قياديان سلفيان من مصر ولبنان

قياديان سلفيان من مصر ولبنان

27 يناير 2014
+ الخط -

طارق الزمر يتهم المخابرات وسالم الرافعي يدعم السلاح مع "أهل السنة"
قياديان سلفيان في مصر ولبنان يشككان بوجود "بيت المقدس"
وتفجيرات كتائب عبد الله عزام

الدوحة-أنور الخطيب
 شكك قياديان في التيار الإسلامي السلفي في مصر ولبنان بمسؤولية تنظيمي بيت المقدس وكتائب عبد الله عزام عن عدة تفجيرات شهدها البلدان أخيراً، وقال رئيس حزب البناء والتنمية، طارق الزمر، إنه ليس متأكدا من حقيقة وجود "بيت المقدس"، وإنه يتهم المخابرات المصرية بتدبير التفجيرات التي أعلنت بيانات باسم التنظيم المذكور تبنيها. وقال أمين عام تيار أهل السنة في لبنان، الشيخ سالم الرافعي، إنه ينفي مسؤولية كتائب عبد الله عزام عن التفجيرات التي استهدفت الضاحية الجنوبية في بيروت، المعقل الأهم لحزب الله في لبنان، فلا دليل يؤكد هذا الأمر، وأفاد بأن هذا التنظيم مجرد فصيل إسلامي، إلا أنه لا يمثل أهل السنة في لبنان. وشارك الزمر والرافعي في ندوة موسعة عن الظاهرة السلفية في العالم العربي، نظمها في الدوحة مركز الجزيرة للدراسات، وقد تحدثا ل "الجديد" عن شكوكهما هذه في رد على سؤالهما، كلا على حدة، عما إذا كانت لهما صلات بالتنظيمين اللذين تصدر باسمهما بيانات متواترة يتبنيان فيهما المسؤولية عن تفجيرات متنقلة، تستهدف مراكز أمنية في مصر، ومناطق يتركز فيها نفوذ حزب الله في لبنان، وذلك منذ إطاحة الرئيس المصري السابق، محمد مرسي، في تموز الماضي، وازدياد النشاط العسكري الملحوظ لقوات من جزب الله في القتال إلى جانب النظام السوري، ضد ما يسميها الحزب "مجموعات تكفيرية"، ما تراه غالبية وازنة بين السنة في لبنان استهدافا طائفيا.
وقال طارق الزمر، والذي قضى ثلاثين عاما في السجن، لاتهامه بالتورط في مقتل الرئيس الأسبق أنور السادات في تشرين أول 1981، إن وضع سيارة ملغومة أمام مديرية أمن القاهرة "يؤكد أن المشهد مصطنع، ويعيدنا إلى عصر الخمسينات، والشعب المصري أوعى من إيهامه بمسؤولية التيارات الإسلامية عن هذه التفجيرات التي يقابلها بالنكات"، في إشارة إلى التفجير الذي شهدته القاهرة في الثالث والعشرين من كانون ثاني الجاري. وأضاف الزمر أنه لا أصل في مصر لجماعة "أنصار بيت المقدس"، واعتبرها جمعية "بيت السيسي"، على حد تعبيره، في اتهام مبطن من جانبه إلى مسؤولية وزير الدفاع المصري، عبد الفتاح السيسي، الرجل القوي في السلطة في مصر، عن التفجيرات في البلاد، والتي قال الزمر إن المخابرات التي استباحت حياة آلاف المدنيين في ميدان رابعة العدوية في القاهرة في أيلول الماضي مسؤولة عنها، وإن هذه المخابرات "تستبيح حياة المئات من الشعب المصري ليقبل حكم العسكر"، على حد تعبيره. وقال الزمر إن مخططات تجري لجر الشارع المصري إلى العنف "لكننا مصممون على عدم حدوث ذلك، فنحن نتصور أنه لو حدث انحراف نحو  العنف، سينتصر العسكر في النهاية". 
وبشأن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، والمعروف بشهرته "داعش"، والذي يقاتل عناصر منه قوى وتشكيلات مسلحة في الثورة السورية، قال الزمر إن هذه الحركة تخترقها بوضوح أجهزة مخابرات دولية وإقليمية، توجيها إلى ما ترتكبه في سوريا، ولا يمكن حسابها على تنظيم القاعدة، ولو كان لها رصيد فيه، لاستمعت لكلام زعيمه أيمن الظواهري". وأضاف " انتقدنا أفكاراً كثيرة للقاعدة واستراتيجياتها، وانتقدنا من خرج عن القاعدة وانحرف، كما في "داعش"، وهذا الانحراف والسلوك محل إنكار بالتأكيد". وفيما يتعلق بالحالة التي يمثلها حزب النور السلفي في مصر، قال طارق الزمر الذي يحمل شهادة الدكتوراة ودبلوم الدراسات العليا في الشريعة والقانون الدستوري إن التيار الإسلامي لفظ حزب النور، لأنه وقف مع "الانقلاب العسكري والدستور العلماني"، بحسب تعبيره.
وبشأن كتائب عبد الله عزام، قال أمين عام تيار أهل السنة في لبنان، والرئيس السابق لهيئة علماء المسلمين، الشيخ سالم الرافعي، إنه لا يستطيع إدانة هذا التنظيم على ما نسبت إليه من تفجيرات أودت بعشرات في تفجيرات استهدفت مناطق في لبنان تقيم فيها غالبية شيعية، وذلك لأنه أصلا يشكك في صحة البيانات التي تبنت المسؤولية فيها عن التفجيرات كتائب عبد الله عزام التي يرى الرافعي أنها لا تعبر عن رأي "أهل السنة" في لبنان. وقال إنه لا دليل ملحوظا على هذه المسؤولية، وأضاف "الأمور ليست واضحة بالنسبة لنا، فالتفجير الذي وقع أخيرا في الضاحية الجنوبية تم بعبوة وزنها عشرون كيلو غراما، على الرغم من الاحتياطات والإجراءات الأمنية الواسعة. واعتبر الرافعي أن "أهل السنة"  يسعون إلى الإنصاف من الدولة اللبنانية، "وهم يواجهون تهميشا كبيراً". وفي مؤشر إلى حدة الاحتقان الطائفي والسياسي في لبنان، قال إن "أهل السنة مضطرون لحمل السلاح، للدفاع عن أنفسهم في وجه حزب الله"، وأشار إلى ما سماه "اجتياحا " لكل من بيروت وطرابلس، قام به الحزب في عامي 2007 و2008، وقال "نحن مضطرون لحمل السلاح فقط دفاعا عن النفس".
 واعتبر الرافعي أن المخرج من هذه الأوضاع في إنشاء "كونفدراليات "لكل طائفة في لبنان، مستنداً،  على أن "حزب الله لا يقبل الآخر ويذله"، وقال "نرى كيف يُعامل أهل السنة في إيران، إذ لا يوجد لهم مسجد يصلون به، فمشروع أهل السنة في لبنان والحركة السلفية متناقض مع مشروع حزب الله الذي يؤمن بولاية الفقيه". وفيما إذا كان التيار السلفي في لبنان يعمل لإنشاء "الدولة الإسلامية"، قال " نحلم بهذا، ولكن، ليس لا إمكانية لتحقيقه، ونتطلع إلى تضافر الجهود في الشام والعراق ومصر والجزيرة في كل مكان، لتحقيق هذا الحلم". وأوضح الرافعي أن مشروع السلفيين في لبنان دعوي وسياسي واجتماعي واقتصادي، وحتى جهادي للدفاع عن النفس، و"هم يطالبون بالإنصاف وعدم التهميش من الدولة". وقال إن من أسباب ما تشهده مدينة طرابلس من عنف واقتتال متقطع مع علويين من سكانها أن الدولة اللبنانية لا تعامل شركاء الوطن بسواسية، "وتحابي بين طائفة وطائفة".  وأشار إلى تفجيرين كبيرين في مسجدين، في أيلول الماضي، قتل فيهما 50 وأصيب نحو 500، وبحسبه، فإن الدولة تعرف القاتل، ولم تحرك ساكناً، فيما جرى اتهام شباب سلفيين ببعض التفجيرات، ثم بدأت الدولة بالملاحقات والاعتقالات التي توسعت، لتشمل، على ما قال، "زوجات المتهمين وإخوتهم وأقاربهم، لأنهم من أهل السنة، فيما يجري التغافل عن المتهمين الآخرين إذا كانوا من طوائف أخرى". وشدد الرافعي على ضرورة أن تعامل الدولة اللبنانية جميع مواطنيها بإنصاف، حتى لا ينجر الشباب الى حرب ضدها. وقال "استدرج الشيخ أحمد الأسير إلى صراع مع الجيش اللبناني بتخطيط من حزب الله". والمعلوم أن الأسير مطلوب للدولة اللبنانية، منذ اختفائه بعد قتال مع مجموعة من عناصره في صيدا في تشرين ثاني الماضي. واتهم الشيخ سالم الرافعي الذي يحمل شهادة الدكتوراة في العلوم الإسلامية حزب الله بأنه يستعمل أجهزة حكومية وأمنية لضرب الحركة الإسلامية في لبنان. 
 ورفض الرافعي ادانة ممارسات تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام "داعش" في سوريا، وقال "لا نعلم حقيقة ما يجري هناك، فالأخبار متناقضة، لكننا ندين قطعا الاقتتال بين المجاهدين".
 
 
 
 
 
 
 
 

 

المساهمون