في الكالديرون.. هدف واحد لا يكفي يا برسا

22 يناير 2015
+ الخط -

مباريات الكؤوس لها طعم مختلف ورونق آخر، إنها البطولات التي يتساوى فيها الجميع، ويحاول الصغير إثبات نفسه أمام الكبير، وحينما يلتقي فريقان من طينة الكبار، فإن المواجهات دائماً ما تكون مشتعلة، وكانت الندية هي الشعار الرئيسي لهذه المباريات في إسبانيا لهذا الأسبوع. لذلك من المؤكد مضاعفة التحديات والأمنيات خلال جولات الإياب المنتظرة، خصوصاً مع النزال المستمر والحقيقي بين أسماء تدريبية تقود فرقاً تبحث عن البطولة ولا شيء آخر.

الدفاع أولاً
يبدو أن المدرب لويس انريكي قد وجد أخيراً التوليفة الأساسية التي سيراهن عليها خلال كافة القمم الكبيرة هذا الموسم، وذلك بوضع الثنائي راكيتتش وانييستا في الوسط أمام بوسكيتس، مع إعطاء الواجب الهجومي بشكل كامل للثلاثي المدمر، ميسي، سواريز، ونيمار، ومن أجل توفير كامل الأريحية لخط الهجوم، فإن المدرب الشاب وضع تفكيره الرئيسي في إيجاد صيغة مناسبة تضبط لعبة التحولات، وتحمي الدفاع من أي مرتدة قاتلة.

في الغالب، يعاني بارسا من المساحات الشاغرة خلف الظهيرين، وبالتحديد أسفل الأطراف جهة اليمين، مع ضعف العمق الدفاعي نتيجة التغييرات المستمرة في الخط الأخير، لكن تغييرات لوتشو الأخيرة وفّرت الغطاء الكافي لهذه العيوب، بالتأكيد لم تمنعها بشكل كلي لكن الأمور باتت أفضل، وأصبح البلاوجرانا من الفرق التي تحافظ على نظافة شباكها كثيراً خلال المباريات.

اعتمدت فكرة انريكي على الكرواتي راكيتتش، هو لاعب الوسط المهاجم أثناء الاستحواذ مع تحول ميسي لليمين، والغرض من هذا المثلث الهجومي بين ألفيش، ليو، ايفان، صناعة ضغط عالٍ على جانب ما من الملعب، ومن ثم قلب اللعب إلى الجبهة الأخرى، وبالتالي تتواجد الفراغات في اليسار أمام نيمار وألبا، مع دعم شامل من انيستا، لذلك واجه أتليتكو مدريد صعوبات حقيقية خلال آخر مباراتين له أمام برشلونة، بسبب هذا التكتيك الفعّال.

ولكن أثناء فقدان الكرة والتمركز بدون كرة، يتحول راكيتتش إلى الجهة اليمنى كساعد دفاعي مع ألفيش، ويصبح ميسي أقرب لدور لاعب الوسط الهجومي، بسبب القوة الدفاعية التي يمتلكها الكرواتي ويفتقدها النجم الأرجنتيني، وفي نفس الوقت تصبح المسافات قريبة بين بوسكيتس وبقية لاعبي الوسط، فيزداد العمق صلابة أمام ثنائي الدفاع الأخير على طريقة، احمِ مرماك أولاً، أما تسجيل الأهداف فخط هجوم مكّون من "مسن" كفيل بإنهاء الأمور، وهذا ما حدث في الأسابيع الأخيرة.

إجابة الشولو
"فلسفتي هي الفوز في مباريات الذهاب والإياب. ليس ما أقصده تحقيق انتصار في مباراة، ولكن ما أرمي إليه هو الصعود في النهاية، حتى لو كانت نتيجة المباراتين هي التعادل"، يتحدث دييجو سيميوني عن تفكيره الدائم في مواجهات الكؤوس، وكيفية قيادة أتليتكو مدريد إلى الصمود في اللحظات القاتلة، ليصبح "الروخيبلانكوس" أحد أقوى فرق القارة العجوز مؤخراً.

خسر أتليتكو مدريد المواجهة الأولى، لكنه أدى بشكل ممتاز، ونجح مدربه في معرفة الإجابة سريعاً، ووضع تكتيكاً مميزاً أمام الكتلان، بالضغط القوي خلال الشوط الأول، عن طريق زيادة الكثافة العددية في نصف ملعب أصحاب الأرض، مع عدم اللجوء الكامل للدفاع، بالإضافة إلى محاولة اقتلاع قوة برشلونة من الأصول، عن طريق وضع الثنائي أردا توران وكوكي أمام داني ألفيش، لتعطيل البرازيلي وحرمانه من تقديم الإضافة الهجومية رفقة ميسي.

ولمزيد من التوازن، عاد جريزمان عدة خطوات للخلف ليصبح لاعب وسط صريح أكثر منه صانع لعب، ويعطي الحرية الكاملة لجابي من أجل مقابلة نيمار وتطبيق الرقابة الثنائية على البرازيلي بالتعاون مع خوان فران، لذلك كانت الإجابة في الارتكاز هي ماريو سواريز، اللاعب الوحيد القادر على القيام بمهام الارتكاز الدفاعي الوحيد في تشكيلة الأتليتي.

وامتاز المدرب الأرجنتيني بالمرونة الواضحة، لأنه يعلم جيداً أن مجاراة برشلونة طوال التسعين دقيقة أمر أقرب للمستحيل، ليختلف الوضع كثيراً في الشوط الثاني، ويلجأ إلى دفاع المنطقة الصريح مع كسر نسق المباراة وتحويله إلى الجانب البطيء، لذلك إذا كانت سرعة برشلونة خلال مباراة الدوري 90%، فإن النسبة وصلت إلى أقل من 70% في الكأس، في نجاح حقيقي للفريق الضيف القادم من العاصمة مدريد.

كرة السلة
مواجهات "برشلونة-أتليتكو" أصبحت هي الأخرى تشبه مباريات كرة السلة، حيث الندية المستمرة وتكرار المواجهات خلال فترة زمنية قصيرة للغاية، وبعد نجاح الفريق المدريدي في خطف الدوري من المارد الكاتلوني، وحرمانه من الاستمرار في أوروبا بالموسم الماضي، عادت الأجواء هذا العام مع نزال جديد في بطولة كأس الملك الإسباني.

ورغم فوز البارسا في الذهاب بهدف دون رد، فإن مباراة العودة ستكون مختلفة تماماً، خصوصاً أن الأتليتي لعب بمنحنى تصاعدي، عكس منافسه الذي تراجع بعض الشيء عن تألقه في مباراة الليجا، ومع تصدر ريال مدريد لجدول ترتيب الدوري المحلي، فإن بطولة الكأس لها أهمية خاصة عند الفريقين، لأنها الأمل الأقرب للحدوث على الصعيد المحلي، مع صعوبة التوقع في مباريات دوري الأبطال. لذلك علينا انتظار إياب ناري، والفائز في علم الغيب.

المساهمون