عمليات شبعا تهدد بتفجير المواجهة مع إسرائيل

عمليات شبعا تهدد بتفجير المواجهة مع إسرائيل

08 أكتوبر 2014
حزب الله يعزز تدريباته العسكرية (جاك جيوز/فرانس برس)
+ الخط -

تضاربت التقديرات الإسرائيلية كما نشرتها وسائل الإعلام حول حقيقة ودوافع تفجير عبوتين ناسفتين في يوم واحد في مزارع شبعا، وإقدام "حزب الله" على إعلان مسؤوليته عن الحادثين، علماً بأن حادث التفجير الأول أسفر عن إصابة جنديين إسرائيلين بجروح، بعد يومين من قيام جيش الاحتلال بإطلاق النار باتجاه الأراضي اللبنانية وإصابة جندي لبناني، بحجة أن النيران استهدفت خلية تابعة لـ"حزب الله".

وأبرزت المواقع الإسرائيلية حقيقة اعتراف الحزب بمسؤوليته عن العملية في إشارة منها إلى أن "حزب الله" قد يكون معنياً في الظروف الداخلية في لبنان وقتاله بسورية إلى جانب النظام، مما أفقده كثيراً من شعبيته داخل لبنان.

وكانت وسائل الإعلام الإسرائيلية قد أشارت في اليومين الماضيين إلى حقيقة قيام "حزب الله" في الآونة الأخيرة، بتعزيز قواته في الجنوب اللبناني ونشرها مجدداً في عدد من القرى اللبنانية الجنوبية من جهة، وتنقل عناصر الحزب بالزي الرسمي للحزب في المنطقة الحدودية.

كما أبرزت الصحافة الإسرائيلية حقيقة تمكن "حزب الله" من استغلال الفترة الماضية لتعزيز تدريباته العسكرية، وإدخال أسلحة ووسائل قتالية أكثر تطوراً من التي كانت بحوزته، وخاصة إدخال نوع جديد من قذائف "مورتار" القادرة على حمل رؤوس متفجرات تزن مئات الكيلوغرامات، وهو ما من شأنه أن يلحق بالمستوطنات الإسرائيلية الحدودية ومواقع الجيش أضراراً بالغة وكبيرة.

وتحاول إسرائيل في الأيام الأخيرة قراءة وفهم اعتبارات "حزب الله" وخططه، وما إذا كان الحزب يعتزم في المرحلة القريبة القيام بمغامرة على الحدود ضد إسرائيل، في مسعى منه لتحسين مكانته الداخلية في لبنان، خصوصاً بعد أن كشفت التوترات الداخلية في لبنان ومواجهة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش) نوعاً من التعاون بين قوات "حزب الله" وبين القوات النظامية لجيش لبنان.

وبالرغم من ذلك، يرى بعض المحللين العسكريين وبينهم، أمير بوحبوط، أن الطرفين الإسرائيلي و"حزب الله"، يحاذران من اتخاذ خطوة واحدة زائدة عن حد التحمل المعقول من كلا الطرفين، من شأنها أن تشعل وتبكر المواجهة، إذاعتبرت تقديرات في جهاز شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية، قبل يومين أن حزب الله بلغ أعلى درجة من الجاهزية القتالية، بينما كان جيش الاحتلال الإسرائيلي منهمكاً في "معارك" تحصيل زيادة لميزانية الأمن، خاصة بعد الحرب على غزة.

وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بني غانتس أبلغ موقع "والا" في مقابلة الأسبوع الماضي: أنه "ليس بمقدوري أن أضمن لكم ألا يقع خلال يومين أو أسبوع حادث أمني على الحدود الشمالية".

وعلى الرغم من أن غانتس لم يحدد ما إذا كانت بحوزة الاستخبارات الإسرائيلية معلومات أكيدة عن محاولة أي تنظيم كان القيام بعملية ضد إسرائيل، إلا أن الموقع أشار في هذا السياق إلى تقديرات داخل شعبة الاستخبارات الإسرائيلية ترى أن "حزب الله" يخشى مواجهة مع الجيش الإسرائيلي، وهو ما يشير مقارنة بما نشرته الصحف العبرية قبل أيام عدة إلى تخبط حقيقي في معرفة الاستخبارات الإسرائيلية لحقيقة نوايا "حزب الله".

 تقرّ الاستخبارات من جهة بجاهزية الحزب القتالية، واحتمالات إقدامه على تفجير المواجهة لتحقيق مكاسب على الساحة الداخلية في لبنان، ومن جهة ثانية تتحدث عن خوف لدى "حزب الله" من تفجير هذه المواجهة.

كما أوضح موقع "والا" أيضاً أن إسرائيل تراقب عن كثب التغييرات الحدودية، الحاصلة في خريطة انتشار القوى المختلفة، سواء في سورية أم في لبنان، وأضاف الموقع أن أحد الاحتمالات التي تتابعها إسرائيل تقول في نهاية المطاف بإمكانية تفجير المواجهة مع تل أبيب، وذلك للفت الأنظار وتغيير ساحات القتال في ظل الحرب على "داعش" التي تتزامن مع الضغوط الثقيلة على إيران والمنظمات الجهادية التابعة لـ"القاعدة".