قوات النظام تستعد لاقتحام سجن حماة وتحذيرات من مجزرة

06 مايو 2016
قوات النظام السوري (فرانس برس)
+ الخط -

يعيش المعتقلون المعتصمون داخل سجن حماة المركزي لحظات حاسمة، بعد وصول المفاوضات مع سلطات السجن إلى طريق مسدود، وسط توقعات بإقدام قوات النظام على اقتحام السجن في أية لحظة، ما يعني وقوع مجزرة بحق مئات المعتقلين في السجن.

 رئيس الهيئة السورية لفك الأسرى، المحامي فهد الموسى، أشار في تصريح لـ"العربي الجديد"، إلى أن هناك نية وتهديداً جدياً من النظام اليوم، بتسليم السجن للجيش، ليقوم باقتحام وفض الاعتصام المستمر داخله منذ خمسة أيام، محذراً من وقوع مجزرة حقيقية.

وأوضح أن قوات النظام زادت من حشودها في باحة السجن ومحيطه وعلى سطحه، وما زالت  تقطع الماء والكهرباء والطعام عن السجناء، بغية إنهاك المعتقلين حتى لا يستطيعون صد أي اقتحام.

ونفى أن تكون إدارة السجن حددت مهلة للسجناء كي يستجيبوا لشروطها وينهوا الاعتصام، لكنه أشار إلى أن نبرة التهديدات اليوم أقوى مما سبق، مؤكداً اصرار المعتقلين على مطالبهم بالرغم من تضييق الخناق عليهم، ونفاد الشحن من أغلب الهواتف النقالة في السجن، ما يجعل معرفة ما يدور في الداخل صعبة. 

كما لفت إلى أن مطالب السجناء الذين ما زالوا يحتجزون 13 عنصراً من قوات النظام، بعد إطلاق سراح واحد منهم، كبادرة حسن نية، تتمثل في ضرورة إطلاق سراح المعتقلين الموجودين لصالح المحكمة الميدانية بصيدنايا، بينما يرفض النظام البحث في هذا الموضوع، كما يصر على رفض تدخل الصليب الأحمر والهلال الأحمر في المفاوضات. 

وبحسب الموسى، تم منذ صباح أمس الخميس، قُطع الكهرباء والماء والطعام عن كامل السجن، بينما قام النظام بجلب نساء وأطفال المعتقلين ووضعهم على شباك الزيارات، وقام بتصويرهم على أساس أن الأمور بالسجن عادت إلى طبيعتها وليظهر إعلامياً أنه لا يوجد أي اعتصام بسجن حماة المركزي.

وتابع رئيس الهيئة السورية لفك الأسرى، أن سلطات السجن أجرت مفاوضات مع رئيس "جناح الشغب" المهندس مصطفى شعيرة أبو غالب، كممثل عن المعتقلين، وهو من أقدم المعتقلين والموقوف في سجن حماة منذ بداية الثورة، إذ وعدت إدارة السجن المعتقلين أن يتم إطلاق سراح 500 منهم على دفعات خلال عشرين يوماً، وأن ذلك هو "وعد شرف" من الضباط في إدارة السجن، ولكن شرط عدم تدخل الهلال الأحمر والصليب الأحمر بالموضوع، وعلى أن يتم استثناء 100 معتقل موجودين بسجن حماة لصالح المحكمة الميدانية بصيدنايا، وعرضوا عليهم أسماء 13 معتقلاً ليتم الإفراج عنهم.

وأضاف أن شعيرة، المفاوض عن السجناء، تشاور مع زملائه بشأن هذا العرض، وكانت النتيجة رفضُه من قبلهم، لأنه بلا ضمانات، ويُبيّت الغدر بهم كما حصل مع وعود سابقة، وأصر المعتقلون على أولوية الإفراج عن المطلوبين للمحكمة الميدانية في صيدنايا.

في غضون ذلك، عزز النظام قواته داخل السجن وعلى الأسطح وقام باستفزاز المعتقلين لكي يقوموا بأعمال شغب، إلا أنه لم ينجح بذلك. وبالفعل، حاولت قوات النظام، مساء أمس، اقتحام السجن الذي يضم 830 معتقلاً، لكنها لم تنجح في ذلك.

جدير بالذكر أن أحد المعتقلين توفي بعد تدهور حالته الصحية داخل السجن، وعدم سماح قوات الأمن بخروجه إلى المستشفى لتلقي العلاج، أو إدخال الأدوية لمعالجته داخل السجن.

وكانت سلطات السجن أفرجت خلال الأيام الماضية عن 44 معتقلاً قبل توقف المفاوضات مع المعتقلين.

من جهتها، هدَّدت أربعة فصائل عسكرية معارضة، في بيان مشترك، بقصف جميع مواقع النظام في ريف حماة، في حال رفض الأخير الاستجابة لمطالب معتقلي سجنها المركزي.

وذكر بيان للفصائل السورية، أنه "نظرًا لاستمرار السياسة الوحشية المتبعة من قبل النظام المجرم مع المعتقلين في سجن حماة المركزي، نعلن نحن الفصائل العاملة بريف حماة (حركة أحرار الشام، جيش النصر، جيش التحرير، جيش العزة)، أنه في حال عدم استجابة نظام الأسد لمطالب المعتقلين فإننا سنقوم بقصف جميع معاقله بريف حماة".

المساهمون