لماذا ستنتخب "سيادتو"؟

لماذا ستنتخب "سيادتو"؟

03 يونيو 2014
+ الخط -
مع الانتخابات الرئاسية "التعددية" التي تجري في سورية، اليوم الثلاثاء، تعاطى رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع هذا الحدث، بسخرية، ونشطت صفحة ناقدة على "فيسبوك" تحمل عنوان "سيادتو"، وشعارها برميل، تهكمت على خطاب "المرشح الأول" وتبريرات من يسانده، والأسباب التي قد تدفع بالمواطن السوري لانتخاب الرئيس بشار الأسد، أو "مبايعته".

جاءت الردود متهكمة، ساخرة من الانجازات التي حققها الرئيس في فترة حكمه لأربع عشرة سنة، ومن برنامجه الانتخابي في الإصلاح والتحديث عام 2001 عند انتخابه في المرة الأولى، وحفظها الشعب السوري عن ظهر قلب لكثرة تداولها على شاشات الإعلام الحكومي، والترويج لها في مناهج كتب "القومية العربية" من الابتدائية وحتى ما بعد الجامعة، ودسّها في أسئلة اختبارات التوظيف في مؤسسات الدولة. يقول أحدهم: "سأنتخبه لأنه أدخل المعلوماتية من أوسع أبوابها، وبدونه كانت سورية بلا معجزة الانترنت. وهو أول من سمح لنا أن نسمع صوت الخطوط المشغولة من المقسم عند اتصال "الديال أب"، سأنتخب راعي الحداثة والعولمجية سيادتو".

كما تداول الناشطون المسرحيات المحفورة في الذاكرة السورية منذ فترة أبيه حافظ الأسد "باني سوريا الحديثة"، فلولاه لم يكن لينجح أحد". ويقول آخر: "سأنتخبه لأني أريد أن أكلمه من الفضاء عبر شاشاتنا الوطنية سنة 2017، كما فعل محمد فارس في زمن الخالد المفدّى حافظ الأسد".

وانتقد آخر سياسته التي من أولوياتها حفظ وصيانة سيادة البلاد واستقلال القرار وعودة الأمان، ويقول: "سأنتخبه لأني معجب بمدى إخلاصه وأمانته في الاحتفاظ بحق الردّ، ولكي يطمئن قلبي أن أخت المواطن السوري تستطيع العودة في الثالثة فجراً مرة أخرى".

وهاجم البعض شعاراً رفعه شيوخ دين مسلمون في اجتماع برزت فيه لافتة تقول إنهم "يبايعون الرئيس المؤمن الدكتور بشار الاسد"، واحتجوا على وصفه بـ"المؤمن".

وتنوّعت الأسباب التي تحمل الكثير من الكوميديا السوداء في مضمونها بين السوريين، فهذا سينتخبه لأنه بعد أن لفّ ودار في بلدان العالم، وجدها في حالة يرثى لها أمام "سورية الأسد". ويقول آخر سأنتخبه لأنه "حامي الأقليات، فلولاه تغدو بلا حماية وتتسرب لبشرتها الأشعة ما فوق البنفسجية. ولحماية أضمن، وفترة أطول، ولأصحاب البشرة الحساسة .. سارعْ وانتخبْ سيادتو".

استقطبت الصفحة شريحة لا بأس بها من المعارضين المجيدين لفن السخرية، وآخرين يرغبون بإرسال شتائم بلا معنى، حتى أن هناك فئة من المؤيدين استجابت للدعوة وعبرت من خلالها بحرية كاملة عن رغبتها بانتخاب الرئيس.

أنشِئت صفحة "سيادتو" الناقدة عام 2012، وتضمّ اليوم أكثر من 14 ألف متابع نشط، وجاء اسم الصفحة من الواقع السوري في حكم الأسد، وإسراف المواطن في لفظ كلمة "سيدي"، التي تعتبر قمة الإذلال الإنساني لدى مخاطبة رجل أمن أو مسؤول في الدولة. هذا الواقع أنتج لفظاً تهكّمياً هو "سيادتو".

سوريا تنتحب

من جهة اخرى اطلقت صفحة "وطي صوتك" حملة لرفع الوعي العام بمدى بطلان شرعية هذه الانتخابات الهزيلة، التي لا تتجاوز أن تكون مسرحية جديدة لشرعنة وجود الأسد في السلطة. كما أن الهدف منها هو حشد أكبر عدد ممكن من المقاطعين للانتخابات في المناطق التي يسيطر عليها النظام.

استخدمت الحملة تقنيات الفيديو الرقمي والتصاميم المبتكرة والكاريكاتير. وتمّ استقاء بعضها من المواد التي ينتجها الإعلام الموالي لنظام الأسد تحت تسمية "سوريا تنتخب" بينما قام الناشطون بتسمية سلسلة الفيديوهات بـ"سوريا تنتحب".

المساهمون