فيروس جديد يصيب البشر عن طريق الإبل

25 فبراير 2014
+ الخط -

لندن ـ أ ب

كشف فريق علماء، أخيراً، عن اشتباههم في خطورة فيروس "غامض" يصيب الإبل أطلقوا عليه اسم "MERS" وتم اكتشاف وجوده في السعودية منذ نحو عقدين مضيا، فيما يعتقد أن الفيروس ربما أصاب العديد من البشر الذين قضى بعضهم نحبه متأثراً به دون أن يتم تشخيص المرض أو اكتشاف أن هذا الفيروس وراء الوفاة.

ونشر بحث عن الفيروس الجديد، اليوم الثلاثاء، على الموقع الإلكتروني لمجلة الجمعية الأميركية لعلم الأحياء المجهرية.

ويناضل الأطباء لاحتواء آثار فيروس "كورونا" الذي اكتشف انتشاره في منطقة الشرق الأوسط في عام 2012 ومعرفة كيفية إصابة العديد من البشر به.

ويسبب الفيروس الجديد أعراضاً بينها الحمّى ومشاكل في التنفس وربما يؤدي إلى الفشل الكلوي، حسب النتائج الأولية التي تم التوصل إليها حتى الآن، بعدما تجاوز عدد الحالات التي تم رصد إصابتها به أكثر من 180 شخصاً لقي 79 منهم مصرعه، معظمهم في منطقة الشرق الأوسط، على الرغم من انتشار العدوى أيضاً في أوروبا وشمال أفريقيا.

ويشبه الفيروس الجديد في خطورته فيروس "سارس" الذي أسفر عن مقتل نحو 800 شخص في العالم عند ظهوره عام 2003. وتعتبر الإبل والخفافيش حاضنات حيوانية مناسبة للفيروس، لكن الأدلة الدامغة على وجوده وطبيعته ما زالت قليلة.

وفي بحث جديد، درس باحثون عيّنات دم قديمة يعود تاريخها إلى عام 1992 من أكثر من 260 من الإبل في السعودية، ووجدوا آثار فيروس "MERS" أو فيروس مماثل في عيّنات استمرت حتى عام 2010. كما حللوا عينات عشوائية من حوالى مئتين من الإبل و36 من الماعز و112 من الأغنام أخذت في السعودية في العام الماضي. وبين هذه العينات ما يقرب من 75 في المئة من الإبل تحمل دماؤها الأجسام المضادة للفيروس. كما وجد الباحثون تسلسلاً جينياً له في أجساد الإبل تقارن بتلك الموجودة في البشر، ما يعني إمكانية انتقال المرض بينهما.

ويقول غريغوري هارتل، المتحدث باسم منظمة الصحة العالمية: "وفق البحث، فإنه من الممكن انتقال الفيروس من الإبل إلى البشر، وإن كانت الدراسة لم توضح بالضبط كيف يحدث ذلك، كما لا نعرف بعد ما إذا كان الفيروس ذا خطورة عالية، في حال انتقاله من الإبل، على البشر".

وقال إيان ليبكين، من جامعة كولومبيا، الذي قاد فريق البحث، إن الفيروس قد استقرّ تطوره نسبياً منذ عام 1992، مرجحاً أن بعض الحالات البشرية التي أصيبت به لم يلاحظها أحد ولم يتم تشخيص إصابتها به لكونه فيروساً نادراً وما زال اكتشافه صعباً من دون فحوصات مخبرية متقدمة.

وحذر ليبكين من إمكانية تطور الفيروس في المستقبل إلى شكل متقدم يمكن أن ينتشر بسهولة أكبر بين البشر، موجهاً النصح إلى المسؤولين عن الصحة العامة في دول الشرق الأوسط لاتخاذ تدابير وقائية، خاصة في الدول التي يُقبِل المواطنون فيها على تناول لحوم الإبل أو تربيتها بغرض السباقات أو باعتبارها حيوانات منزلية.

وأضاف: "لا بد أن تبدأ فحوص مكثفة للإبل للكشف عن إصابتها بالفيروس، وإخضاعها للحجر الصحي في حال أصيبت، على غرار ما حدث سابقاً عند انتشار مرض الحمّى القلاعية"، وتابع ليبكين: "هناك حاجة إلى مزيد من البحث حول كيفية التقاط البشر للفيروس، سواء من الإبل أو من منتجات ملوثة في البيئة"، مشدداً على بعض الاحتياطات الضرورية للحد من العدوى وبينها الابتعاد عن أنوف وأفواه الإبل التي تبدو الناقل الأبرز للفيروسات.

المساهمون