كواليس اختطاف اللواء الليبي أحمد العريبي

21 أكتوبر 2018
اعتُقل العريبي قبل يوم من تنصيبه رئيساً للمخابرات(العربي الجديد)
+ الخط -
أكثر من 20 يوماً مرت على اختطاف نائب رئيس المخابرات العامة في الشرق الليبي أحمد العريبي ونجله، من منزله، على يد مجموعة مسلحة لم يُعرف لمن تتبع، فيما لا يزال مصيره مجهولاً. عملية الاختطاف أثارت تساؤلات كثيرة، مع عدم اعتراف أي جهة في الشرق الليبي بمسؤوليتها عنها، فيما كشفت شقيقته سعاد العريبي، لـ"العربي الجديد"، أن عملية الاختطاف، التي حصلت في الأول من الشهر الحالي، جاءت قبل يوم واحد من تنصيبه رئيساً للمخابرات العامة في الشرق.

وروت العريبي، في حديث لـ"العربي الجديد"، كواليس اعتقاله عبر "مجموعة ملثمة ترتدي زياً عسكرياً قامت بتكسير كاميرات المراقبة وبعض محتويات منزله". ووصفت عملية الاختطاف بأنها "كانت مروّعة ووحشية، وتسبّبت في إصابة بعض أبناء اللواء العريبي بصدمة نفسية وحالة فزع وذعر تستمر حتى الآن، بعدما اقتحمت أكثر من 30 سيارة عسكرية المنطقة التي يسكن فيها وأحاطت بالمنزل، وأطلق المسلحون الرصاص ثم قاموا باقتحام البيت واعتقال أحمد وابنه علي". وأكدت شقيقة العريبي أنه "حتى الآن لم يعترف أحد من المسؤولين في الشرق الليبي بالأمر"، وأن "المشير خليفة حفتر لم يتجاوب مع طلبات الأسرة ومناشدة أمه المريضة التي خرجت على بعض القنوات التلفزيونية تناشد حفتر بالاسم وتطالبه بالكشف عن مصير ابنها".

وعن تفاصيل ما جرى، ذكرت سعاد العريبي أن المسلحين كسروا بعض كاميرات المراقبة، لكن بعضها الآخر التقط بعض المشاهد والصور، موضحة أنهم قاموا بتفريغ هذه المشاهد وتسليمها إلى رئيس البرلمان عقيلة صالح، بعدما تمكّن وفد من أعيان قبيلة العريبات (قبيلة اللواء المختطف) من مقابلته، "لكنه للأسف لم يحرك ساكناً"، وفق قولها. وأشارت إلى أنه "حتى الآن لا توجد أي أسباب للاعتقال، أو معلومات عن هوية من قاموا بذلك، ونحن توجّهنا للجميع ولكن لم يستجب أحد لنا، على الرغم من أن أحمد قيادي كبير في الجيش وذو رتبة عسكرية عالية، وهذا ما أصابنا بالإحباط جراء طريقة التعامل معنا ومع قضيته".


وحول دور خليفة حفتر ومدى استجابته لهم، قالت: "شقيقي ليس بينه وبين المشير حفتر أي صدام أو اختلافات، بالعكس هو دائماً يعتبره أباً له والمشير يعتبره ابناً باراً، كونه كان من أوائل المساندين لعملية الكرامة، لكن على الرغم من كل ذلك لم يتجاوب معنا حفتر ولم يقابلنا أصلاً عندما وصل إليه وفد من أعيان القبيلة والأسرة، واكتفى الوفد فقط بلقاء مدير مكتبه". وأضافت: "لكن ربما تكون هناك أطراف في الجيش هي من قامت باختطاف أخي لأهداف ما، كونه يحظى بشعبية كبيرة جداً في الشرق الليبي، وللعلم فإن هناك تصريحات من قبل القيادة العامة (حفتر) رجّحت أن يكون أحمد موجوداً في أحد سجونها، لكنها لم تفصح عن المزيد".

ورداً على سؤال عما تردد عن دور لصدام، نجل حفتر، في عملية الاختطاف، أجابت: "احتمال ذلك وارد، لكن حتى هو لم يصرح بأي شيء بخصوص العملية والتي تمت على أيدي مسلحين يستقلون سيارات عسكرية تابعة للجيش، وهو ما يثير الريبة". وأوضحت سعاد العريبي، أن "ما قيل حول وجود علاقة للواء أحمد بمنظمة الأمم المتحدة أو تسريبه لأي معلومات، هي مجرد تلفيقات كيدية، لأنه حتى اللحظة الأخيرة كان مع المشير حفتر قلباً وقالباً، وكان على مقربة من منصب عسكري رفيع وهو رئاسة المخابرات العامة، فكيف يزعمون هذا"؟

وناشدت خليفة حفتر وعقيلة صالح وكل الأجهزة الأمنية والعسكرية بسرعة الكشف عن مصير اللواء العريبي ونجله، لأن "أسرته في حالة يرثى لها، فأمه مريضة جداً وأبناؤه متفرقون وفي حالة نفسية منهارة، وأنا شخصياً مضربة عن الطعام حتى يكشف عن مصيره"، كما قالت. وعن الخطوات التصعيدية المقبلة، أشارت إلى أن "الأسرة ستنتظر أي رد من قبل القيادة العامة"، وأنها ومعها بعض الناشطين سينظمون عدة وقفات احتجاجية للمطالبة بالكشف عن مصيره، "فإن لم يستجيبوا لنا، فالله غالب لأن هذه إمكانياتنا فقط".