لافروف: وجهات النظر مع الغرب تتقارب في شأن أوكرانيا

لافروف: وجهات النظر مع الغرب تتقارب في شأن أوكرانيا

29 مارس 2014
أوباما: بوتين أخطأ في فهم الغرب (جيري ليمبان، Getty)
+ الخط -

أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، اليوم السبت، أن وجهات النظر الروسية والغربية حول الأزمة الاوكرانية تتقارب، مما يمهد الطريق "لمبادرة مشتركة" ممكنة. في وقت غيّر فيه وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، مسار رحلته من السعودية الى الولايات المتحدة، ليلتقي لافروف في باريس، غداً الأحد أو يوم الاثنين، على أبعد تقدير، وذلك لاجراء محادثات في شأن أوكرانيا.

وكان لافروف تحدّث لقناة "فيستي" الروسية، مشيراً الى أن "وجهات نظرنا تحقق تقارباً، ولقائي الأخير مع كيري في لاهاي، واتصالاتي مع المانيا وفرنسا ودول أخرى، تشير الى أن امكانية مبادرة مشتركة تُقدّم الى أوكرانيا بدأت ترتسم".

 وأكد لافروف أن روسيا "لا تنوي اطلاقاً عبور حدود أوكرانيا"، بينما تقول كييف إن "موسكو حشدت حوالى مئة الف جندي على حدودها الشرقية"، مما يثير مخاوف من تدخل في شرق البلاد الناطق بالروسية.

 وطلب الوزير الروسي أن يتم "العمل جماعياً" للخروج من الأزمة، وأن "تتوقف تجاوزات المحتجين الذين طردوا الرئيس فيكتور يانوكوفيتش من السلطة". واقترح اقامة "نظام فيدرالي" في هذه الجمهورية السوفياتية السابقة. وقال "إنها ليست كلمة محرمة، انني واثق بأنه علينا أن نؤكد على ذلك، ليس لأننا نريد ذلك، بل لأنه مطلب لمنطقتي الجنوب والشرق".

 وكان لافروف تبادل مع كيري، خلال اتصال هاتفي، الآراء حول الوضع الراهن في أوكرانيا. وأشارت وزارة الخارجية الروسية إلى أن الاتصال جاء بطلب من الطرف الأميركي. وجاء هذا الاتصال بعد ساعات على المكالمة الهاتفية بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيره الأميركي باراك أوباما، حيث بحثا الخطوات المحتملة لإعادة الاستقرار إلى أوكرانيا على الرغم من الخلافات بين البلدين حول ضم القرم إلى روسيا.

 وكشف لافروف عن عدم وجود "نية روسية لغزو أوكرانيا"، واعتبر في مقابلة صحافية مع قناة "روسيا ـ 1" أن "ما يحصل الآن في أوكرانيا هو نتيجة أزمة حكومية مستحكمة، ونحن على ثقة بأن الوضع بحاجة إلى إصلاح دستوري عميق". وأضاف "نحن لا نرى طريقاً لتطوير الدولة الأوكرانية سوى النظام الفيدرالي".

 وأعرب لافروف عن استغرابه من معارضة كييف القاطعة لأي مبادرات روسية، قائلاً "الخارجية الأوكرانية قالت لنا إن الاقتراحات الروسية عبارة عن استفزاز وتدخل في الشؤون الداخلية، لأنها تطرح أفكاراً تتعارض مع أسس الدولة الأوكرانية". وتساءل "أية أفكار؟ الفيدرالية أولاً، واللغة الرسمية ثانيا". وأضاف "لا أعرف لماذا يتعارض هذان الأمران مع أسس الدولة الأوكرانية".

 من جهته، قال الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إن الرئيس الروسي أكد له أن "لا نية له" لغزو شرق أوكرانيا. وأضاف بان كي مون، في مؤتمر صحافي، بعد تقديمه ملخصاً لمجلس الأمن الدولي حول زيارته الأخيرة لكل من موسكو وكييف، أنه ليس لدى بوتين أية خطوات إضافية أو تحركات عسكرية أخرى تجاه أوكرانيا.

 وجاءت التطمينات الروسية بعدما دعا أوباما، في مقابلة مع شبكة "سي.بي.إس" الأميركية، روسيا إلى سحب الحشود العسكرية من حدود أوكرانيا، مشيراً إلى أن "الحشود العسكرية الروسية غير عادية".

 وكان أوباما دعا بوتين، خلال اتصال هاتفي بينهما، إلى تقديم ردّ جدي ومكتوب على المقترح الأميركي بشأن إيجاد حل دبلوماسي للأزمة الأوكرانية، بحسب ما أعلن البيت الأبيض، أمس الجمعة. واقترح أوباما على نظيره الروسي أن يلتقي وزيرا خارجية البلدين لمناقشة الخطوة التالية.

 وتزامنت هذه التطورات مع كشف دبلوماسيين في الأمم المتحدة، أن روسيا هددت دولا عدة،  في أوروبا الشرقية وآسيا الوسطى، بالانتقام إذا صوتت لمصلحة مشروع القرار الذي أجازته الجمعية العامة للأمم المتحدة، وأعلن بطلان استفتاء القرم الذي أفضى إلى انفصال شبه الجزيرة عن أوكرانيا.

 ووفقاً لمقابلات مع دبلوماسيين في الأمم المتحدة، فضّل معظمهم التحدث شريطة عدم نشر أسمائهم، خشية إثارة غضب موسكو، فإن من بين من استهدفتهم روسيا مولدوفا وقرغيزستان وطاجيكستان، بالإضافة إلى عدد من الدول الإفريقية.

 ووفقاً للدبلوماسيين، فإن التهديدات الروسية غير محددة. ولكنهم قالوا إن من الواضح للدول التي تلقت التحذيرات من تأييد القرار، أن الإجراءات الانتقامية قد تشمل خطوات، مثل طرد العمال المهاجرين إلى روسيا أو وقف إمدادات الغاز الطبيعي، أو حظر استيراد روسيا سلعاً معينة لإلحاق ضرر اقتصادي بهذه الدول.

 إلا أن متحدثا باسم بعثة روسيا لدى الأمم المتحدة، نفى تهديد موسكو لأية دولة بالانتقام منها في حال أيدت مشروع القرار، قائلاً: "لا نهدد أحدا. إننا نشرح الوضع فقط".

 التخوّف من اليمين

في غضون ذلك، أعرب الاتحاد الأوروبي، عن قلقه حيال احتجاجات القوى القومية في أوكرانيا. وحذّرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين آشتون، من أن مثل هذه الاحتجاجات من شأنها ترهيب البرلمان في كييف. وكان أنصار الحزب القومي اليميني (القطاع اليميني) قد طوقوا مبنى البرلمان في كييف، للمطالبة بإقالة وزير الداخلية أرسن أفاكوف.

وقالت آشتون في بيان لها "أدعو حزب القطاع اليميني والأحزاب الأخرى في أوكرانيا إلى عدم التهديد بالقوة ولا استخدامها". وطالبت الأحزاب الأوكرانية بتسليم الأسلحة غير المرخصة فوراً.

الانتخابات الرئاسية

الى ذلك، أعلنت المعارضة يوليا تيموشنكو، ترشحها الى الانتخابات الرئاسية الأوكرانية، المقررة في 25 مايو/أيار المقبل، كما قرّر رئيس حزب "الموقف المدني" وزير الدفاع السابق، أناتولي غريتسينكو، وزعيم الحزب الشيوعي، بيوتر سيمونينكو، ووزيرة الشؤون الاجتماعية السابقة، ناتاليا كوروليفسكايا، والناشطة في ساحة "الاستقلال"، أولغا بوغوموليتس، ترشحّهم، في حين عدل رئيس حزب "أودار" الملاكم السابق، فيتالي كليتشكو، عن خوضه الانتخابات.

 

وأكد كليتشكو أن انسحابه جاء لمصلحة بيوتر بوروشينكو، مشيراً الى أن "الفرصة الوحيدة لتحقيق النصر هو ترشيح شخص عن القوى الديمقراطية". وكشف كليتشكو عن نيته الترشح لمنصب محافظ كييف ليحوّلها الى "مدينة أوروبية حقيقية"، حسب قوله .

 

وتشير آخر استطلاعات الرأي إلى أن بوروشينكو يحظى حتى الآن بدعم نحو25% من أصوات الناخبين مقابل 8.9% لكليتشو، و8.25 % فقط لتيموشينكو. و7.3% لسيرغي تيغيبكو.

 

المساهمون