فيتو طهران ضد التدخل البري يترسخ... والعبادي "يدرس الفكرة"

14 أكتوبر 2014
حالة ترقب ببغداد بعد تقدم "داعش" (أحمد الربيعي/فرانس برس)
+ الخط -

يضيّق تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) الخناق على العاصمة العراقية بغداد، بعد نجاحات ميدانية سريعة حققها أخيراً، في المحافظة الغربية الأنبار، وهو ما يضع الحكومة العراقية والعملية السياسية الفتية في دائرة الخطر، الأمر الذي يجعل رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكثر مرونة إزاء فكرة التدخل البري الأجنبي في بلاده، بحسب مصادر "العربي الجديد"، وإن كان التردد والرفض لا يزالان طاغيين على موقف العبادي، لاعتبارات داخلية وخارجية، تُختصَر بالفيتو الايراني الحاد إزاء الفكرة، كون مثل هذا التدخل قد يقضم الكثير من النفوذ الايراني في بلاد الرافدين. وقال مصدر عراقي مطلع، إن "العبادي يواجه ضغوطاً كبيرةً من داخل التحالف الوطني لمنعه من طلب إدخال القوات البرية، بينما يدرس هو الفكرة نظراً إلى أن الوضع الأمني قد يهدد العملية السياسية برمتها".

وتعيش بغداد حالة ترقب وخوف، بعد تقدم "داعش" في محافظة الأنبار، في وقت تتأهب فيه القوات الأمنية وميليشيا "الحشد الشعبي" لصد هجوم مرتقب على العاصمة.

وقال ضابط كبير في عمليات بغداد لـ"العربي الجديد"، إنّ "القائد العام للقوات المسلحة أصدر أوامر بتشديد الإجراءات الأمنية في محيط بغداد"، وأوضح أنّه "تم بالفعل نشر أكثر من 15 ألف عنصر أمني مدعومين بالحشد الشعبي، في حزام العاصمة مع تسليحهم بأسلحة ثقيلة ومتوسطة".

وأكد الضابط، أنّه "رغم هذا الانتشار الأمني يبقى الموقف في غاية الخطورة، خصوصاً بعد أحداث الموصل التي تسببت بانهيار معنويات القوات الأمنية".

وقلل الضابط من "قدرة الجيش والمتطوعين على صد هجوم داعش المرتقب على بغداد، والذي من المتوقع أنّ يكون التنظيم قد أعدّ له العدّة بشكل كامل، لما لبغداد من أهمية كبيرة في حربه التوسعية".

وتواجه محافظة الأنبار تهديداً بالسقوط بيد تنظيم "داعش"، الذي سيطر على 70 بالمئة من مساحتها، موسعاً دائرة سيطرته في العراق، الأمر الذي سيجعل بغداد في دائرة الخطر.

في السياق، قلل عضو لجنة الأمن والدفاع النيابية اسكندر وتوت، من خطورة التحذيرات من هجوم "داعش"، على بغداد.

وقال وتوت "نحذر من خطورة تصديق الشائعات التي يعتمدها تنظيم داعش في التأثير على نفوس المواطنين"، مبيناً أن "الإعلام يلعب دوراً مهماً في هذه الحرب التي يجب أن تكون في صالح العراق".

وأضاف أنه "من الصعب أن يتمكن تنظيم داعش من الوصول إلى بغداد، لأن القوات الأمنية ومتطوعي الحشد الشعبي تضرب أوكارهم الآن في المناطق التي تكون بعيدة عن مناطق أطراف بغداد".

ودأب الإعلام الحكومي العراقي على التقليل من قوة التنظيمات المسلحة العاملة في الساحة العراقية، مقابل حديث يومي عن "إنجازات وانتصارات" مستمرة للأجهزة الأمنية في مواجهة "الإرهاب". الأمر الذي عدّه مراقبون تضليلاً للرأي العام.

ويواجه الجيش العراق على مختلف الجبهات، وخصوصاً في الأنبار غربي العراق، هجمة شرسة من قبل تنظيم "الدول الإسلامية" (داعش)، والذي حقق تقدماً خطيراً في المحافظة، ممّا أثبت عدم قدرة الجيش على تحقيق أي تقدم، الأمر الذي دفع مجلس محافظة الأنبار الى تقديم طلب لدخول قوات برية أميركية لإنقاذ المحافظة.

المساهمون