عودة تدخل الأمن في العمل الإعلامي بتونس

عودة تدخل الأمن في العمل الإعلامي بتونس

19 مايو 2014
الأمن يلاحق صحافيين في القصبة/فبراير (موقع) investir-en-tunisie
+ الخط -
انتقد "مركز تونس لحرية الصحافة"، الاعتداءات الأمنية التي حصلت يوم 17 مايو/أيار الجاري بحق الصحافيين، وطالب بتحقيق شفاف وعاجل في جملة التجاوزات التي يتعرض لها الصحافيون في تونس.

وأفاد المركز في بيان تلقاه "العربي الجديد" عبر البريد الألكتروني، بقيام أحد القيادات الأمنية السبت الموافق 17 مايو/أيار الجاري، باحتجاز الصحافية بإذاعة "توانسة" التي تبث على النت، عبير السعيدي، والمصور المرافق لها محمد زياد بالحاج، بمركز الأمن بباب سعدون بتونس العاصمة خلال عملهما على تقرير حول "رأي التونسي في إطلاق سراح علي السرياطي".

وبحسب إفادة السعيدي لوحدة الرصد بمركز تونس لحريّة الصحافة، فإن القيادي الأمني انتقد تدخل الإعلام في ملف لا يعنيه، متهماً فريق العمل بمحاولة "تخريب الوطن". وبعد احتجاز فريق عمل إذاعة "توانسة"، لساعتين بمركز الأمن تم إطلاق سراحهما بعد التحاق موفد من الإذاعة، وتدخّله لفضّ الإشكال.

وفي اليوم نفسه، اعتدى أحد العناصر الأمنية بالزي المدني، على مصور صحيفة "الوقائع" الخاصّة، جلال الفرجاني، أثناء تصويره عملية إيقاف إحدى المدوّنات في الوقفة الاحتجاجية المطالبة بإطلاق سراح المدوّن "عزيز عمامي" أمام وزارة الداخلية. وعمد عنصر الأمن إلى تهشيم آلة التصوير الخاصّة بالصحيفة. وفي سياق متصل، اعتدى أحد أعوان الأمن بالزي المدني، جسدياً ولفظياً على الصحافي المستقل، ومسؤول المادة السمعية البصرية في موقع "مركز تونس لحرية الصحافة"، طارق الغوراني خلال الوقفة الاحتجاجية نفسها، كما عمد رجل أمن آخر بالزي المدني إلى الاعتداء اللفظي على الصحافية بموقع "نواة" الخاصّ، صفاء متاع الله.


مضايقة الإذاعات

وشهد اليوم نفسه اقتياد فرقة من قوات الأمن، الصحافي بإذاعة "تونس الدولية"، عدنان الشواشي، إلى مركز الحرس الوطني بحمام الشطّ بتونس العاصمة، خلال عمله على تقرير مصور مع المصور المرافق له. وجرى احتجاز الصحافيين لمدة ساعتين ولم يطلق سراحهما إلا بعد تدخل "النقابة الوطنية للصحافيين التونسيين".

وكان قد تم صباح يوم الأربعاء 14 مايو/أيار الجاري إرسال سبعة ممثلين عن"اللجنة الوطنيّة لجرد معدات الإذاعات الخاصّة" إلى مقرّ "راديو6 تونس" الجمعياتي، للعمل على جرد معداته مصحوبين بإذن. وعمد أعضاء اللجنة إلى التحرش بالصحافيين والعاملين بالمؤسسة، ونقل ثلاثة ممثلين عنهم للتحقيق معهم في مركز الأمن بشارع مدريد وسط تونس العاصمة.

وعرف يوم الثلاثاء 13 مايو/أيار الجاري قيام إدارة "التلفزة الوطنية" بتوجيه استجواب مكتوب إلى الصحافي بالقناة، إيهاب الشاوش على خلفية تصريحاته السبت، 9 من الشهر الجاري، في برنامج "لاباس" في قناة "التونسية" الخاصّة. وطالبت الإدارة الصحافي بتوضيح يتعلق بالتضييقات التي قال إنه تعرض لها من قبل رئاسة المؤسسة والإدارة. كما اتهمت الإدارة الصحافي بخرق النظام الأساسي، ومدونة سلوك التلفزة لما اعتبرته "إساءة إلى سمعة المؤسسة".
واستغرب الشاوش التهم، مؤكداً أنه "قام بنقل واقع التضييقات التي تعرّض لها خلال عمله، فلمَ يتم اعتبارها إساءة لسمعة المؤسسة؟".

تدخل الحكومة بمن يغطي ندوتها

وكانت رئاسة الحكومة قد اشترطت في 12 مايو الجاري، خلال دعوتها وسائل الإعلام الوطنية لحضور ندوة صحفية بمناسبة مرور مائة يوم على تسلّم مهدي جمعة مهامه، حضور رؤساء التحرير فقط. ولم يتم التنصيص بصلب الدعوة على حضور وسائل الإعلام الجهوية للتغطية الإعلامية.
وأفاد رئيس تحرير صحيفة "آخر خبر" الخاصّة، توفيق العياشي، لوحدة الرصد بمركز تونس لحريّة الصّحافة أنه "قررت مقاطعة الندوة الصحفية لما فيها من تدخل في المؤسسات الإعلامية". وأضاف العياشي أن "رئاسة الحكومة عمدت إلى جعل الجلسة مغلقة لمزيد من التحكم". واعتبر العياشي أن "التحديد المسبق للحضور من قبل رئاسة الحكومة استنقاص من أهمية العمل الذي يضطلع به الصحافي الميداني".

من جهته تحفظ المستشار الإعلامي لرئاسة الحكومة عبد السلام الزبيدي عن الإجابة على سبب تخصيص الندوة لرؤساء التحرير فقط.

مطالب المركز

وخلص "مركز تونس لحريّة الصحافة" إلى التعبير عن تضامنه مع الزملاء الصحافيين، ودعا إلى تحقيق شفاف وعاجل في جملة الاعتداءات الأمنية، وإلى الكفّ عن مضايقة الإذاعات الناشئة بحجج جرد معداتها.
وإيقاف التضييقات في حقّ إيهاب الشاوش، إيقاف نزيف مطالبة الإعلاميين بتراخيص أثناء التصوير في الفضاءات العامة لتناقضها مع ما ورد في المرسوم 115، وأخيراً القطع مع محاولات توجيه وسائل الإعلام لخدمة المشاريع الحكوميّة.

المساهمون