قضية أداما تراوري تتفاعل إعلامياً.. حياة السود مهمة بفرنسا

31 يوليو 2016
مسيرات منذ منتصف يوليو تطالب بالعدالة (تومسون سامسون\فرانس برس)
+ الخط -
يبدو أنّ حركة "حياة السود مهمة" (Black lives matter) التي تأسست سنة 2013 في الولايات المتحدة الأميركية، والتي حملت على عاتقها محاربة العنف الذي تمارسه الشرطة الأميركية ضد المواطنين السود، قد بدأت تُسمع صدى في فرنسا، التي شهدت الأسبوع الماضي فصلاً شبيهًا باضطرابات فيرغسون، التي أعقبت مقتل الفتى الأميركي من أصول أفريقية، مايكل براون سنة 2014. 

يوم 19 تموز/يوليو الماضي، حاولت الشرطة الفرنسية احتجاز الشاب أداما تراوري (فرنسي من أصول أفريقية) بعد اتهامه بمساعدة شقيقه في قضية ابتزاز وتهريب أموال. توفي أداما في العملية التي طاولت منزله في الضاحية الشمالية لباريس في بلدة بومون-سور-واز (Beaumont sur Oise). بينما قالت السلطات المحلية إنّ تراوري كان يعاني من مرض في القلب، أفقده الوعي وأدى إلى وفاته.

التحقيقات الأولية التي كشفت عنها صحيفة "الأوبسرفاتور"، ذكرت أنّ الأسباب الحقيقية وراء وفاة تراوري لا تزال مجهولة. وقالت في عددها الصادر السبت إن "عناصر الشرطة الثلاثة الذين أقدموا على عملية اعتقاله اعترفوا في المحضر أمام المحققين أنّهم فقدوا السيطرة على جسد تراوري (الضخم) فاضطروا إلى استخدام القوة لإيقافه".

كلام عناصر الشرطة يأتي ليدحض بشكل كامل فرضية الموت "اختناقا"، التي يصرّ عليها مدّعي عام بونتواز (Pontoise) إيڤ جانييه، بعد تشريح الجثة للمرة الثانية في غضون أسبوع، على وقع التظاهرات والاحتجاجات التي تعمّ ضواحي شمال العاصمة الفرنسية منذ ليل 
التاسع عشر من الشهر، والتي تخلّلتها أعمال عنف طاولت سيارات ومكاتب حكومية من ضمنها مكتب رئيس بلدية باريس.

وتدليلاً على محضر التحقيق، كشفت الصحيفة على لسان محامي عائلة تراوري، ياسين بورزو، أنّ الضحية كان في حالة صحية سليمة. وأضاف "المنطق يقول إنّه لدينا شخص أعزل بمواجهة ثلاثة عناصر اعترفوا باستخدام العنف وأنا واثق أنّ الهدف لم يكن قتله، إنّما هي أمور معلومة في المداهمات. تعرّض أداما لضغط على صدره نتيجة ثلاثة أوزان (compression thoracique) وهو ما ساهم في مصرعه".

وفي نفس السياق، قالت "لوبوان" إنّ "مدّعي عام الجمهورية رفض تشريحًا ثالثًا للجثة السبت، بعد مطالبة العائلة القيام بذلك نتيجة تضارب التحليات الصادرة عن الطب الشرعي. فالخلية المخوّلة الكشف عن جثة تراوري التابعة لمركز الطب الشرعي في "غارش" (Garches)، والتي استندت إلى التشريح الأوّل، كشفت عن عيب خلقي في القلب، كذّبته نتائج التشريح الثاني الذي أشرف عليه أطباء مركز الطب الشرعي في باريس".

وأضافت لوبوان: "في البدء تحدث التحقيق عن ذبحة قلبية، اليوم يتحدثون عن جرثومة تركّزت في القلب. وهو ما يترك أسباب الوفاة مجهولة لكنّ أمرًا أكيدًا يفيد بأنّ الاختناق حصل وأنّ السبب الذي قد يقف خلف ذلك هو اعتلال عضلة القلب الضخامي (cardo-myopathie hypertonique)".

وكأول ردّ فعل اعتراضي على رفض المدعي العام تشريح الجثة للمرة الثالثة، عقدت عائلة تراوري مؤتمرا صحافيا، السبت، تحدّث خلاله لاسان تراوري، الشقيق الأكبر لآداما، وطالب بالعدالة وبتحقيق نزيه. وأعقب المؤتمر مسيرة انطلقت من محطة الشمال (gare du Nord) باتجاه ساحة الجمهورية حملت شعارات "الحقيقة والعدالة من أجل آداما".



دلالات