غموض حول اتفاق روسي إيراني .."النفط مقابل السلع"
ثار غموض شديد عن حقيقة الاتفاق الروسي الإيراني المتعلق بالنفط مقابل السلع، والذى تداولته وكالات أنباء على نطاق واسع، أمس الأربعاء، ففيما نفى مسؤول إيراني خبر توقيع اتفاق مع روسيا في هذا الشأن، أعلنت وسائل الإعلام صحة توقيع الاتفاق "النفط مقابل السلع".
وكان مساعد وزير النفط للشؤون التجارية والدولية الإيراني، علي ماجدي، قد نفى أنباء تفيد توقيع طهران وموسكو عقوداً نفطية ضخمة الأربعاء، وقال: إن الخبر لا أساس له من الصحة وأنه لم يتم توقيع أيّة مذكرة تفاهم بهذا الصدد.
وكانت وكالات أنباء قد أعلنت، أمس الأربعاء، توقيع اتفاق بين روسيا وإيران يتعلق بتصدير النفط إلى روسيا مقابل السلع.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" اليوم الخميس، نفياً للخبر على لسان مساعد وزير النفط للشؤون التجارية والدولية، علي ماجدي، كما نقلت وكالة أنباء "إيسنا" النفي ذاته، ولكن على لسان المتحدث باسم وزارة الطاقة الروسية، والذي أشار إلى أن وزارته ستصدر بياناً رسمياً في وقت لاحق اليوم لنفي الموضوع بشكل رسمي.
نفي مزدوج
بل إن مصادر إعلامية إيرانية نقلت الخبر على لسان أحد المسؤولين في وزارة النفط الإيرانية من دون الكشف عن اسمه والذي قال: إن المذكرة قد وقعت بحضور وزير النفط الإيراني، بيجن زنغنه، الذي يزور موسكو، ووزير الطاقة الروسي الكسندر نوفاك.
وكان وزير الطاقة الروسي، الكسندر نوفاك، قد زار طهران خلال شهر أبريل/نيسان الماضي وأجرى محادثات مع وزير النفط الإيراني ومحافظ البنك المركزي الإيراني.
وقال نوفاك للصحافة آنذاك: إن التفاوض بين طهران وموسكو يدور حول توقيع عقود تقدر بعشرة مليارات دولار للاستثمار في مجال الطاقة والكهرباء، وبناء مفاعلات حرارية، وأخرى لتوليد الطاقة الكهربائية وتوسيع شبكة الكهرباء.
كما تم الاتفاق على شكل مقايضة، وستحصل روسيا بموجبه على النفط الإيراني مقابل كل تلك العقود.
وكان مساعد وزير الطاقة الإيراني للشؤون الدولية، إسماعيل محصولي، قد قال بعد زيارة نوفاك وكالة "مهر": لم يتم تحديد مستوى التبادل بين البلدين، ويدور نقاش بالفعل حول تصدير النفط الإيراني مقابل استيراد البضائع، وفتح المجال أمام روسيا للاسثمار في الطاقة.
وكان نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانكيري، قد أشار مطلع العام الحالي إلى وجود المحادثات الإيرانية -الروسية حول توقيع عقود نفطية ضخمة، مشيراً إلى اعتراض بعض على توقيع مذكرة بهذا الحجم.
انهيار اتفاق جنيف
ووفق محللين فإن توقيع مذكرة تفاهم في هذه المرحلة هو محاولة التفاف على الحظر المفروض على إيران، والذي يمنعها من تصدير نفطها لكثير من البلدان، لكن هذا الحظر تم تعليقه بموجب اتفاق جنيف الموقع في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي حتى التوصل لاتفاق نهائي خلال الأشهر الأربعة المقبلة، ويسمح لإيران خلال هذه الفترة بتصدير مليون برميل نفط خام يوميّاً، كما أنها محاولة التفاف على العقوبات المفروضة على روسيا أخيراً بسبب تدخلها في أوكرانيا.
ويقول الخبراء: لا يمكن أن تقوم روسيا وإيران خلال هذه المرحلة بهذا الأمر، كونه سيؤدي الى انهيار اتفاق جنيف وسياسة الديبلوماسية التي يتبعها الرئيس الإيراني، حسن روحاني، لتخليص بلاده من العقوبات التي أثقلت كاهل المواطنين.
وكانت صحيفة "كومرسانت" الروسية قد ذكرت في منتصف كانون الثاني/يناير الماضي، أن البلدين يتفاوضان بشأن اتفاق سيسمح لروسيا باستيراد 500 ألف برميل من النفط في اليوم من إيران مقابل توريد البضائع.
وكانت وزارة الطاقة الروسية، قد أعلنت سابقاً، أن روسيا وإيران وقعتا مذكرة تفاهم مدتها 5 سنوات لتوسيع التعاون التجاري الاقتصادي بينهما في مختلف المجالات، بما في ذلك مجال الطاقة.