قوات روسية عند حدود أوكرانيا: الأطلسي يتخلى عن كييف

20 اغسطس 2014
عربات ودبابات روسية عند الحدود مع أوكرانيا (فرانس برس/Getty)
+ الخط -

يصعب التيقن من حشد روسيا قوات جديدة على حدودها مع أوكرانيا أو إعادة تموضع الموجود منها هناك، لكن توضيح وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال المؤتمر الصحافي الذي أعقب اجتماع الرباعية (وزراء خارجية روسيا، أوكرانيا، ألمانيا، وفرنسا) في برلين حول أوكرانيا في السابع عشر من شهر أغسطس/آب الجاري، تشي بتحركات عسكرية غير اعتيادية، على الجانب الروسي.

فقد نقلت وكالة "إنترفاكس" الروسية، عن لافروف، تأكيده أن حشد القوات المسلحة على الأراضي الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية وتحريكها مرتبط بالعمليات القتالية الجارية في المنطقة، وتمليه الضرورات الأمنية.

وقال "إني أذكّر مرة أخرى، على الجهة الأخرى من الحدود تدور حرب حقيقية، تستخدم فيها المدفعية والطيران والراجمات والصواريخ الباليستية التي تطلق على لوغانسك، وفقاً لبعض المعلومات. وذلك كله على بعد عدة كيلومترات من حدودنا. وفي هذا الظرف لا يمكن أن يكون الحذر زائداً، ونحن ملزمون بإبداء اليقظة. وفي عموم الأحوال، لدينا الحق، على أراضينا، باتخاذ القرارات التي نراها ضرورية لضمان أمننا". وأعلن أن كثيراً من التشكيلات الممولة من قبل أوكرانيين أوليغارشيين (نظام سياسي تتولى السلطة فيه فئة قليلة من ذوي النفوذ والمال)، والتي تشارك في العملية العسكرية لا تخضع لسلطة كييف، موحيّاً بأنها قد تشكل خطراً على توسع النزاع وبالتالي على أمن روسيا.

دونيتسك تؤكد والكرملين ينفي

من جهته، أعلن وزير خارجية جمهورية دونيتسك الشعبية الجديد، ألكسندر زاخارتشينكو، في السادس عشر من أغسطس/آب الجاري أنه حصل على تعزيزات من روسيا. فقد تحدثت إذاعة "صدى موسكو" عن فيديو يتحدث فيه عن تعزيزات من 1200 مقاتل و30 دبابة و120 عربة مدرعة وصلت إلى الجمهورية، وأن المقاتلين خضعوا للتدريب على مدى أربعة أشهر في روسيا، قبل انتقالهم إلى دونيتسك.

وسرعان ما جاء نفي المعلومة التي نقلها المتحدث الصحافي باسم الرئاسة الروسية، ديمتري بيسكوف، فأكد في 17 أغسطس/آب الجاري، أثناء مقابلة أجراها معه راديو "غوفوريت موسكفا" أنه لم يتم إرسال أي عتاد إلى أوكرانيا، وأن روسيا سترد بالطريقة المناسبة على أي تصريح من هذا القبيل، وقال إنه "تحدثنا مراراً أن أي عتاد عسكري لا يرسل (من قبلنا) إلى هناك".

من جهة أخرى، نقلت وكالة "إيتار تاس" عن لافروف، قوله، إنه "حين يتم إلقاء تضليل واضح في الفضاء الإعلامي، أعتقد أن جميع البالغين يمكن أن يميزوا الحقيقة عن التلفيق. مثال ذلك ما جرى في وقت سابق في ختام محادثات الرئيس الأوكراني، بيوتر بوروشينكو مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، حين تم الحديث عن أن القوات الأوكرانية قصفت رتلاً عسكرياً روسياً كان في طريقه من الأراضي الروسية إلى أوكرانيا. لم يحدث شيء من هذا القبيل. أما الذي حصل في الوقت نفسه تقريباً، فهو أن رتلاً عسكرياً أوكرانياً كان يتحرك باتجاه منطقة لوغانسك، لقطع طريق المساعدات الإنسانية، كما تشير جميع الدلائل، وهذا الرتل تمت مهاجمته من قبل قوات الدفاع الشعبي. هذا ما حدث".

ويشار هنا إلى أن بوروشينكو، كان قد أعلن أثناء حديثه مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أن "أوكرانيا قضت على القسم الأعظم" من الآليات الحربية الروسية التي قيل إنها اجتازت الحدود.

كييف تطلب مساعدة الأطلسي

استاء لافروف، أثناء لقاء الرباعية الأخير في برلين من طلب أوكرانيا مساعدات عسكرية من حلف شمال الأطلسي، قائلاً إن ذلك "يتعارض مع كل الاتفاقات التي تم التوصل إليها حول ضرورة وقف إطلاق النار وبدء المفاوضات". علماً أن وزير خارجية أوكرانيا، بافل كليمكين، كان قد طلب، أثناء مقابلة إذاعة "ألمانيا"، من الاتحاد الأوروبي وحلف الأطلسي مساعدات عسكرية لمواجهة الانفصاليين. وقال إنه "إذا ما حصلنا على هكذا مساعدة، فسيكون من الأسهل على قواتنا العمل على الأرض".

في الأثناء، قال رئيس البرلمان الأوكراني، ألكسندر تورتشينوف، يوم الثامن عشر من أغسطس/آب الجاري، خلال زيارته ليتوانيا للمشاركة في لقاء رؤساء برلمانات دول البلطيق والشمال؛ "نحتاج إلى أسلحة حديثة، وطائرات ومضادات جوية". جاء ذلك وفقاً لوكالة "إيتار تاس" في لقاء أجرته معه وكالة "أنباء البلطيق" (BNS). لكن الرد الأوروبي جاء مخيّباً لآمال كييف، فسرعان ما أعلن المتحدث باسم الخارجية الألمانية، مارتن شيفير، أن "حكومة (ألمانيا) الفيدرالية ليس لديها أي خطط، في وضع الأزمة، لتوريد ذخائر محددة". كما أن رئيس وزراء فنلندا، ألكسندر ستوب، أعلن، وفقاً لصحيفة "فزغلاد" عن تعذّر الاستجابة لطلب كليمكين، لأن حلف الأطلسي يمكن أن يساعد أعضاءه فقط، والاتحاد الأوروبي لا يملك هذه الإمكانية عموماً.           
المساهمون