قارئ الفنجان

قارئ الفنجان

02 فبراير 2015
+ الخط -
أرسل الله سبحانه وتعالى كل نبي بمعجزة في قومه، فأرسل سيدنا موسى عليه السلام في مصر وكان الفراعنة يشتهرون بالسحر والشعوذة، وقدّر له من يوم ولدته أمه أن يتنبأ أحد المنجمين لفرعون بأن هناك طفلاً سيولد في هذا الوقت، سوف تكون نهايته على يديه، فقتل كل الأطفال المولودين في هذا الوقت. ثم بعدها أظهرت لنا الأفلام السينمائية ما تُعرف بقارئة الفنجان للتنجيم بالمستقبل. لكن، أن يكون التنجيم في السياسة بالعمليات الإرهابية، ومن وزير دفاع، فهذا مدعاة للدهشة والدراسة.

في أحد التسريبات لقائد الانقلاب العسكري في مصر، قال فيها إن تهجير أهل سيناء يعني أنك تخلق عدواً شرساً لك، وضرب مثالاً لذلك بما حدث من انفصال لجنوب السودان، والغريب أنه بمجرد تولي السلطة بانقلابه العسكري، سارع بتهجير أهالي سيناء وصناعة عدو للجيش المصري. إذن، لماذا فعل ذلك؟ هل يريد فصل سيناء عن مصر، كما تحدث عن انفصال جنوب السودان؟ وبعد انقلابه العسكري بأيام، طلب تفويضاً في مواجهة الإرهاب المحتمل، في سابقةٍ تعتبر الأولى من نوعها في تاريخ البشرية، أن يطلب وزير دفاع تفويضاً في مواجهة الإرهاب. من وقتها بدأت الكوارث التي زعم وتنبأ بها في الحدوث، وكأننا أمام قارئ للفنجان في زمان التكنولوجيا الحديثة وارتياد الفضاء.

وكالعادة، فشماعة الفشل جاهزة ولا تحتاج إلى مزيد من البحث والتدقيق، فالمتهم في كل قضية هو التيار الإسلامي، أو قل الإخوان، ذلك البعبع الذي يستدعيه العسكر عند كل مصيبة، ثم سرعان ما تعلن أنصار بيت المقدس أو إمارة سيناء، كما أطلقوا على أنفسهم، إذن فقد أخذ الفاشل التفويض بالقتل وتهجير أهالي سيناء وهدم بيوتهم وصنع منطقة عازلة، وبعد هذا كله، لا يستطيع أن يحمي الجنود، فكيف يفعل مع الشعب إذا واجه تهديداً خارجياً؟

إننا أمام أحداث خطيرة تهدد الأمن القومي المصري، وقائد الانقلاب على علم بها مسبقاً، فماذا يريد إذاً؟ هل تهجير سيناء كاملة هو الثمن المناسب للبقاء في السلطة؟ وهل يقبل الشرفاء في الجيش هذا الثمن؟ أم سنظل ننتظر حتى يعلن عن سيناء منطقة خالية من السكان، ومنتجعاً جديداً للصهاينة، مثل شرم الشيخ؟ ولن نتوقع من قائد الانقلاب إلا أن يستمر في تنبؤاته وفشله الذي لطّخ سمعة الجيش المصري، وأضاع هيبته. فليترك السياسة ويعمل بالتنجيم، ومع الفناجين، ذلك أفضل.

avata
avata
ابراهيم صالح (مصر)
ابراهيم صالح (مصر)