كابول ترحب بالتطمينات الأميركية بشأن الاتفاق مع طالبان

07 سبتمبر 2019
+ الخط -
رحبت الحكومة الأفغانية، يوم السبت، بتعهد البنتاغون أن تقبل الولايات المتحدة فقط "باتفاق جيد" مع طالبان بعد سلسلة هجمات أثارت مخاوف من انسحاب أميركي سريع من أفغانستان.

وخلال مؤتمر صحافي تناول موضوعات عدة في باريس السبت، سعى وزير الدفاع الأميركي، مارك إسبر، لتبديد المخاوف من سعي واشنطن إلى خروج سريع من أفغانستان مع قرب التوصل إلى اتفاق محتمل مع طالبان.

وأبلغ الوزير الصحافيين "وجهة نظري، وجهة النظر الأميركية هي أن أفضل وسيلة للمضي قدماً هي اتفاق سياسي وهو ما نعمل عليه بجد". وتابع "هذا لا يعني أننا سنأخذ بأي اتفاق، لكننا نريد أن نتأكد أن لدينا اتفاقاً جيداً، اتفاقاً جيداً في شكل كافٍ يضمن أمن بلداننا للمضي قدماً، ومستقبلاً أكثر بريقاً للشعب الأفغاني".

ولاقت تصريحات إسبر ترحيباً كبيراً في أفغانستان، حيث شنّت طالبان خلال الأسبوع الفائت هجمات على عواصم ولايات عدة واستهدفت كابول بهجمات انتحارية. وقال المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية، صديق صديقي، على تويتر، إنّ "الحكومة الأفغانية ترحب بالتصريحات الأخيرة لرئيس البنتاغون بخصوص عملية السلام الأفغانية". وأضاف "نكرر الحاجة إلى سلام مستدام ونهاية للعنف وسلام ذي معنى يضمن أمن أفغانستان وحلفائها".

وشهدت كابول مزيدا من الاعتداءات الدامية بعد توصل الولايات المتحدة وطالبان لاتفاق "مبدئي" يتضمن سحب واشنطن آلاف الجنود الأميركيين من أفغانستان في مقابل ضمانات أمنية عديدة من طالبان.

ولكن هناك عدم ارتياح متزايداً بخصوص الاتفاق الذي يخشى الأفغان أن يؤدي لعودة الإسلاميين المتشددين لحكم بلادهم. كما أعرب عدد كبير من المسؤولين والنواب الأميركيين عن شكوكهم حيال الاتفاق فيما عاد المفاوض الأميركي، زلماي خليل زاد، إلى قطر هذا الأسبوع لإجراء مزيد من المباحثات مع المتمردين.

ويحتاج أي اتفاق إلى موافقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الذي قال إنّه يودّ إنهاء التدخل الأميركي في أفغانستان والذي بدأ بعد هجمات 11 أيلول/ سبتمبر 2001. وتفيد العناصر الأولى لمشروع الاتفاق مع طالبان والتي نشرت في الإعلام، بأن الانسحاب سيتم من خمس قواعد عسكرية تنتشر فيها القوات الأميركية خلال 135 يوماً.

وفي نهاية هذه المرحلة يبقى 8600 جندي في أفغانستان مقابل ما بين 13 و14 ألفاً اليوم. في المقابل، تتبرأ طالبان من تنظيم القاعدة وتتعهد محاربة تنظيم "داعش" وعدم تحويل أفغانستان إلى ملاذ آمن للجهاديين. لكنّ الحكومة الأفغانية حذّرت مراراً من الاتفاق المقترح، قائلة إنّ المسؤولين يحتاجون إلى مزيد من المعلومات بخصوص ما ينطوي عليه من مخاطر، وحذّرت من خروج أميركي سريع قد يؤدي إلى نشوب حرب أهلية واسعة. 


(فرانس برس)