لغز تعكير "صغار" أوروبا فرحة "كبارها" في الجولات الأخيرة

لغز تعكير "صغار" أوروبا فرحة "كبارها" في الجولات الأخيرة

08 مايو 2014
حزن كبير لمشجعي "ليفربول" بعد صدمة "كريستال بالاس"(Getty)
+ الخط -

تنطلق الأندية الأوروبية مع بداية الموسم الكروي كصواريخ "بالستية" من أجل حصد الألقاب المحلية والقارية، ويعتقد كل فريق انه الأقوى وسيحرقُ الأخضر واليابس. هذا ما يحصل في مرحلة الذهاب. تحصد الفرق النقاط الكاملة مع تعثر أو سقوط لا يُغير في أهدافها التي ترسمها كل إدارة حسب إمكاناتها المادية.

 

لكن السؤال الفني الأهم هو لماذا تتعثر وأحياناً تسقُط الأندية الكبيرة أمام الأندية الصغيرة في الأسابيع الأخيرة من أي بطولة أوروبية، رغم أن صراعها على اللقب يجب أن يكون في اوجه والتركيز سمتها الأساسية؟

 

هذا ما حصل مع "برشلونة" عندما تعادل مع "خيتافي" (2 – 2)، الذي تبعه سقوط مدوٍ لـ"أتلتيكو" أمام "ليفانتي" (2 – 0)، وليس بعيداً تعادل "ليفربول" مع "كريستال بالاس" بغرابة (3 – 3)، وتعقيد فكرة الفوز باللقب حسابياً.

 

كل هذه النتائج تنصبُ في خانة أن الأندية المنافسة على اللقب تعاني من إرهاق مع نهاية الموسم لأن كل فريق كبير من هؤلاء يلعب على ثلاث جبهات أو أكثر، الأمر الذي سيؤثر على عطاءات اللاعبين الفنية فضلاً عن الإصابات التي تقصم ظهر الفريق أحياناً.

 

في المقابل تبدأ الأندية الصغيرة موسمها بالتفكير في الخروج بأقل الأضرار المُمكنة نظراً لعدم منافستها على الدوري وعدم وجودها في البطولات الأوروبية، تخسر جُل مبارياتها وفي أخر خمس مباريات تبدأ حكاية المجد الذي كانت تبحث عنه منذ بداية الموسم.

 

ينتفضُ الفريق ويُلملم جراحه من أجل إنقاذ موسمه وعدم السقوط إلى الدرجة الثانية لتتبدل النظريات، وينزل إلى الملعب لاعبون بعقلية مختلفة، أي عقلية الكبار تحت شعار "لا شيء غير الفوز"، وعندها تبدأ فترة العجائب فمثلاً "كريستال بالاس" يحتلُ المركز الـ 11 في الدوري الإنجليزي وفوزه لن يضعه في الصدارة ولن يمنحه مركزاً مؤهلاً للمشاركة في بطولة قارية.

 

إلا أنه لسع "ليفربول" وأبكاه عندم خرج متعادلاً (3 – 3)، بعدما كان متأخراً بثلاثة أهداف من الفريق البطل الذي يحتل الصدارة والمُنافس الجدي على اللقب، لكن الذي حصل على أرض الملعب كان ترجمة واضحة لصيغة استرجاع الهيبة التي كانت في غيبوبة طوال الموسم.

 

تعثرَ "ليفربول" وأصبح "كريستال بالاس" الرقم الصعب رغم السبات العميق الذي كان ينتابه على مدى 37 مباراة، في حين أن المضحك المبكي هو "نورويتش سيتي" الذي يُصارع للبقاء ضمن أندية الدرجة الأولى لكنه خطف نقطة ثمينة من "تشيلسي" كبير أوروبا في "ستامفورد بريدج" وفعل ما عجز عن فعله "السيتي" المرشح الأقرب للظفر باللقب.

 

وهذا ما صنعه "خيتافي" عندما أجبر "برشلونة" على الخروج متعادلاً ونفس الأمر ينطبق على "ليفانتي" الذي كان قاسياً وكسر فرعنة "أتلتيكو" بهدفين نظيفين، الأمر الذي لم يستطع فعله "تشيلسي" ذهاباً وإياباً في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا.

وأخرها ما فعله "بلد الوليد" أمام "ريال مدريد" عندما أجبره على الخروج متعادلاً (1 – 1)، رغم أن "بلد الوليد" يُصارع من اجل البقاء ضمن اندية الدرجة الأولى، و"الريال" ينافس على اللقب، الا ان الأول قد يكون اسدى بخدمة العمر لبرشلونة بعدما اوقف رصيد الفريق الملكي عند 84 نقطة في المركز الثالث، وهو ما يعني خروج "الميرينجي" من سباق اللقب بشكل كبير.

 

أمور تعجيزية لا يوجد لها تفسير منطقي، فأن يسقط الكبار بسهولة أمام الصغار رغم أن نفسّهم أطول وقدراتهم الفنية أفضل، إلا أن الدوري لا يشتعلُ وليس له قيمة بدون وجود الأندية الصغيرة التي تصنعُ أحياناً ما يعجزُ عنه الكبار لأن كرة القدم لا تعترف إلا بالعزيمة والإصرار، وحتى لو كان الفريق على مشارف السقوط إلى مصاف أندية الدرجة الثانية.

المساهمون