لبنانيون يسعون إلى تعويض الدراما التركية

12 مارس 2018
من المسلسل اللبناني "وين كنتي" (العربي الجديد)
+ الخط -
على الرغم من المعاناة التي تُسيطر على الدراما اللبنانية، لجهة عدم اختصاص بعض المنتجين بشكلٍ جديّ أولاً، وفقدان النصوص والقصص المثيرة، وضعف المخرجين، تنشط عجلة المنتجين اللبنانيين مجدداً، هذه الأيام، لاستثمار أموالهم في إنتاج مزيد من المسلسلات اللبنانية، بعد قرار محطات سعوديّة بإيقاف عرض المسلسلات التركية

تباينت الآراء بشأن قرار MBC بإيقاف عرض المسلسلات التركية، في الوقت الذي قلل فيه الأتراك من حجم المُشكلة. فبحسب المنتجين في تركيا، فإن مقاطعة الأعمال التركية لن يؤثر على الإنتاج، وهناك أسواق أخرى ستفتح أبوابها لاستيراد هذه الصناعة التي نشطت جيداً في العقد الأخير.

اللبنانيون الطامحون، ينظرون بتفاؤل إلى مستقبل إنتاج وتصدير الدراما اللبنانية إلى الخارج، بعض هؤلاء فاتهم أن الدراما التركية تقوم على ركائز وقواعد ثابتة في الخبرات والسيناريوهات والحماس والتشويق والرومانسية الفائضة في الحكايات المُصورة التي سيطرت مع الوقت على المشاهد. وحصدت ملايين الدولارات لصالح المنتج التركي، وللمحطّات التي اشترتها.

في الوقت الذي عانت فيه الدراما اللبنانية خلال السنوات الأخيرة من مشكلة ترويج أو تصدير بعض الأعمال التي تنقل حقيقة وجه لبنان للخارج، أو لعدم وجود قصص بسيطة من صميم الحياة اللبنانية، كما هو حال الإنتاج التركي أو السوري أو المصري. إذْ إنَّ ذلك لم يحصل، وظلت معظم الأعمال التلفزيونية الدرامية اللبنانية بعيدة عن الواقع اللبناني، ولم يسلم منها سوى بعض الأعمال المشتركة التي اجتهد صانعوها، نتيجة الحبكة واختيار الممثلين، في الترويج لها بحكم علاقات وخبرات هؤلاء المنتجين في الخارج، وتوظيف ذلك من باب نجاح الدراما اللبنانية، رغم كل النقد والنمط الذي اعتمده هؤلاء لتقديم مسلسل درامي جيد.

لا ركائز حقيقية لنشاط صنّاع الدراما اللبنانية هذه الأيام. مجرد تفاؤل عند بعضهم أمام غياب "الدب التُركي" عن المشهد حاليًا. إذْ يلزم صناع الدراما اللبنانيَّة الاستعانة بخبرات وعلاقات عامة لإقناع المحطات الخليجية بضرورة تشجيع وشراء وعرض المسلسلات اللبنانيَّة على غرار الدراما التركية التي حققت نجاحاً هائلاً لولا قرار MBC بإيقافها.

شهدت السنوات الأخيرة نشاطاً ملحوظاً لصناعة المسلسلات اللبنانية. وحاول أصحاب المحطات التلفزيونية في لبنان دعم هذه الصناعة، والمشاركة أحياناً في الإنتاج. لكن بعضهم يقع في كل مرة في فخ الحيلة التي يفرضها الكاتب أو المخرج أو فريق العمل. أصحاب المحطات التلفزيونية في لبنان يملكون المال، لا يملكون الخبرة في تصنيف أي عمل درامي يساهمون في إنتاجه أو يجدون أنفسهم داعمين له مالياً. ورغم الترويج الإعلاني والتسويق، يقع المسلسل بعد عرض الحلقات الأولى في فخ الاستهلاك، وقلة الخبرة في تقديم القصة، وتكلَّف النص والحوار، وانعدام الطاقة في تجسيد الأدوار التي من المفترض أن تمس المشاهد. وهنا تكمن الصعوبة في تسويق المسلسل اللبناني إلى الخارج، مع بعض الاستثناءات التي تأتي مغرية للمستورد العربي، كمشاركة ممثلين غير لبنانيين في العمل، أو الاستعانة بنجومية بعض الممثلات اللبنانيات من أجل كسب المشاهدين.
دلالات
المساهمون