دعت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة إلى أن يكون يوم غدٍ، الجمعة، يوماً مفصلياً في مواجهة مخططات الاحتلال، قائلة إن على الفلسطينيين توحيد جهدهم لمنع تمرير مخططات الاحتلال بالأقصى.
جاء ذلك في بيان مشترك وقعت عليه فصائل "حماس"، و"الجهاد الإسلامي"، و"الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين"، و"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين"، وتلاه القيادي في حركة الجهاد، أحمد المدلل، خلال مؤتمر مشترك بمدينة غزة.
وقالت الفصائل في بيانها: "نحذّر من محاولات تمرير أي اتفاق جديد يغير الوقائع، ويعطي الاحتلال الإسرائيلي السيادة على الأقصى؛ فنحن اليوم لسنا في مواجهة مع البوابات فقط، بل ما يجري من مخططات في القدس ومحيطها".
وأضافت: "أسبوع كامل يمر على إغلاق الأقصى، بفعل سياسات الاحتلال التي تتكشف أبعادها، وحذّرنا سابقًا من خطورة مخططات الاحتلال وسعيه الحثيث لتفجير المنطقة".
وشددت على أن "الاستيلاء على الأقصى لا يمكن السكوت عنه، ولا يمكن أن تمر جرائم الاحتلال هكذا".
وأشارت الفصائل، في بيانها، إلى أن "يوم غدٍ سيكون يومًا مفصليًا في مواجهة مخططات الاحتلال، التي تهدف إلى تقدمه نحو التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى، وهذا ما لا يمكن القبول به".
وطالبت الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس "إلى النفير العام والخروج في مسيرات جماهيرية حاشدة نصرة للقدس والأقصى، غدًا الجمعة".
ويتزايد الإصرار الفلسطيني على رفض الدخول عبر البوابات الإلكترونية، التي نصبها الاحتلال على ثلاث بوابات من أصل 14 بوابة للمسجد الأقصى، يواصل الاحتلال إغلاق 11 منها.
وقد رابط الفلسطينيون في القدس، منذ ساعات صباح اليوم، أيضاً، بعد أداء صلاة الفجر، خارج أبواب المسجد الأقصى، عند باب الأسباط وباب المجلس وباب السلسلة.
مواقف منددة بممارسات الاحتلال
إلى ذلك، دعا الأزهر، إلى تحرك دولي عاجل لإنقاذ المسجد الأقصى من الانتهاكات الإسرائيلية، مساء الخميس، معرباً عن قلقه إزاء تصعيد قوات الاحتلال ضد الأقصى المبارك، وذلك عقب أيام من الصمت الرسمي لمصر، في ظل تقارب نظام الرئيس عبد الفتاح السيسي مع الحكومة الإسرائيلية.
وحذر الأزهر من استمرار الانتهاكات الصهيونية بحق أولى القبلتين، وثالث الحرمين الشريفين، التي من شأنها استفزاز مشاعر المسلمين حول العالم، وتهديد استقرار المنطقة بأسرها، مؤكداً رفضه القاطع لكافة الإجراءات الاستفزازية من جانب قوات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المصلين الفلسطينيين، الراغبين في أداء شعائرهم الدينية في المسجد الأقصى.
كما دان الأزهر، في بيانه، الاعتداءات الوحشية من قبل قوات الاحتلال، التي أسفرت عن إصابة الشيخ عكرمة صبري، مفتي القدس السابق، وخطيب المسجد الأقصى، بالإضافة إلى عشرات الفلسطينيين المرابطين أمام المسجد المبارك.
وأطلق نداءً عاجلاً، إلى قادة العالم العربي والإسلامي، وأحرار المجتمع الدولي، والمنظمات الإقليمية والدولية، للتحرك فوراً لإنقاذ المسجد الأقصى من غطرسة الاحتلال الإسرائيلي، ووقف مخططاته الخبيثة الرامية إلى تهويد القدس، والسيطرة على المسجد المبارك.
من جهته، شدّد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، في مكالمة هاتفية مع نظيره الإسرائيلي، رؤوفين ريفلين، اليوم، على ضرورة السماح بدخول المسلمين للمسجد الأقصى دون قيود، في إطار حرية الدين والعبادة.
وذكرت مصادر في الرئاسة التركية، وفق ما نقلته وكالة "الأناضول"، أن أردوغان عبّر في الاتصال عن "قلقه إزاء الحادث الذي وقع في المسجد الأقصى في 14 يوليو/ تموز الجاري، وتسبب بخسائر بشرية".
كما شدد على ضرورة احترام قدسية الأماكن الدينية ووضعها التاريخي، ولفت إلى أهمية الأقصى لكافة العالم الإسلامي.
وأكد ضرورة إنهاء التوتر، والتخلي عن تفتيش الداخلين إلى المسجد الأقصى، في إشارة إلى البوابات الإلكترونية الإسرائيلية المستحدثة.
بدورها، دعت الأمم المتحدة، الخميس، "جميع الأطراف المعنية إلى تهدئة الوضع في الأماكن المقدسة بالقدس"، معربة عن "القلق إزاء زيادة حدة التوتر".
وفي بيان، رحب المنسق الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، بـ"التزام رئيس الوزراء الإسرائيلي (بنيامين) نتنياهو بدعم واحترام الوضع القائم في الأماكن المقدسة، وإدانة الرئيس الفلسطيني (محمود) عباس بشدة للعنف، ولا سيما الهجوم المميت على شرطيين إسرائيليين، في 14 يوليو/تموز الجاري"، وفق ما نقلت وكالة "الأناضول" للأنباء.
وأضاف أنه يأمل في أن "تسهم هذه التأكيدات في حل شواغل جميع الأطراف، وأن تضع حدا للخطاب الاستفزازي الذي أضاف إلى التصعيد خلال الأسبوع الماضي".
ورأى أنه "يلاحظ أهمية الدور الخاص الذي تقوم به المملكة الأردنية الهاشمية، والدور التاريخي للملك عبد الله الثاني، بوصفه حارساً للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس".
ودعا المسؤول الأممي "جميع الأطراف المعنية إلى تهدئة الوضع"، وحث "الأصوات المعتدلة على التحدث ضد من يحاولون تأجيج التوترات".
وكان رئيس المكتب السياسي لـ"حركة المقاومة الإسلامية" (حماس)، إسماعيل هنية، قد قال إن "الاحتلال الإسرائيلي بسياساته الأخيرة في المسجد الأقصى، وفرض الإجراءات العقابية على المقدسيين والمقدسيات، المتمثلة في البوابات الإلكترونية وإغلاق الأقصى، يشعل النار".
ودعا هنية، في كلمة متلفزة بثت اليوم الخميس، الاحتلال إلى "ضرورة التوقف عن جرائمه وعدوانه في الأقصى والقدس المحتلة، والتعلم من التاريخ"، مشدداً على أن "الشعب الفلسطيني، بمن فيه حركة حماس، لن يسمح له بتمرير مخططاته، وسيعمل على إفشال الواقع الجديد الذي يحاول أن يفرضه".