في زمن الحرب: عراقيون يوثقون المعارك

في زمن الحرب: عراقيون يوثقون المعارك

15 أكتوبر 2014
"ميتروغرافي" أول وكالة تصوير مستقلة في العراق (باتريك باز\Getty)
+ الخط -
اهتم موقع "ستيت" الإلكتروني بنشر تجربة مصورين عراقيين يافعين دربتهم شركة "ميتروغرافي"، التي تأسست في العراق عام 2009، بهدف إنعاش مهنة التصوير عامة، والتصوير الصحافي خاصة، وفي سبيل كسر الحواجز الإثنية والثقافية والدينية، وتعزيز المنافسة الشريفة بين أبناء المهنة الواحدة. 

من هؤلاء المصوّرين، فتى يدعى أحمد، حمل على عاتقه مهمة التنقل مع قوات البيشمركة، التابعة لإقليم كردستان العراق، والتي تخوض معارك ضد جهاديي داعش شمال غرب العراق. فقد عاد أحمد من قاعدة عسكرية في داهوك، على بعد بضعة كيلومترات عن أراضٍ تسيطر عليها داعش هناك. إنه شاب كردي في الخامسة والعشرين، وهو طالب في معهد موسيقي، ومصورٌ يشعر بأنه يقوم بواجبه في نقل صورة حية للعالم عما يدور في منطقته.

قبل أسبوع، تواعد أحمد على لقاء مديره في شركة "ميتروغرافي" في مقهى بمدينة السليمانية، وهي مدينة كردية يقطنها قرابة 1.5 مليون نسمة، وقد بدا هادئاً رغم أنه شهد أشدّ المعارك ضراوة منذ بداية الحرب بين البيشمركة وقوات داعش قبل حوالي أربعة أشهر.

ويحمل أحمد معه جهاز هاتف ذكي، وكاميرا شديدة الصغر، ويستطيع إخفاء الجهازين داخل جيبي سرواله، والتنقل بخفة وسرعة كلما اشتدت حدّة القتال. وعندما عرض الصور التي التقطها، دهش مديره الأميركي من دقة الصور ووضوحها، خصوصاً عندما رأى لقطة تصور بضعة جنود من البيشمركة وهم يعدّون مخبأ للاحتماء به خلف أكياس رمل، بينما يطلق عليهم مقاتلو داعش النار. كما تظهر لقطة أخرى مقاتلاً من البيشمركة وهو يطلق قذيفة هاون وقد انبعث الدخان من خلفها.

وتعتبر شركة "ميتروغرافي" أول وكالة تصوير مستقلة في العراق. وقد تأسست في عام 2009، وهي تغطي جميع المحافظات العراقية الـ18، بدءاً من البصرة إلى زاخو. واستندت فكرة تأسيس هذه الوكالة إلى الاستعانة بالعاملين فيها، وهم من الشباب العراقيين المتجذرين في البلد والعارفين به. والعاملون في "ميتروغرافي" من العرب والكرد والآشوريين والتركمان، وهم بالطبع يجيدون اللغة العربية وعشرات اللهجات المحلية.

عندما تأسست الوكالة، كانت القوات الأميركية لا تزال في العراق، ولكن الاهتمام بما كانت تقوم به في ذلك البلد أخذ في التراجع، ولم يعد العالم يتلهّف على تقارير وصور لتلك القوات.
ومن هذا المنطلق، يقول سيباستيان ماير، وهو مصور أميركي ساهم في إنشاء وكالة "ميتروغرافي" أدركنا أن السبيل الوحيد لترك بصمة ومواصلة عملنا الصحافي المصور يكمن في الوصول إلى عمق المجتمع العراقي عن طريق المصورين المحليين، الذين يستطيعون نقل صورة صادقة عما يجري حقاً في بلدهم".

ونظراً لعدم وجود معاهد تدرّس فن التصوير في العراق، وخصوصاً بعد الحرب التي تسببت بضرب العديد من المؤسسات المدنية، كان لا بد من تدريب المصورين العراقيين وتعريفهم بالبرامج والتقنيات الحديثة لإنتاج أعمال جيدة.

وبالفعل قدم أولئك الشباب تحقيقات مصورة نشرت في كبريات الصحف العالمية، حتى أن بعض الصور والأفلام التي التقطتها كاميرات المصورين العراقيين بيعت لمحطات تلفزيونية، ولصحف شهيرة بأسعار خيالية، نظراً لدقتها ولفائدتها في تصوير أحداث هامة.

دلالات

المساهمون