كوسرت رسول... سياسي كردي رفض التخلي عن البارزاني رغم الخلاف بينهما

19 أكتوبر 2017
رسول رجل ثقة الراحل الطالباني (مروان إبراهيم/فرانس برس)
+ الخط -


كوسرت رسول، الذي يشغل حالياً منصب نائب رئيس إقليم كردستان العراق، من قيادات حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" الذي كان يتزعمه الرئيس العراقي الراحل، جلال الطالباني، ومن أبرز منافسي رئيس الإقليم، مسعود البارزاني، ورغم هذا فقد خاطبه قبل الاستفتاء، قائلا: "سأبقى معك حتى لو بقيت وحدك".

ولد رسول عام 1952 في قرية شيوا شوك بمحافظة أربيل، عاصمة إقليم كردستان، والتحق بصفوف "اتحاد طلبة كردستان" عام 1968، قبل أن ينضم للبشمركة عام 1974، وفي العام التالي انخرط ضمن جمعية مناضلي كردستان، ليصبح مسؤول التنظيمات الطلابية فيها.

في عام 1980 أصبح رسول مسؤول تنظيمات أربيل المناضلة، وتمكن في العام ذاته، من خلال مفاوضات مع النظام العراقي السابق، من الحصول على مبالغ مالية للبشمركة من بغداد، ليصاب في عام 1985 بجروح بالغة بغارة للقوات العراقية في كردستان، قبل أن يفقد ولديه في العام التالي في اشتباكات مسلحة مع القوات النظامية، وتدرج في المناصب حتى أصبح السكرتير الأول للحزب، والرجل الثاني فيه بعد جلال الطالباني.

كان رسول يستخدم كنية أبو ريناس أثناء تحركاته ضد النظام العراقي السابق في تسعينيات القرن الماضي. ويقول إن هذه الكنية جاءت من ابنته الصغيرة ريناس، ويوضح أن "أبو ريناس" كانت كلمة السر التي تستخدم في كثير من المعارك التي خاضتها البشمركة ضد الجيش العراقي السابق.

ويعد رسول من صقور "الاتحاد الوطني الكردستاني" الذين كرسوا حياتهم في سبيل تحقيق حلم الدولة الكردية، وكان من أخلص رجالات جلال الطالباني في أربيل التي تخضع بشكل كامل لرئيس "الحزب الديمقراطي الكردستاني"، وكان وجوده في عاصمة إقليم كردستان يمثل عامل قلق للبارزاني، الذي أرغم على منحه منصب نائب الرئيس لتلافي التصادم معه.

وبعد الاحتلال الأميركي للعراق عام 2003، لعب رسول دورا مهما ساعد "الاتحاد الوطني الكردستاني" في تولي مناصب مهمة، سواء كان على مستوى بغداد، إذ تولى رئيس حزبه، جلال الطالباني، رئاسة الجمهورية، أو على مستوى المحافظات، حين هيمن "الاتحاد الوطني الكردستاني" على كركوك من خلال محافظها السابق نجم الدين كريم، الذي ينتمي للحزب.

وبعد استقالة نوشيروان مصطفى من منصب الأمين العام للاتحاد الوطني الكردستاني، وتشكيله حركة التغيير عام 2006، أصدر الرئيس العراقي الراحل، جلال الطالباني، أمرا بتعيين كوسرت رسول بدلاً عن نوشيروان مصطفى.

وبعد توحيد إدارتي أربيل والسليمانية ضمن إقليم كردستان عام 2006، تم تعيين كوسرت رسول نائباً لرئيس الإقليم، وتم التجديد له عام 2012 لتحقيق نوع من التوازن بين أربيل التابعة للبارزاني، والسليمانية التي يمثلها كوسرت رسول.

كان رسول حريصاً على إقحام ولديه دباز وشالاو في السياسة، من خلال منحهم مناصب مهمة، إذ شغل دباز منصب وزير الإعمار في إقليم كردستان، فيما أصبح شالاو عضواً في قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني.

وعلى الرغم من تولي رسول منصب نائب رئيس إقليم كردستان، إلا أنه كان دائم الخلاف مع البارزاني، كما كان له دور كبير في القطيعة التي حدثت بين السليمانية وأربيل قبل عامين، والتي نتج عنها طرد ممثلين لحزبي الاتحاد الوطني الكردستاني وحركة التغيير من برلمان إقليم كردستان في أربيل، قابله هجوم جماهير الحزبين على مقار حزب البارزاني في السليمانية وحرق عدد منها.

لكن الغريب هو العودة المفاجئة للعلاقة بين البارزاني ورسول قبيل استفتاء الانفصال عن العراق، الذي أجري في الخامس والعشرين من الشهر الماضي، إذ قال للبارزاني في أحد اجتماعات التحضير: "سأبقى معك حتى لو بقيت وحدك"، وبعد إجراء الاستفتاء واتخاذ بغداد إجراءات عقابية، اجتمع رسول والبارزاني وأصدرا قرار التمسك بنتائج الاستفتاء الذي اعتبرته الحكومة العراقية تحديا لها.