كيف تؤسّس مركز تجميل في الوطن العربي؟

كيف تؤسّس مركز تجميل في الوطن العربي؟

06 مايو 2015
مراكز التجميل تنافس القطاعات الانتاجية من حيث الأرباح(العربي الجديد)
+ الخط -
تحتلّ منطقة الشرق الأوسط المرتبة الثانية الأسرع نمواً في استخدام مستحضرات التجميل في العالم بعد أميركا اللاتينية بمبيعات تصل قيمتها إلى 24 مليار دولار، ومن المرشح أن تصل إلى 30 مليار دولار حتى نهاية العام 2018.

تكشف هذه الإحصائية مستوى الإقبال الذي تحظى به مواد التجميل في وطننا العربي، وتحديداً بين السيدات، ما يعطي مؤشراً حول الرواج الاستثنائي لمراكز التجميل في بُلداننا. ربما أثار الانتشار المذهل لصالونات التجميل في كل حىٍ عربي، سؤالاً دار في رأسك يوماً، وسألت ما هي كلفة وخطوات تأسيس هكذا مشروع، خاصة مع النمو السكاني وتزايد الاهتمام بالجمال والموضة؟ الآن بمقدورك الحصول على الإجابة عبر هذا التقرير الذي أعدته "العربي الجديد" خصيصاً لك، لتفتح أمامك باباً للاستثمار.

دبي: مُنتجع الأناقة

تزداد جاذبية صالونات التجميل في الإمارات العربية المتحدة التي تُصنّف كمُنتجع لأهم ماركات التجميل في الشرق الأوسط. وفي ظل ارتفاع الجدوى الاستثمارية للمشروع، تصل كلفة تأسيس الصالونات الراقية إلى ما يقارب 188.160 ألف درهم (69.1 ألف دولار)، وفقاً لدراسة الجدوى التي أعدتها شركة "كيف أبدأ" المتخصصة في الدراسات الاقتصادية.

وتشمل الأكلاف تجهيزات الصالون، ومنها استئجار مقر للصالون، "مركز للحلاقة"، أو مركز التجميل، ورواتب لخبراء التجميل والتصفيف وبرامج العناية بالبشرة تصل إلى ما يقارب 800 دولار.

وتشير الدراسة إلى أن هناك عدة طرق تسويقية فعالة لبناء علاقة طيبة مع العملاء، مثل تقديم نصائح مجانية حول كيفية التوصل إلى نتائج التألق اليومية، والتعاون مع محال أدوات التجميل وبيع لوزام الزفاف ومُجهزّي الحفلات.

الدوحة: مشروع رائج
ووسط ارتفاع دخل الفرد في الدوحة، وزيادة التعداد السكاني إلى أكثر من ثلاثة ملايين نسمة، فقد نجحت مراكز التجميل بحجز مقعد لها بين المشاريع الرائجة في قطر. ولعل هذا قد يكون سبباً في ارتفاع أكلاف افتتاح صالونات التجميل الراقية إلى 186.240 ألف ريال، أي ما يعادل 67.8 ألف دولار، حسب دراسات الجدوى.


وتتوزع أكلاف المشروع بين 3 عناصر أساسية، هي التجهيزات ومواد التجميل واستئجار مقر للصالون، حيث تبدأ كلفة استئجار المتر المربع خارج مراكز التسوق من 120 ريالاً، حسب دورية القطاع الخاص الصادرة عن بنك قطر للتنمية، أي أن استئجار محل بمساحة 200 متر تصل إلى 24 ألف ريال، ما يعادل 6600 دولارشهرياً. أما العنصر الثالث، فهو تعيين متخصصي تجميل براتب يراوح بين 800 ـ 900 دولار.

أما عن اختيار المحل، فتحذر الدراسة من استئجار صالون قائم بالفعل لأنه قد يتمتع بسمعة سيئة أو أن صاحبه افتتح صالوناً جديداً من شأنه جذب العملاء في الحي الذي كان يعمل به، وتنصح بأن ترتكز خطة التسويق على طرق التواصل المباشر، مثل توزيع البروشورات في محيط الحي والأحياء المُجاورة للصالون.

المنامة: تطّور سريع
نمو استثنائي تشهده مراكز التجميل في البحرين، إلى درجة دفعت أصحاب الصالونات النسائية إلى تشكيل تكتُل تحت اسم "لجنة أصحاب صالونات الحلاقة والتجميل النسائية"، بهدف وضع إطار تنظيمي للعاملين في هذا المجال عبر اقتصار مزاولة مهنة التجميل على المراكز والتشاور مع هيئة تنظيم سوق العمل حول سبل تدعيم نشاط صالونات التجميل.

وتقدّر دراسات الجدوى أكلاف تأسيس مركز التجميل في المنامة بنحو 19200 دينار (51 ألف دولار)، في حين يقدّر راتب خبير التجميل بـ800 ـ 1000 دولار. ويتمتع المشروع بجدوى اقتصادية جيدة في ضوء وصول كلفة تجميل العروس إلى 1600 ـ 1850 دولاراً، ويراوح عدد الزيجات بين 6 ـ 7 آلاف زيجة سنوياً، وفقاً لإحصاءات رسمية.


وهناك عنصر هام يرفع من فرص ربحية مراكز التجميل، وهو تزايد عدد السيدات العاملات في المملكة، إذ رصدت إحصاءات الهيئة العامة للتأمين الاجتماعي قبل عامين، أن 75 ألف سيدة تعمل في القطاع العام والخاص مجموع دخلهن السنوي 466 مليون دينار (1.239 مليار دولار)، ما يعني تزايد الإقبال على الصالونات طردياً مع ارتفاع عدد السيدات اللاوتي ينضممن إلى سوق العمل.

بيروت: عاصمة الجمال
عندما يشرد ذهنك للتفكير في الجمال، ستخطر بِبالك تلقائياً بيروت عاصمة الجمال في وطنا العربي. ومن هُنا يتربع لبنان على عرش مراكز التجميل في المنطقة. "تصل أكلاف تأسيس مركز التجميل إلى 50 ألف دولار، إذ تبلغ قيمة شراء المُعدات 30 ألف دولار"، والحديث لخبيرة التجميل، جويس بشارة. وتوضح أن استئجار محل في منطقة راقية يبدأ من 1500 حتى 3000 دولار، في الوقت الذي يصل فيه راتب خبير التجميل إلى 1000 دولار، مع إمكانية حصوله على 5% من قيمة ما يدفعه الزبائن.

بغداد: تكاليف منخفضة

ربما تكون بغداد واحدة من أكثر البُلدان العربية التي تواجه فيها مراكز التجميل تحديات صعبة، أسفرت عن إغلاق بعضها نتيجة التهديدات التي تلقاها أصحابها من جماعات مُتشددة. ولكن طرفاً آخر في المعادلة يحفظ جاذبية الصالونات كمشروع استثماري، ألا وهو انخفاض التكاليف واستمرار توافد الزبائن عليها.

فتقول خبيرة التجميل، فاطمة سماحة، إن أكلاف تأسيس مركز تجميل تتوزع بين التجهيزات التي تبدأ من 10 آلاف دولار، إلى جانب استئجار مقر في حي راقٍ في بغداد مقابل 1200 دولار شهرياً. وتشير سماحة إلى أن كلفة العمالة ليست باليسيرة، إذ إنه عند استئجار خبيرتين من خبراء التجميل يصل راتباهما إلى 2400 دولار، بواقع 1200 للخبيرة الواحدة عدا عن 600 دولار للفرد صاحب الإمكانيات البسيطة.

"رغم أن تكاليف العمالة واستئجار المقر تبدو مرتفعة عند حسابها سنوياً، ولكن من الجهة الأخرى تدور الإيرادات اليومية حول 1000 دولار، ما يعني أن إيرادات المركز تسمح بتغطية الكلفة سريعاً"، والحديث لسماحة.

مصر: أذواق مُتنوعة
عندما يضُم بلد ما 22 مليون سيدة تراوح أعمارهن بين 15 ـ 49 عاماً تتوزع في مناطق مختلفة وتتمتع بثقافات متنوعة، إذن فهناك سوق ضخم مُغرٍ لمراكز التجميل في أنحاء مصر. يشير الخبير في إعداد دراسات جدوى المشاريع مُتناهية الصغر، أمين بدر الدين، إلى أن القاهرة تتميّز بقاعدة هائلة من الزبائن تخلق طلباً دائماً على الصالونات النسائية.

ويقول بدر الدين إن كلفة إنشاء مركز تجميل تراوح بين 25 ـ 30 ألف دولار، حيث تستحوذ التجهيزات من معدات ومواد تجميل، على 10 ـ 15 ألف دولار، فيما تصل كلفة استئجار مقر في حي راقٍ إلى 1200 ـ 1500 دولار، مع تحديد راتب خبير التجميل بين 500 ـ 800 دولار. وفي المقابل، تبدأ قيمة تجميل العروس من 250 دولاراً حتى 1500 دولار.

ومن المعروف أن مصر تتميز بأعلى عدد زيجات في العالم العربي، إذ يقترب العدد من مليون زيجة سنوياً، حسب إحصاءات الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء.

إقرأ أيضا: إيناس التليلي... التوجه نحو التصاميم الفاخرة

المساهمون