فشل جهود الحل السلمي بالفلوجة ومقتل مرشح في البصرة

26 ابريل 2014
لا حلول سلمية في الفلوجة حالياً (أرشيف، فرانس برس،Getty)
+ الخط -

أعلنت الحكومة المحلية في محافظة الأنبار، اليوم السبت، فشل جميع المبادرات والحلول السلمية المتعلقة بانسحاب المقاتلين من الفلوجة وضواحيها وبسط الدولة سيطرتها على المدينة.

وقال رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح الكرحوت، لـ"العربي الجديد" إن "جميع المبادرات التي أطلقتها الحكومة المحلية باءت بالفشل بعد مباحثات مع شيوخ العشائر ورجال الدين ووجهاء الفلوجة، بسبب رفض الفصائل المسلحة المسيطرة على المدينة منذ نحو أربعة أشهر أي حلول سلمية".

وأوضح الكرحوت أنه "حالياً لا حلول سلمية في الفلوجة، ونسعى لتجنيب المدينة عملية عسكرية تلحق دماراً فيها". وأضاف "لن يصيبنا اليأس من ذلك، وندعو أن نجنب المدينة شبح عمليات عسكرية قد تدمرها".

وكانت الحكومة العراقية قد أطلقت أربع مبادرات لحل الأزمة، كان آخرها في الثاني من الشهر الحالي. وتضمنت المبادرة إلقاء السلاح من قبل الفصائل في الفلوجة، والسماح بدخول قوات من الشرطة المحلية وفتح المؤسسات والدوائر الرسمية. يقابل ذلك عدم دخول الجيش ومنح تعويض للمدينة وضواحيها قدره 100 مليون دولار، فضلاً عن توفير عشرة آلاف فرصة عمل.
كما تضمنت تعويض ضحايا العمليات العسكرية، إلا أن وجهاء الفلوجة رفضوا المبادرة. واعتبروا رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، شخصية لا يمكن الوثوق بها، مطالبين بضمانات دولية مقابل المبادرة.

من جهته، شدد عضو مجلس عشائر الفلوجة العسكري، الشيخ محمد العبيدي، لـ"العربي الجديد"، على أنه "لا حوار ولا حديث مع حكومة المالكي، ما لم يرضخ لمطالب المدينة ثم محاكمته كمجرم حرب تسبب بقتل مئات الأطفال والنساء".

وأوضح أن الفصائل المسلحة لا علاقة لها بأي مفاوضات، "فهم مجرد قوات مسلحة للدفاع عن المدينة، والحل والعقد مع وجهاء المدينة الذين لن يسلموا المدينة للمالكي، مهما كلف الأمر".

في المقابل، رحّب العبيدي بوساطة دولية كالأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وجامعة الدول العربية أو منظمة الدول الإسلامية، بشرط عدم تناول موضوع دخول قوات المالكي للفلوجة من دون البدء بتنفيذ مطالب أهل المدينة.

في غضون ذلك، رفض رئيس مجلس محافظة الأنبار، صباح الكرحوت، ما تردد عن أن جماعات عراقية مسلحة تقاتل في سورية، من المرجح أنها ستصل العراق في غضون أسبوع أو أكثر لدعم قوات الجيش في حرب الأنبار. وأكد الكرحوت لـ"العربي الجديد"، رفض تلك الخطوة، وعدم القبول بها تحت أي ظرف.

بدوره، قال زعيم المجلس العسكري لثوار الأنبار، الشيخ علي الحاتم، لـ"العربي الجديد"، إن "الحديث عن وصول مليشيات مسلحة لمساندة الجيش لن يخيفنا". وأضاف "هي موجودة أصلاً منذ أشهر مع الجيش، (عناصرها) يرتدون ملابس مدنية ويضعون الرايات والأشرطة على سياراتهم المدنية التي ترافق قوات الجيش الحكومي".

وكان مصدر عسكري في الفرقة الأولى مشاة التابعة للجيش والمرابطة حول الفلوجة قد قال لـ"العربي الجديد" إن  حزب الله العراقي ولواء أبي الفضل العباس قدما مبادرة للمالكي لمساعدة الجيش في اقتحام الفلوجة وباقي مدن الأنبار.

وحذر المصدر من أن خطوة كهذه "ستزيد التوتر الطائفي في العراق وتشكل عامل جذب جديدا للجهاديين العرب للتوافد إلى العراق كردة فعل متوقعة".

وجاءت هذه التسريبات بعد كشف مصدر أمني عراقي رفيع، الأربعاء الماضي، عن وصول فريق عسكري أميركي إلى بغداد يضم خبراء في مجال الاتصالات والتكنولوجيا ومدربين بمجال حرب الشوارع والمناطق الضيقة لمساعدة القوات الحكومية في حرب الأنبار.

وذكر المصدر الذي يعمل في وكالة الأمن الوطني العراقية لـ"العربي الجديد" أن أكثر من 130 عنصرا أميركيا، غالبيتهم ممن شاركوا في حرب الفلوجة الثانية عام 2005، سيُخضعون قوة عراقية تعرف باسم "النخبة" ومؤلفة من نحو ألف عنصر، لتدريب مكثف على مدى شهر حول حرب الشوارع وقتال المناطق الضيقة والتعامل مع الهجمات الانتحارية بالأحزمة الناسفة والعبوات الناسفة والكمائن.

وتأتي هذه التطورات فيما يزداد عدد ضحايا القصف المدفعي والجوي على مدينة الفلوجة من قبل الجيش منذ بداية الأزمة. وأكد رئيس الأطباء بمستشفى الفلوجة، أحمد الشامي، أنه وصل إلى 267 قتيلاً ونحو ألفي جريح، غالبيتهم من النساء والأطفال.

في غضون ذلك، قتل مسلحون مجهولون المرشح للانتخابات البرلمانية، الشيخ عبد الكريم الدوسري، مع اثنين من أفراد حمايته في هجوم مسلح استهدفه قرب منزله في قضاء الزبير جنوب البصرة.

وقال مصدر أمني عراقي في الشرطة المحلية في البصرة إن الدوسري، قتل بهجوم مسلح شنّته مجموعة تستقل سيارات رباعية الدفع وترتدي أقنعة سوداء.

ويعدّ الدوسري، المرشح عن الحزب الإسلامي العراقي، من أبرز الشخصيات السنيّة في محافظة البصرة. وسبق أن تولى مناصب حكومية عديدة فضلاً عن كونه رجل دين بارزا في قضاء الزبير.

المساهمون