غزة على طريق الاكتفاء الذاتي من الفواكه

21 يونيو 2014
العنب من أبرز مزروعات القطاع (عبد الرحيم خطيب/باسيفيك برس/getty)
+ الخط -
بآلة حادة يجمع المزارع الفلسطيني مازن فياض، إحدى ثمار البطيخ التي تشبعت بقطرات الندى، ويلقيها إلى مساعده. يتلقفها الأخير ويضعها إلى جانب عشرات الثمار التي قطفها منذ ساعات الصباح الباكر.

لا يتوقع فياض تحقيق أي خسارة هذا الموسم، فالـ32 طناً من ثمار البطيخ التي ستنتجها أرضه التي تبلغ مساحتها أربعة دونمات (الدونم 1000 متر مربع)، سيتم بيعها كلها في السوق الفلسطينية المحلية بعد منع استيراد البطيخ من تجار إسرائيليين، نتيجة لتحقيق اكتفاء ذاتي في إنتاج هذا الصنف داخل قطاع غزة.

ثمار البطيخ ليست وحدها التي حقق قطاع غزة اكتفاءً ذاتياً منها، فقرابة الـ70% من أصناف الفواكه المنتجة من قبل مزارعين فلسطينيين غطت احتياجات السوق الغزيّة، بعدما منعت حكومة غزة السابقة استيراد هذه الأصناف من تجار إسرائيليين. 

إسرائيل تمنع المبيدات 

ويقول المزارع فياض لـ"العربي الجديد" "المزارعون تمكنوا من تحقيق اكتفاء ذاتي من البطيخ منذ أعوام عدة، ولكن هذا الموسم وصل الإنتاج إلى ذروته، فالدونم الواحد بات ينتج ثمانية أطنان من البطيخ".

ويضيف فياض الذي يزرع أرضه الواقعة في مدينة رفح جنوبي القطاع، بالتين والتين الشوكي والعنب والجوافة: "كان القطاع يستورد 20 ألف طن من البطيخ قبل ستة أعوام، ولكن في هذا الموسم لم نستورد أي شيء".

ويشير إلى أن المزارعين في غزة واجهوا خلال الموسم الحالي الكثير من العقبات التي هددت نجاح الموسم، وأهمها المنخفض الجوي والرياح العاصفة التي ضربت القطاع في شهر كانون الأول/ ديسمبر الماضي.

ويؤكد أن أخطر التحديات والعقبات التي تواجه المزارعين منع إسرائيل إدخال العديد من الأدوية والمبيدات الزراعية إلى قطاع غزة، ما يهدد المحاصيل الزراعية بالإصابة بأنواع خطيرة من الحشرات. 

توقع الأرباح الوفيرة 

فياض، ليس وحده الذي يستبعد الخسارة لهذا الموسم، فالمزارع الفلسطيني عمر شملخ، يتوقع تحقيق أرباح جيدة بعد قطف محصول العنب والتين في شهري تموز/يوليو، وآب/أغسطس المقبلين.

ويقول شملخ لـ"العربي الجديد: "قمت هذا الموسم بزيادة مساحة الأرض التي أزرعها بالعنب فوزارة الزراعة تمنع استيراد العنب من إسرائيل، بعد أن تمكن المزارعون من تحقيق اكتفاء ذاتي من هذه الفاكهة".

ويضيف شملخ "تربة غزة ودرجة الحرارة المعتدلة فيها، الأفضل عالمياً لزراعة العنب والتين، وهذا ما شجع المزارعين على إنتاج كميات كبيرة من هذه الأصناف تكفي قطاع غزة".

من جانبه، يقول مدير عام التسويق في وزارة الزراعة تحسين السقا: "المزارعون الفلسطينيون في قطاع غزة تمكنوا من تحقيق اكتفاء ذاتي شبه كامل في إنتاج الفواكه، بنسبة وصلت إلى 70%".

ويؤكد السقا لـ"العربي الجديد"، أن تحقيق الاكتفاء الذاتي في إنتاج الفواكه، جاء رغم العديد من التحديات التي واجهها قطاع الزراعة على مدار الأعوام الماضية، والتي كان أبرزها الحصار الإسرائيلي ومنع توريد العديد من أصناف المبيدات والأسمدة الزراعية، وعدم انتظام فتح معبر كرم أبو سالم، ما أدى إلى تعطيل عملية تصدير العديد من أصناف الخضروات والفواكه كالحمضيات.

ويشير إلى أن من أبرز العقبات التي تواجه قطاع زراعة الفواكه في غزة، افتقار القطاع إلى المياه العذبة، موضحاً أن 80 ألف دونم من أراضي قطاع غزة تُزرع بأصناف الفواكه.

ويزرع الفلسطينيون 5000 دونم بثمار البطيخ، ومن المتوقع أن يتم إنتاج 30 ألف طن من البطيخ في الموسم الحالي.

ويبلغ عدد العاملين في قطاع الزراعة في غزة، بحسب السقا، 40 ألف مزارع فلسطيني، منهم 15 ألفاً يعملون في زراعة الفواكه.

دلالات

المساهمون