لبنان: مسيرة مصالحة "فولكلوريّة" بين "التبّانة" وجبل محسن

لبنان: مسيرة مصالحة "فولكلوريّة" بين "التبّانة" وجبل محسن

02 ابريل 2014
مصالحة صورية تنتظر دعم ومباركة جميع المعنيين (العربي الجديد)
+ الخط -

بدأت أولى تجلّيات الخطة الأمنية لطرابلس بالظهور، فحصل بين باب التبانة وجبل محسن ما لم يكن في الحسبان، من الناحية الايجابية هذه المرة: مسيرة أهلية من التبانة إلى الجبل حملت اسم "المصالحة"، أو "مسيرة السلام". خرق أهالي التبانة محاور الجولات العشرين للقتال بين المنطقتين، فاستقبلهم أهالي الجبل بالزغاريد وبنثر الأرزّ وتقديم الحلوى.
هو تحرّك عفوي بادر إليه عدد من أهالي التبانة وجاء برعاية بعض رجال الدين فيها، مثل خالد السيد وسالم الرافعي، بينما لم يعلّق مسؤولو الجماعات المسلّحة، أو "قادة المحاور"، على هذا المشهد، ما قد يُبقي هذه الخطوة في إطار المصالحة الفولكلورية والصورية. فمَن يعرف هذه المنطقة جيّداً، يدرك تماماً أنّ هذا المشهد غريب عن المنطقة التي يسيطر عليها التوتر والاشتباكات والقتل والدمار، منذ ما يقارب ستّ سنوات.
أحاطت وحدات من الجيش بهذه المسيرة وانضمّت إلى المشاركين فيها. وتلطيفاً للأجواء، تركّزت اهتمامات بعض شبان المنطقتين على لعب "البايبي ـ فوت" وشرب القهوة، واسترسل بعضهم في الحديث عن وحدتهم وعن كونهم "عائلة واحدة يتم استغلالها من تجار الحرب والدم".
يبدو أنّ اليوم الثاني لانطلاق تطبيق الخطة الأمنية لطرابلس، حمل إلى منطقة باب التبانة (المحسوبة مذهبياً على الطائفة السنية) ومنطقة جبل محسن (ذات الغالبية العلوية)، القليل من الوئام والكثير من الأمل بإمكانية تجنيب هذه الساحة المزيد من الضحايا في الأرواح وفي تردي الأمن الاقتصادي والاجتماعي. كل هذه الإيجابية في المدينة تستمرّ على وقع استكمال الجيش انتشاره بين الشوارع وملاحقته للمطلوبين.
أما ليل الاثنين ـ الثلاثاء، فلم تهدأ حركة المروحيات والآليات العسكرية، تحديداً في المناطق التي تشهد عادةً اشتباكات وتوترات أمنية. كل هذه التحركات ترافقت مع توقف خدمة الإنترنت، الأمر الذي وضع المواطنين في حال من القلق والخوف من أي معركة أو توتر قد يطرأ نتيجة انتشار الجيش اللبناني في أحياء باب التبانة. فعاش أهل المدينة ما يشبه العزل الإلكتروني وعجزوا عن التواصل في ما بينهم للاطمئنان بعضهم عن البعض ومعرفة تفاصيل ما يجري ميدانياً.
مرّت ساعات الليل بثقلها على أهالي المدينة، إلا أنّ الصباح جاء وحمل إليهم ما يشبه مفاجأة: المسيرة في شارع سوريا، الفاصل بين التبانة والجبل. فلم تتردّد على مسامع الطرابلسيين أصوات طلقات النار أو أبواق سيارات الإسعاف.

دلالات

المساهمون