لبيك يا سبتمبر

لبيك يا سبتمبر

29 سبتمبر 2016
+ الخط -
سنظل نحج في فلكها، ونسعى بين أهدافها، ونقف على مآثر وسجايا أبطالها، كيف لا؟ وهي ثورة السادس والعشرين من سبتمبر التي انتزعتنا من وحول التخلف والجهل وبراثن الظلم والاستبداد الأمامية الى شواطئ وأنهار العلم والجمهورية. انتقلنا بفضلها من الوصاية الإلهية للأشخاص، بحدّ عينهم، إلى حكم الشعب نفسه بنفسه، ومن الإنفراد بالسلطة إلى الديمقراطية والتعدّدية السياسية.
اندلعث الثورة، فتحرّر الشعب من التسبيح بحمد الإمام ليل نهار، ومن قيود الذل والهوان إلى الحرية والعزة والكرامة.
كانت ومازالت ثورة سبتمبر هي الثورة الأم والانتفاضة الفاتحة للشعب اليمني، فقد أزالت الغشاء المانع للخروج على الأمام، وفتحت الأبواب الموصدة التي تمنع الشعب من الحداثة والتطوّر والانفتاح مع العالم.
فرق شاسع بين ما قبل سبتمبر من حياة قاسية وتعيسة يسود فيها الأمراض والأوبئة والعاهات والجوع والفقر والتخلف والحياة المليئة بالخرافات والترهات بين أوساط المجتمع والانعزال السياسي والانطواء الدبلوماسي والضمور الاقتصادي بالنسبة للدولة عن العالم والمجتمع الخارج، وبين ما بعد الثورة، حين انتشر الوعي بين أوساط اليمنيين، وارتفع مستواهم التعليمي والثقافي وانفتحو على العالم الخارجي.
ما يجري اليوم، ونحن في الذكرى الرابعة والخمسين من ذكرى الثورة المجيدة، من حرب مستعرة، إنّما هو امتداد طبيعي للثورة المضادة لثورة سبتمبر، ومحاولة فاشلة لإعادتنا إلى مربع الإمامة البغيضة، ومن يثورون اليوم ضد الجمهورية هم أحفاد الإمامة والملكية الكهنوتية وخدام الفرس والأجندة الخارجية.
أقولها، وأنا أثق تماماً أنّنا لن نعود إلى تمجيد الأشخاص، ولن نقبل بتاتأ العودة إلى التقسيمات الاجتماعية والطائفية والمناطقية، حتى وإن اشتدّ رحى الحرب واضطررنا لتقديم الغالي والنفيس للصد والذود عن حمى الوطن والثورة والجمهورية.
سنحتفل بهذه الذكرى، سواء في عدن أو مأرب، وسنظل أوفياء للثوار الذين أشعلوا شرارة الثورة، وسنضرم النار في وجه من من ينقلب عليها ونسمع العالم هتافاتنا: لله والثورة والوطن.
لا تزال الثورة وسام على صدورنا، سنظل لها أوفياء، وعلى درب ثوارها ماضيين مهما واجهتنا العراقيل وتراقصت أمامنا الأراجيف.
21FED83A-CE8B-4769-AE42-E81311C1A2AE
21FED83A-CE8B-4769-AE42-E81311C1A2AE
رمزي مهدي الجديعي (اليمن)
رمزي مهدي الجديعي (اليمن)