كأس السوبر الأفريقي: الصفاقسي للثأر... والأهلي لتضميد الجراح

20 فبراير 2014
+ الخط -

حينما يلتقي فريق كرة القدم الأول بالنادي الأهلي المصري مع نظيره الصفاقسي التونسي فى ستاد القاهرة، في السابعة مساء اليوم وسط 30 ألف متفرج .. تتعلق قلوب وعقول الملايين فى مصر وتونس بحلم الفوز بكأس السوبر الإفريقي، التي فاز بها الأهلي 5مرات من قبل أعوام 2002 و2006 و2007 و2009 و2013، فيما لم ينل الصفاقسي هذا الشرف من قبل.

ويحاول الفريقان تقديم السعادة والبهجة لشعبين، لم يحالفهما التوفيق بعد فى الحصول على مكاسب معنوية من الثورة التى تعثرت كثيرا فى البلدين، وهو ما يعني أن العرب أمام مباراة كرة قدم بنكهة سياسية.

الأهلى يدخل اللقاء تحت قيادة مديره الفنى، محمد يوسف، الذى تولى المهمة اضطراريا قبل أقل من عام، بعد رحيل حسام البدرى الى العمل فى أهلي طرابلس الليبى ،، وفقد كبار نجومه، يتقدمهم محمد أبوتريكة ومحمد بركات، لاعتزالهم.

فى المقابل يدخل الصفاقسي اللقاء تحت قيادة، حمادى ألدو، المدير الفني الذي تولى المهمة اضطراريا قبل شهر، وتحول من مقعد المساعد إلى المدير الفني، عقب رحيل الهولندي، رود كرول، الى العمل في الترجي التونسي.

وكلاهما يدخل مباراة فى وقت تعيش الرياضة فى بلديهما حالة من عدم الاستقرار، والصدام بين القادة الرياضيين ورؤساء الأندية .. ففى مصر لا خلاف على الأزمة الضخمة التى تجمع طاهر أبوزيد، وزير الدولة لشؤون الرياضة، بحسن حمدي، رئيس النادي الأهلي، التي بدأت بإقصاء المجلس الأحمر .. والسيناريو نفسه في تونس التي عاشت حتى أيام قليلة تهديدات مماثلة بالتجميد الكروي من الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا " لخلافات طارق دياب وزير الرياضة السابق مع وديع الجريء رئيس الجامعة الوطنية لكرة القدم، ورغبته في حل المجلس على خلفية فشل المنتخب التونسي في بلوغ نهائيات كأس العالم .

وبطولة اليوم، هي الحلم الذى يداعب جماهير البلدين للحصول على سعادة مؤقتة بعد أن أسفر عام 2013 فى نهايته عن صدمات دولية، عندما سقط المنتخبان المصري والتونسي في المرحلة الثالثة والأخيرة للتصفيات الإفريقية المؤهلة إلى نهائيات كأس العالم فى البرازيل، فالفراعنة سقطوا أمام غانا 3/7 وخاصة فى لقاء الذهاب الذى خسرت فيه مصر بستة أهداف مقابل هدف فى كوماسي.

أما تونس فودعت التصفيات وأهدرت حلم المونديال بالسقوط 1/4 أمام منتخب الكاميرون فى لقاء الإياب فى ياوندي .. وكان المنتخبان قد تعادلا من دون أهداف فى رادس في جولة الذهاب.

وكلا البلدين يبحث عن لقب قاري جديد، يؤكد تفوق الأندية على المنتخبات بشكل كبير منذ الثورتين فى مصر وتونس.

عندما نطالع دفتر أحوال الكرة المصرية نجد، أن الغلبة فى صناعة المجد كانت من خلال النادي الأهلي الذى حقق 3 ألقاب قارية منذ ثورة 25 يناير، بعد فوزه ببطولة دوري أبطال افريقيا عام 2012 على حساب الترجي التونسي، ثم كرر السيناريو فى العام التالي 2013، ولكن مع محمد يوسف وقبلها كان نال لقب كأس السوبر الإفريقي على حساب ليوبار الكونغولى، فى برج العرب فى فبراير 2013 أيضاً.

ويفتقد الأهلي فى مواجهة الليلة نجمين كبيرين، كتبا الألقاب الثلاثة، وهما محمد أبوتريكة ومحمد بركات المعتزلين لكبر السن.

فى المقابل لم يحقق المنتخب المصري الأمال المعقودة عليه، فهو من فشل فى بلوغ نهائيات كأس الأمم الإفريقية مرتين متتاليتين عامى 2012، و2013 وأيضا، فشل فى بلوغ نهائيات كأس العالم المقبلة فى البرازيل وأقال الأمريكي بوب برادلي.

وتعد مشاركة منتخب الشباب تحت 20 عاماً فى مونديال كولومبيا 2011 ومشاركة منتخب الشباب للمرحلة نفسها فى مونديال تركيا 2013 بالإضافة، إلى بلوغ المنتخب الأولمبي دور الثمانية لدورة الألعاب الأولمبية الاخيرة في العاصمة الإنكليزية لندن هي أفضل النتائج على صعيد المنتخبات.

والكرة التونسية بعد ثورة الياسمين تأرجحت فيها النتائج صعودا وهبوطا .. فالأندية فيها تفوقت على المنتخب الوطني الأول، وحققت بطولات وألقابا، خاصة على الصعيد القاري، وبات لا يمر عام منذ ثورتها إلا وينال فريق لقباً كبيراً.

ونجحت الكرة التونسية فى إنهاء عام 2011، عام الثورة لديها الذى بدأ في يناير برحيل، زين العابدين بن علي، بالانجاز الكبير لفريق الترجى تحت قيادة مديره الفنى الوطني، نبيل معلول، الذي حاز على لقب بطل إفريقيا على حساب عمالقة كبار، أبرزهم الأهلي المصري ومازيمبي الكونغولي، وشارك فى بطولة كأس العالم للأندية لأول مرة فى تاريخه.

ويحتاج كل فريق إلى التتويج من أجل مصالحة جماهيره، فالأهلي لا يقدم العروض المنتظرة فى الدوري المحلي، وخسر العديد من المباريات المحلية وأبرزها أمام الجونة والمقاولون العرب ، والصفاقسي الذى توج بطلا للدوري التونسي في الموسم الماضي تراجع مستواه بعد رحيلن رود كرول، ويجري خلف الترجي المتصدر حاليا للجدول.

وبين طموحات الأهلي المصري وآمال الصفاقسي التونسي ، تبقي الإجابة كامنة في المستطيل الأخضر لإستاد القاهرة مساء اليوم.

المساهمون