(قصتي - نادال) ديوكوفيتش.. سيطاردني حتى النهاية (الأخيرة)

(قصتي - نادال) ديوكوفيتش.. سيطاردني حتى النهاية (الأخيرة)

04 نوفمبر 2015
+ الخط -

يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسلة مقالات (عصير الكرة) عن أفضل وأبرز ما كُتب عن أسرار عالم الرياضة ونجومها، وندخل معاً إلى الكتاب الخاص بنجم التنس الإسباني، رفائيل نادال.

ديوكوفيتش يصغرني بعام، وهو لاعب كبير، مزاجي لكنه يتمتع بموهبة كبيرة. كنا أنا وتوني نتحدث عنه وأنا رأيته قبل فترة يقترب، ويتقدم بسرعة كبيرة في التصنيف، وكنت أعرف أنه سيلاحقني، وأن الأمر لن يقتصر علي في مواجهة فيدرير. لديه إرسال قوي وسريع، ومبهر سواء بالضربة الخلفية (باكهاند) أو الأمامية (فورهاند).

لاحظت أن لديه طموحاً كبيراً وهو من خامة لاعب يسعى للفوز. لاعب يجيد اللعب على الأراضي الصلبة أكثر من الترابية، كان يتمتع بقدرة تنافسية تصعب عليّ الأمور في ربع نهائي رولان غاروس 2006.

خلال التوجه إلى برشلونة بعد الفوز ببطولة مونت كارلو 2008 سألني أحد الركاب عما إذا كنت أرى منافسين خطرين بخلاف فيدرير، فأجبت بلا تردد نوفاك ديوكوفيتش، في خلال عامين سيصبح منافساً تصعب علينا نحن الاثنين مقارعته.

كان قد صعب علي الأمور؛ رغم أنني تغلبت عليه في إنديان ويلز 2007 لتحقيق أول ألقابي على الأراضي الأميركية، لكنني خسرت أمامه في ميامي. كذلك فزت عليه في نصف نهائي بطولة فرنسا المفتوحة ونصف نهائي ويمبلدون ذلك العام بعدها هزمني في بطولة الأساتذة التي تقام بكندا والتي فاز بها.

كان الاهتمام لا يزال منصباً علي أنا وفيدرير، ولكننا نحن الاثنين كنا نعرف أن ديوكوفيتش لاعب واعد، وسيعرض هيمنتنا المشتركة للخطر أكثر من أي لاعب آخر، ولكنني كنت أشعر بقلق لكونه أصغر مني بعام.

فهذا كان أمر جديد بالنسبة إلي. فحتى هذه الفترة في التنس أو حتى في منافسات كرة القدم للناشئين التي خضتها في مايوركا، اعتدت على أن أكون الصغير الذي يتجرأ على مواجهة الكبار وهزيمتهم. هذا الفتى كان أصغر مني ويهزمني من الآن، وحتى عندما أفوز يصعب الأمور علي بشدة.

بالتأكيد سيعتزل فيدرير قبلي، طالما لم أتعرض لإصابة تمنعني من المنافسة، هذا يعني أن ديوكوفيتش سيظل يطاردني حتى نهاية مسيرتي، وسيفعل كل ما بوسعه للتفوق علي في التصنيف العالمي (وهو ما يحدث بالفعل).

وتبرز من بين قدراته تمركزه الجيد في الملعب والسهولة التي يسدد بها الكرة أثناء صعودها بعد ارتدادها. يجيد توقع مسار الكرة لدرجة أنه يلعب من داخل الملعب أكثر مما يفعل من خارجه، ويجيد تسديد الكرات بزوايا حادة، ما يصعب الأمور على منافسيه.

عندما أواجه فيدرير ألعب بأسلوب يرغمه على ارتكاب الأخطاء آجلاً أو عاجلاً. عندما أواجه فيدرير لا تكون الخطط واضحة بهذه الصورة. ينبغي اللعب بأفضل صورة ممكنه وبقوة كبيرة وشراسة هجومية والسيطرة على النقاط.

تأكد لي هذا الانطباع عندما شاهدت مباراته في نصف نهائي بطولة الولايات المتحدة المفتوحة 2010 أمام فيدرير في التلفزيون، والتي فاز بها ديوكوفيتش بعد أن أنقذ فرصتين سنحتا لفيدرير لحسم المباراة. فكرت حينها، وليست للمرة الأولى: يا له من لاعب صعب! ويا لموهبته! كذلك فكرت أن الفوز عليه سيكون صعباً للغاية.

المساهمون