فرنسا: المشتبه بها الرئيسية بـ"قضية قوارير الغاز" بايعت "داعش"

09 سبتمبر 2016
تعيش فرنسا حالة استنفار قصوى(حيورجي فان هاسيلت/فرانس برس)
+ الخط -
اعتقلت الشرطة الفرنسية، ليل أمس الخميس، ثلاث نساء في بوسي سانت أنطوان بالضاحية الباريسية، يشتبه في تحضيرهن الوشيك لاعتداءات ولعلاقتهن بقضية السيارة التي عُثر عليها يوم الجمعة الماضي مركونة قرب كاتدرائية نوتردام بباريس، وبداخلها خمس قوارير من غاز البوتان، حيث اعترفت إحدى المشتبهات فيهن بمبايعتها لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).


والموقوفات هنّ ثلاث نساء، أصغرهن إيناس (19 عاماً)، وهي ابنة مالك السيارة التي كانت تحوي قوارير الغاز، وهي مصنفة لدى المخابرات للاشتباه في اعتزامها التوجه إلى مناطق القتال في سورية، وتعتبر المشتبهة بها الرئيسية، بالإضافة إلى سارة (23 عاماً)، وآمال (34 عاماً).
 

وخلال عملية الاعتقال أشهرت المشتبه فيها الأصغر سكيناً، وأصابت رجل شرطة، ما دفع بزملائه إلى إطلاق النار عليها، وهي الآن بمستشفى في باريس، حيث تخضع للعلاج تحت رقابة أمنية مشددة. 

وحسب مصادر الداخلية، فإن النسوة الثلاث كن يرغبن في القيام باعتداءات انتقاماً لمقتل أبو محمد العدناني، الناطق باسم تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) مؤخراً في سورية، حسب تصريحات إحدى المعتقلات للمحققين.

وكانت السلطات الأمنية بدأت سباقاً ضد الساعة صباح أمس الخميس، حين تلقت وزارة الداخلية إنذاراً عاجلاً من أجهزة المخابرات حول خلية من ثلاث نساء يحضرن لاعتداءات وشيكة في محطة قطارات في باريس، وأهداف أخرى في الضواحي. 

وعقد وزير الداخلية برنار كازنوف على الفور اجتماعاً استثنائياً حضره كبار القادة الأمنيين ومسؤولو أجهزة المخابرات المختلفة لتعقب الخلية واعتقال أعضائها قبل الشروع في الاعتداءات. 

وتمكنت الأجهزة الفرنسية من رصد النسوة الثلاث في بناية ببلدة بوسي سانت أنطوان على بُعد 25 كيلومتراً من باريس وطوقت المكان. 

ومع حلول الظلام، اعتقلت الشرطة المشتبه بهنّ وكنّ مسلحات بالسكاكين، وحاولت إحداهن الهجوم على أحد أفراد الشرطة الذي بادر إلى إطلاق النار عليها. 

وأدلى وزير الداخلية، في وقت متأخر من ليل أمس الخميس، بتصريحات أكد فيها أن النسوة الثلاث "اعتنقن التطرف الديني، وأنهن كنّ يقمن بالإعداد لأعمال عنيفة جديدة ووشيكة"، موضحاّ أنهن كن "يتلقين توجيهات من الخارج".

وحسب التحقيقات الأولية، فإن إحدى المشتبهات فيهن كانت تحمل في جيبها وصية مكتوبة سجلت فيها مبايعتها لتنظيم "داعش"، ويشتبه المحققون في أن ابنة مالك السيارة وصديقاتها لهن علاقة مباشر بالسيارة التي عُثر عليها قرب كنيسة نوتردام، وأنهن لم يفلحن في تركيب نظام سلكي لتفجير قوارير الغاز. 

ويأتي اكتشاف هذه الخلية المشكلة من النساء في سياق تعيش فيه السلطات الفرنسية حالة استنفار قصوى، بعد التحذير الذي أطلقه أخيراً المدير العام للمخابرات الفرنسية، باتريك كالفار، حول "احتمال تعرض فرنسا في المستقبل القريب إلى موجة اعتداءات بالسيارات المفخخة، مثل تلك التي شهدتها فرنسا بين عامي 1986 و1995"

واعتبر كالفار أن تنظيم "الدولة الإسلامية" قد يغيّر من استراتيجيته في فرنسا و"يبعث كوماندو متخصص في صناعة المتفجرات بالطرق المنزلية لتنظيم حملة من الاعتداءات بالسيارات المفخخة لزرع الرعب في البلد، من دون استعمال السلاح والدخول في مواجهة مع قوات الأمن".