فايقين لبيئتنا

فايقين لبيئتنا

11 مايو 2014
شعار حملة "فايقين لبيئتنا"
+ الخط -

يعرف المتابعون للشأن التونسي أن البلاد لم تكن لتنجح في مسارها الانتقالي الصعب من دون مجتمعها المدني القوي، الذي كان يتدخل في كل مرة لتصويب الاتجاه وتشكيل حركة ضغط مدني على المؤسسات الإدارية والسياسية.

وفي تونس أكثر من 16 ألف جمعية تنشط في مختلف الحقول المدنية، وتشكل شبكة منتبهة لكل ما يحدث، ومن بين هذه الجمعيات من سخر كل جهده للبعد البيئي، إيمانا بأن مصير الأجيال مرتبط بمدى القدرة على صون ما ينبض بالحياة.

واجتمعت أمس السبت عشرات الجمعيات التونسية المتخصصة في البيئة (أكثر من 50 جمعية)لتشكل ائتلافا بيئيا واحدا هدفه تنبيه التونسيين إلى أهمية المحافظة على البيئة من خلال إعداد مشروعات تثقيفية وبرامج تتوجه إلى كل الفئات والشرائح والجهات لرفع الوعي البيئي وتشجيع المواطنين على ضرورة المشاركة في مجهود صيانة البيئة واعتناق سلوك بيئي إيجابي ومسؤول.

ويحمل الائتلاف المدني شعار "فايقين لبيئتنا" أي "منتبهون"، أو متيقظون لكل ما يمكن أن يضر بها، وبين شعاراته أن المشاركين ملتزمون بالمحافظة على إرث الأجداد من أجل الأجيال القادمة.

والطريف أن كل الجمعيات كتبت اسمها في "شجرة البيئة" على شاكلة شجرة العائلة الواحدة، تعبيرا عن التماسك ووحدة المصير البيئي.

طلاب ومواطنون وناشطون وإعلاميون وشعراء وخبراء كان لهم شرف حضور لحظة الانطلاق وولادة المبادرة الجديدة التي حضرها المئات في متنزه على أطراف العاصمة تونس، غداء بيئي ومنتجات بيولوجية نقية لم تلوثها الكيمياء، ضحكات أطفال، سباقات طريفة، وحملات تشجير ونظافة، باختصار كان متنزه "النحلي" شاهدا على يوم عيد لم تفطن إليه مذكرة الأعياد، ولكنه جمع تونسيين من شمال البلاد وجنوبها وغربها وشرقها، إيمانا بوحدة المصير البيئي الذي يعرف الخبراء أنه سيحدد مصير العالم.

أمس كانت الانطلاقة الأولى التي أريد لها أن تكون لحظة ميلاد العائلة الواحدة، ولكنها عائلة مرشحة لأن تكبر من خلال انضمام جمعيات وشخصيات وطنية أخرى، فهذا الجهد مراكمة لجهود، والأهم أنه اتحاد فكرة من أجل صيانة وطن.

دلالات

المساهمون