عشراوي تدعو الدول العربية للوفاء بالتزاماتها تجاه القضية الفلسطينية

عشراوي تدعو الدول العربية للوفاء بالتزاماتها تجاه القضية الفلسطينية

17 مايو 2018
+ الخط -

دعت عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، الدول العربية والإسلامية التي تربطها علاقات مع إسرائيل أو الولايات المتحدة، إلى ممارسة ضغوطها، واتخاذ خطوات مشابهة لتلك التي اتخذتها جنوب أفريقيا وأيرلندا وتركيا، كما دعت إلى توفير دعم للمنظمات الإنسانية التي تقدم خدماتها للفلسطينيين. 

وخلال مؤتمر صحافي عقدته في مقر الأمم المتحدة بنيويورك، على هامش زيارتها الرسمية للمنظمة الدولية في الذكرى السبعين للنكبة، شددت عشراوي، كذلك، على ضرورة أن يتخذ المجتمع الدولي خطوات واضحة تُظهر للجانب الإسرائيلي أن خرقه القانون الدولي والإنساني، واستمراره في احتلال الفلسطينيين، لا يمكن أن يمرا من دون محاسبة أو عقاب.

وحول الخطوات التي يجب أن تتخذها الدول العربية، والجامعة العربية بشكل خاص، قالت عشراوي: "على الدول العربية أن تلتزم بقراراتها، بما فيها تلك القرارات المتعلقة بالقدس. نحن ندرك أن العديد من الدول العربية لها علاقات خاصة مع الولايات المتحدة، وندرك أنها لن تحاسب الولايات المتحدة على اتخاذها لتلك الخطوة بالشكل اللازم أو الضروري. لكن يمكنهم اتخاذ خطوات أخرى رادعة تجاه دول أخرى تريد أن تحذو حذو الأميركيين، كغواتيمالا، وغيرها من الدول".

وقالت عشراوي، تعقيبًا على التصريحات الأميركية والإسرائيلية التي تُحمّل حركة "حماس" المسؤولية عن مقتل المدنيين الفلسطينيين في غزة، إن المسؤولية "تقع على الدولة القائمة بالاحتلال، إسرائيل، وليس على من يقع تحت الاحتلال"، مضيفة أن "من يستخدم الطائرات ويقتل المدنيين ويحاصر قطاع غزة هو الجيش الإسرائيلي وليس حماس".

وشددت على أن الاحتجاجات التي تشهدها غزة هي احتجاجات شعبية، معقّبة بالقول: "لا أرى كيف يمكن أن يؤدي نقل السفارة، ومهاجمة اللاجئين، ووقف المساعدات المادية للأونروا، إلى دفع عملية السلام. إن قضية اللاجئين هي قضية أساسية للمفاوضات وعملية السلام منذ سبعة عقود، أي منذ النكبة. نحن لم نختر حل الدولتين على حدود عام 1967، لقد كان حلًا مساومًا ومؤلمًا اضطررنا إلى القبول به. وعندما تتحدث إسرائيل عن حدودها، أريد أن أعرف ما هي الحدود بالضبط؟ إسرائيل تتوسع على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وليس داخل حدودها التي ترفض تحديدها".

ووجهت عشراوي انتقادات حادة للسفيرة الأميركية للأمم المتحدة، نيكي هيلي، والتي أضافت إلى سلسلة تصريحاتها المعادية للفلسطينيين زعمها أخيرًا بأن الاحتجاجات ومقتل المدنيين الفلسطينيين "لا علاقة لهما بنقل سفارة بلادها إلى القدس". وعلّقت عشراوي على ذلك بالقول: "أعتقد أنه من الصعب جدًا أن تجد أي علاقة بين الواقع والكلمات التي نسمعها من السفيرة الأميركية هنا. إن الادعاء بأن الاحتجاجات لا علاقة لها بنقل السفارة الأميركية إلى القدس يظهر أن هذه الإدارة، وليست هيلي فقط، لا علاقة لها بما يحدث على أرض الواقع".

وأوضحت أنه منذ إعلان واشنطن القدس عاصمة لدولة الاحتلال "جرح أكثر من 12 ألفا، وقتل أكثر من 155 فلسطينيا احتجوا بشكل سلمي على ذلك القرار". 

وردًا على سؤال لـ"العربي الجديد" حول الحصار والتضييق اللذين تشهدهما القدس المحتلة، قالت عشراوي: "يمنع أغلبية الفلسطينيين، باستثناء الذين يحملون هويات وتصاريح، من دخول القدس، ليس فقط للصلاة وزيارة الأماكن المقدسة؛ بل لمجرد الزيارة والعيش في مدينتهم. وتتم مهاجمة وإهانة أهل القدس وبشكل يومي". 

ونوهت إلى أن "ما يعيشه أهل القدس من حصار وترحيل يصعب وصفه. إسرائيل أسقطت حقهم بالعيش في مدينتهم وحوّلت تواجدهم إلى قضية إقامات دائمًا ما تهدد بسحبها منهم، عدا عن أنها لا تعطي الفلسطينيين أي تصاريح للبناء. ما يحدث في القدس هو حصار وتطهير عرقي يتم القيام به بشكل منهجي، ناهيك عن المستوطنين والبؤر الاستيطانية داخل المدينة. وهناك طبعًا العقاب الجماعي الذي تمارسه إسرائيل ضد المقدسيين".

وحول وقف السلطة الفلسطينية لمعاشات الغزيين، قالت عشراوي إن "أي خطوات تؤخذ من قبل القيادة الفلسطينية في الضفة وتؤثر على حياة الفلسطينيين بشكل سلبي يجب وقفها وبشكل فوري. لقد طلبنا ذلك، وطالبنا بتنفيذه فورًا. يكفي ما يعانيه أهل غزة من حصار وقتل واحتلال. علينا أن نتحد ونقوم بالمصالحة، لأن الخلاف لا يساعدنا". وأضافت: "أثبت الشارع الفلسطيني أنه أوعى من الكثير من قياداته، حيث يحتج تحت راية واحدة وهي العلم الفلسطيني. وإذا لم تستمع القيادات الفلسطينية للشارع فإنها ستخسر تأييده؛ وبعض تلك القيادات خسرت الكثير من التأييد".