فنزويلا: رئيس البرلمان يعلن نفسه رئيساً...ومادورو يتمسك بالسلطة ويقطع العلاقات مع واشنطن
وقال المرصد الفنزويلي للنزاعات الاجتماعية، المعارض للرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو، لـ"فرانس برس"، الأربعاء، إنّ هؤلاء القتلى، الذين قضوا بغالبيتهم بسلاح ناري، سقطوا في العاصمة كاراكاس، ومناطق أخرى من البلاد.
وأعلن غوايدو، رئيس البرلمان الفنزويلي الذي تسيطر عليه المعارضة، نفسه "رئيساً بالوكالة" للبلاد، الأربعاء، لتسارع الولايات المتحدة للاعتراف به رئيساً شرعياً، وهو ما ردّ عليه مادورو، بإعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن.
وقال غوايدو، أمام آلاف المؤيدين الذين تجمّعوا في كراكاس: "أقسم أن أتولى رسمياً صلاحيات السلطة التنفيذية الوطنية رئيساً لفنزويلا (...) للتوصل إلى حكومة انتقالية وإجراء انتخابات حرة".
أما مادورو فردّ بإعلان قطع العلاقات الدبلوماسية مع واشنطن، وقال أمام مؤيديه خارج القصر الرئاسي في كراكاس، إنّه يمهل الدبلوماسيين الأميركيين 72 ساعة لمغادرة البلاد.
ودعا الرئيس الفنزويلي المواطنين إلى "اليقظة وتوخي الحذر ضد خطر الانقلاب"، بحسب قوله.
وتابع قائلاً، في تغريدة نشرها الرئيس الفنزويلي، على حسابه بموقع "تويتر": "أناشد الشعب الفنزويلي الشجاع والمحارب بأن يحشد الصفوف ويبقى في الشوارع مع مواصلته أعماله، ودراساته"، مؤكداً أنّ فنزويلا "تريد سلاماً لا انقلاباً أو أي تدخلات خارجية".
— Nicolás Maduro (@NicolasMaduro) January 24, 2019
" style="color:#fff;" class="twitter-post-link" target="_blank">Twitter Post
— Nicolás Maduro (@NicolasMaduro) January 24, 2019
|
وأُعيد انتخاب مادورو، في 20 مايو/أيار، في عملية قاطعتها المعارضة، وبدأ، في 10 يناير/كانون الثاني، ولاية رئاسية ثانية لستة أعوام.
وأدى مادورو (56 عاماً) اليمين بعد تلقيه الوشاح الرئاسي من رئيس المحكمة العليا، أثناء موكب تنصيب بكراكاس، ولم يؤدّ اليمين أمام البرلمان. في المقابل، دعا البرلمان الفنزويلي، المؤسسة الوحيدة التي تسيطر عليها المعارضة، إلى تعبئة من أجل المطالبة بـ"حكومة انتقالية"، وخرجت تظاهرات حاشدة، الأربعاء، ضد مادورو.
الجيش يرفض
في المقابل، أعلن وزير الدفاع الفنزويلي فلاديمير بادرينو، الأربعاء، أنّ الجيش يرفض إعلان غوايدو نفسه "رئيساً بالوكالة" لفنزويلا.
وكتب الوزير على "تويتر"، أنّ "اليأس والتعصب يقوضان سلام الأمة. نحن، جنود الوطن، لا نقبل برئيس فُرض في ظل مصالح غامضة، أو أعلن نفسه ذاتياً بشكل غير قانوني. الجيش يدافع عن دستورنا وهو ضامن للسيادة الوطنية".
Twitter Post
|
الأمم المتحدة تحذر
وفي المواقف، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم الخميس، إلى "الحوار" في فنزويلا لمنع "تصعيد" يمكن أن يؤدي إلى "كارثة".
وقال غوتيريس، على هامش منتدى "دافوس" الاقتصادي العالمي، "نأمل أن يكون الحوار ممكناً لتجنّب تصعيد يؤدي إلى نزاع سيكون كارثياً لسكان البلاد والمنطقة".
دول مؤيدة
وقوبل إعلان رئيس البرلمان نفسه رئيساً بالوكالة لفنزويلا، باعتراف منظمة الدول الأميركية، والرئيس الأميركي دونالد ترامب.
وقال ترامب، في بيان: "أعترف رسمياً اليوم برئيس الجمعية الوطنية الفنزويلية خوان غوايدو رئيساً لفنزويلا بالوكالة".
وأضاف أنّه يعتبر الجمعية الوطنية برئاسة غوايدو "الفرع الشرعي الوحيد لحكومة انتخبها الشعب الفنزويلي وفق الأصول".
وتابع أنّ الجمعية الوطنية أعلنت أن الرئيس نيكولاس مادورو "غير شرعي، ومنصب الرئاسة بالتالي فارغ".
Twitter Post
|
وفي ما بدا إشارة إلى التوتر المحيط بالتظاهرات الحاشدة ضد حكومة مادورو، حذر ترامب قائلاً: "نواصل اعتبار نظام مادورو غير الشرعي مسؤولاً بصورة مباشرة عن أي تهديدات قد يشكلها على سلامة الشعب الفنزويلي".
وكانت وزارة الخزانة الأميركية، قد فرضت، قبل أسبوعين، عقوبات جديدة على عدد من الأفراد والشركات المقربة من حكومة فنزويلا، على خلفية اتهامات بالتورط في "مخطط فساد كبير". وقد أدت العقوبات الأميركية إلى مفاقمة الأزمة الاقتصادية التي تعانيها فنزويلا، وسط الانقسام السياسي الحاد في البلاد.
من جهتها، ردت وزارة الخارجية الأميركية بأنّ مادورو ليست لديه سلطة لقطع العلاقات الدبلوماسية بين كاراكاس وواشنطن.
وأكدت الوزارة، في بيان، وفق ما أوردت "رويترز"، أنّ "الولايات المتحدة لا تعترف بنظام مادورو (...) لذلك، فإنّ الولايات المتحدة لا تعتبر أنّ الرئيس السابق نيكولاس مادورو لديه السلطة القانونية لقطع العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة أو للإعلان عن أن دبلوماسيينا أشخاص غير مرغوب فيهم".
بدوره، هنأ لويس ألماغرو الأمين العام لمنظمة الدول الأميركية، ومقرّها واشنطن، غوايدو، قائلاً: "تهانينا لخوان غوايدو، رئيس فنزويلا بالنيابة. نمنحه اعترافنا الكامل لإعادة الديمقراطية إلى هذا البلد".
من جانبه، دعا الاتحاد الأوروبي إلى "الإنصات لصوت الشعب الفنزويلي"، مطالباً بانتخابات "حرة"، في حين عبّر رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك، عن أمله أن تتحد أوروبا على دعم القوى الديمقراطية في فنزويلا، وفق قوله، بينما ذكرت الرئاسة الفرنسية أنها "تتشاور مع شركائها الأوروبيين لإعلان موقف موحد من تطورات فنزويلا".
كما اعترفت كندا، وكولومبيا، وبيرو، والإكوادور، وباراغواي، وشيلي، وبنما، والأرجنتين، وكوستاريكا، وغواتيمالا، والبرازيل بغوايدو رئيساً مؤقتاً لفنزويلا.
غير أنّ نائب الرئيس البرازيلي هاميلتون موراو، استبعد في الوقت عينه، مشاركة البرازيل في أي تدخل عسكري لإطاحة حكومة مادورو.
وصرح موراو، لصحافيين، بحسب ما ذكرت "فرانس برس"، بأنّ "التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى" ليس من سياسة البرازيل الخارجية.
وقالت وزارة الخارجية البرازيلية، في بيان، إنّ "البرازيل ستدعم عملية الانتقال سياسياً واقتصادياً، من أجل عودة الديموقراطية والسلم الاجتماعي إلى فنزويلا".
وتتقاسم البرازيل وفنزويلا حدوداً بطول 2200 كيلومتر. وعلى مدى السنوات الثلاث الماضية، عبَرَ أكثر من 100 ألف فنزويلي الحدود، هرباً من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية.
وكان الرئيس البرازيلي جاير بولسونارو وحكومته، قد وعدا، أمام معارضين للرئيس مادورو استقبلهم في برازيليا، الخميس، بالتحرّك من أجل تغيير في النظام في فنزويلا.
دول معارضة
وفي مقابل الدول التي اعترفت بغوايدو، قال نائب رئيس لجنة العلاقات الخارجية في البرلمان الفيدرالي الروسي أندريه كليموف، إنّ روسيا تعترف بمادورو رئيساً لفنزويلا ولن يكون أي تغيير في موقفها.
وأيضاً، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، في تغريدة نشرها، الخميس، على حسابه بـ"تويتر"، وفق ما أوردت "الأناضول"، إنّ "رئيسنا (رجب طيب أردوغان) اتصل بنظيره الفنزويلي، وقال له: قف منتصباً أخي مادورو فنحن نقف إلى جانبك"، مؤكداً موقف تركيا الرافض للمحاولات الانقلابية.
Twitter Post
|
كما أعربت الحكومة الكوبية عن "دعمها الحازم" لمادورو. وكتب الرئيس الكوبي ميغيل دياز كانيل على "تويتر": "ندعم ونتضامن مع الرئيس نيكولاس مادورو في مواجهة المحاولات الإمبريالية لتشويه سمعة الثورة البوليفارية وزعزعة استقرارها".
وأعلنت المكسيك وبوليفيا، مساء الأربعاء، استمرار اعترافهما بمادورو "ممثلاً شرعياً لفنزويلا".
(العربي الجديد)