عظيمات العالم... ماذا تعلّمن؟

19 مارس 2017
المرأة الآن تجاوزت كونها نصف المجتمع لتكون أحياناًمجتمعاً بأكمله(Getty)
+ الخط -
يقال إنّه وراء كل رجلٍ عظيم امرأة عظيمة، تحثّه على العمل وتسانده في أوقات القوة والضعف. لكن، مع دخولنا الألفية الثالثة تزايد عدد النساء اللواتي امتلكن من القوة والعظمة ما ينافسن به الرجال أو حتى يتفوقن عليهم.

فالمقولة السابقة، لم تعد كافية للتعبير عن هذه الروح التي باتت تحملها المرأة، الروح التي تدفعها إلى أن تكون المغيّر الأكبر، والمحرك الأساسي لواقع مجتمعاتنا، فلماذا لا نلقي نظرة أقرب على عظيمات النساء في العالم، ماذا درسن، وأين تعلّمن، ليكنّ نموذجاً يحتذى به؟


سنبدأ قائمتنا مع اسمٍ اشتهر كثيراً، في الآونة الأخيرة، وهو بكل تأكيد يتربع على عرش هذه القائمة:

أنجيلا ميركل
عملت المستشارة الألمانية، الحائزة على شهادة الدكتوراه في الكيمياء الفيزيائية من جامعة لايبزيج، ككيميائية في المعهد المركزي للكيمياء الفيزيائية في الفترة الممتدة بين عامي 1978 و1990م. وبعد هدم جدار برلين دخلت غمار بحر السياسة، وفي عام 2005 أصبحت أول مستشارة ألمانية من الجنس اللطيف.

وإلى جانب كونها حاكمة ألمانيا، الدولة الصناعية الكبرى في أوروبا، يقع على عاتقها المحافظة على الاتحاد الأوروبي متعاضداً متحداً بعد انسحاب بريطانيا، وتدبير أمر أكثر من مليون لاجئٍ مهاجرٍ دخل ألمانيا في السنوات القليلة الماضية.

ومع كل هذه التغيرات التي تطرأ على السياسة العالمية، نجدها ما تزال من أقوى الرؤساء وأكثرهم قدرةً على التأثير.

هيلاري كلينتون
المرأة الأولى في تاريخ الولايات المتحدة التي تم انتخابها لتكون العضو الممثل لولاية نيويورك في مجلس الشيوخ، وأول امرأة تابعت المشوار لتتجاوز كل التوقعات وتصل إلى المرحلة النهائية من السباق الرئاسي.

وهذا بالطبع كان دليلاً على استحقاقها درجات الامتياز التي حازتها من كلية ويلسلي، إلى جانب قيامها بالعديد من الأبحاث المتعلقة بالطفولة والقانون بعد ذلك في جامعة ييل.

ميلندا غيتس
حافظت السيدة ميلندا غيتس على مكانتها المتفوقة في مجال الأعمال الإنسانية والتنمية العالمية من خلال ما قدّمته المؤسسة التي أنشأتها مع زوجها عام 2000م، "مؤسسة بيل وميلندا غيتس"، حيث قدّمت هذه المؤسسة هباتٍ تجاوزت 36.7 مليار دولار منذ ذلك التاريخ لمختلف الجمعيات والشركات والمؤسسات التي تطلق الحملات التنموية حول العالم.

وقد كان لها الدور الكبير في إلهام الكثير من كبار رؤوس الأموال الآخرين للبذل والعطاء، ويُذكر أنّها حائزة درجة الماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ديوك.

تيريزا ماي
قائدة الحزب المحافظ البريطاني، وثاني رئيسة وزراء في تاريخ بريطانيا. درست السيدة تيريزا في جامعة أوكسفورد، حيث حصلت على تخصصٍ في الجغرافيا، وفي عام 2010م حصلت على منصب وزير الداخلية ووزير المرأة والمساواة، وتعدّ واحدةً من بين 50 شخصا كان لهم الأثر الكبير على التعليم في المملكة المتحدة، في فترة ما بعد الخروج من الاتحاد الأوروبي، وذلك تبعاً لموقع ونكي المتخصص في شؤون الجامعات والتعليم.

ماري بارا
المديرة التنفيذية للعملاق الأميركي "جنرال موتورز". استطاعت السيدة ماري، الحاصلة على ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة ستانفورد، تحسين المبيعات المحلية للشركة، بالإضافة إلى ترسيخ اسمها في الأسواق الأوروبية والعالمية، لتكون من أهم رموز الفخامة عند الحديث عن المركبات والسيارات، شيءٌ عظيم بالنسبة لشركةٍ كانت قبل سنتين تعاني الأمرّين من الناحية المالية والإدارية قبل مجيء السيدة ماري!

شيخة حسينة واحد
هي رئيسة وزراء بنغلادش لفترتين، الأولى امتدت بين عامي 1996-2001م، والثانية امتدت من 2009-2013م، حصلت على تعليمها من جامعة داكا، حيث درست الأدب البنغالي هناك. وكما هي العادة، فإنّ الأزمات الكبرى تخلق الأبطال العظام، فبعد وصول والدها إلى الحكم في عام 1975م، تم اغتيال جميع أفراد عائلتها: والدها، والدتها، وإخوتها الثلاثة.

ولم يمنعها ذلك من الاستمرار على نهج والدها، لتكون قائدةً لبلدٍ يمتلك ثامن أكبر تعداد سكاني في العالم، 162 مليون نسمة.

كانت هذه قائمة ببعض عظيمات النساء حول العالم، فلا يسعنا المكان ولا الوقت لذكرهنّ جميعاً، ولا يختلف اثنان على أنّ المرأة الآن قد تجاوزت مرحلة كونها نصف المجتمع لتكون أحياناً مجتمعاً بأكمله بصلابتها واجتهادها لخدمة مجتمعها بشكلٍ خاص، والإنسانية بشكلٍ عام.
المساهمون