألمانيا، لأن عدد فرق الدوري أقل بالمقارنة مع فرنسا، لذلك يلعب باريس مواجهات أكثر، ويزيد الاحتكاك الإيجابي كلما زاد عدد المعتركات الكروية، وبالتالي يصل الفريق إلى أوقات الحسم مع حالة بدنية وتكتيكية مميزة، عكس ما يحدث مع غوارديولا، حيث يعاني الإسباني من صعوبة تحفيز فريقه بعد النهاية العملية للبطولة المحلية.
فرنسا أيضا بها بطولات أكثر، كبطولة الرابطة رفقة الكأس الأساسية، وبالتالي تلعب الفرق مباريات عديدة، على خطى الفرق الإنجليزية، ويستغل لوران بلان هذه الميزة في إشراك أكبر قدر ممكن من اللاعبين، بالإضافة إلى توزيع الحوافز على أكثر من جهة، دوري، كأس، ولقاءات الرابطة.
ونتيجة لكل هذه العوامل الإيجابية، يعتبر حسم الدوري بمثابة الخيار المميز لفريق مثل باريس، يضمن اللقب من البداية، لكنه يلعب مباريات عديدة، ويحافظ على نسق الأداء في بقية مباريات الكأس، لذلك يصل إلى عصبة الأبطال بجاهزية أشمل من بقية المنافسين.
ثلاثية الوسط
جدد مدراء النادي ثقتهم في المدرب لوران بلان لفترة أخرى طويلة، بعد العروض الرائعة خلال الفترة الأخيرة، ليتم إغلاق الباب مؤقتا حول إمكانية جلب مدرب جديد كجوزيه مورينيو مثلا. ويستحق المدير الفني الفرنسي هذه الفرصة المضاعفة، لأنه يقدم خططا تكتيكية مرنة بالموسمين الأخيرين مع الكتيبة الباريسية.
يلعب بلان في الغالب بخطة 4-3-3، لكنه يقوم ببعض التعديلات في الجزء الهجومي، خصوصا في ظل وجود عدة أسماء كبيرة، زلاتان إبرا، دي ماريا، كافاني، لوكاس مورا، ولافيتزي، مع الحفاظ على هيكل الوسط كما هو، ارتكاز أمام الدفاع، يسانده ثنائي متحرك على كل طرف، إنها ثلاثية الوسط التي أعطت لهذا الفريق رونقا مختلفا وسط الكبار.
فيراتي هو دينامو الفريق، والمحرك الأساسي لطريقة اللعب، من خلال احتفاظه بالكرة ودعوته المستمرة للمنافس بالضغط، مع نقل الهجمة عن طريق الارتكاز المساند، موتا أو رابيوت في وبين الخطوط، بالإضافة إلى الدعم اللا محدود من جانب ماتويدي، الريشة السريعة التي تضبط التحولات بين الدفاع والهجوم، ويتحول في بعض المناسبات إلى جناح صريح على الخط، في سبيل الضرب في العمق بثنائي هجومي داخل منطقة الجزاء.
الشخصية المطلوبة
الفريق الأفضل لا يحقق التشامبيونزليغ في بعض المناسبات، قدم تشيلسي أجيالا كروية عظيمة في السنوات الماضية، وحقق اللقب في موسم 2012 مع مدرب مؤقت ومجموعة ضعيفة بقيادة الإيطالي دي ماتيو، كذلك برشلونة خسر البطولة في نفس النسخة، وفاز بها في 2014 رغم أنه لم يكن مرشحا في البدايات، لذلك الجزم بإمكانية فوز باريس في النهاية أمر أقرب إلى المستحيل، لكن توقع قدرة الفريق على فرض شخصيته في مباريات خروج المغلوب أمر ممكن.
إقصاء "تشيلسي مورينيو" في النسخة الماضية كان بمثابة القرار المحوري، لأنه نقل سان جيرمان من مرحلة الفريق الطموح إلى المنافس القوي الذي يستطيع مزاحمة أباطرة اللعبة دون خوف، وتكرار الفوز في النسخة الحالية على نفس الفريق، سيكون تأكيدا حقيقيا على رغبة زلاتان وزملائه في الوصول إلى ذات الأذنين أخيرا.
يبقى فقط بعض الأمور الأخرى، كالابتعاد عن الإصابات والغيابات، حتى لا يسقط الفريق في هذا المأزق الصعب. كذلك أن تكون القرعة رحيمة بعض الشيء، لأن الحظ أيضا مطلوب في تعديل بوصلة المواجهات المعقدة، حتى يصل البطل إلى النهائي بعداد أكبر وقدرة أشمل، في انتظار مباراتي تشيلسي بثمن النهائي للتأكيد أو النفي!
اقرأ أيضا..
هل يصبح أوزيل "الخائن" الجديد في كلاسيكو إسبانيا؟