غزة... تقف من جديد لتقاوم

غزة... تقف من جديد لتقاوم

13 يوليو 2014
+ الخط -


مشاهد مروّعة تنفطر لها القلوب، وتقشعر لها الأبدان، هي ما نجده تحت عنوان فلسطين، وخصوصاً غزة، في النشرات والمواقع الإخبارية، بينما شناعة الجريمة فاقت كل الحدود والقيم والمعايير التي يمكن أن تحتملها الإنسانية، ونحن لا زلنا نراقب الرمال التي صبغت باللون الأحمر، والدخان الأسود الكثيف يغطي سماء غزة، وألسنة اللهب تتصاعد من بين ركام المنازل، وصفير القذائف والصواريخ لم يغادر الأجواء. أطفال شردوا من بيوتهم المدمرة، وألم جرحى لم تتمكن المستشفيات من علاجهم، وناجون يبحثون عن أشلاء ذويهم من بين الركام، وحسرة في قلوب بعضهم على فراق الإخوة والأهل والأحبة وذكريات الماضي.

إنها آلة القتل والدمار الصهيونية التي استباحت كل شيء، لتصب حمم حقدها، وظلمها على البشر والحجر والشجر. وأصبح كل شيء في قطاع غزة في دائرة الاستهداف المُمَنهج. وقوات الاحتلال الصهيوني تعمل بكد لتعيد فصول مسلسل جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، بارتكاب المجازر تلو الأخرى. هذا ليس غريباً على الصهاينة، فدولتهم؛ ما هي إلا كيان بنى وجوده على الأساطير والمجازر والحروب العدوانية، وتدمير القرى والمدن، واتباع سياسة التطهير العرقي، ومصادرة الأراضي وتهويدها، بما يخدم العقيدة الصهيونية المتعطشة للدماء وإزهاق أرواح الأبرياء.

لا يرهب هذا الكيان الإجرامي إلا صمود شعب عرف طريقه إلى النضال من أجل حقوقه المشروعة، ولنا، الآن، في غزة نموذج ومثال مُضارع، يضاف إلى ذاكرة التاريخ الثورات والنضال ضد الاستعمار، ويضاف، أيضاً، إلى سجل الكيان الأسود الحافل بالمذابح والمجازر. في كل بيت من قطاع غزة، قصة تروي مأساة ووجعاً إنسانياً، واستباحة مستمرة للمدارس والمساجد والمستشفيات، وكل الأمكنة التي لجأ إليها المدنيون، احتماء من قذائف المدفعية وصواريخ الطائرات وزخات الرصاص. لكن هذا البطش لا يوقف روح المقاومة الفلسطينية، ولا يصيب قلبها بما يعطل نبضه، فإطلاق صواريخ المقاومة مستمر، ومحاولات الفدائيين لعمل اللازم للتصدي لعدوان الصهاينة مستمرة، ضمن الحدود القصوى التي يتمكنون منها، فهم ليسوا مثل جنود الاحتلال، يأتون إلى الحرب كجزء من عملهم، أو وظائفهم، بل هم أصحاب قضية نضالية وطنية، وأصحاب حقوق شرعية، لن يتراجعوا قبل استرجاعها.

avata
avata
منيب سعادة (فلسطين)
منيب سعادة (فلسطين)