عروبة أكاديمية

عروبة أكاديمية

14 ديسمبر 2014
بعض إصدارات المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسيات
+ الخط -
ثمّة منجز بحثي وأكاديمي كبير استمع إليه كثيرون وأدهشهم على هامش المؤتمر السنوي الثالث للمركز العربي للأبحاث ودراسات السياسيات في الدوحة (المنعقد في النصف الأول من الشهر الجاري). فضلا عن التقليد السنوي المكرس الآن في عقد مؤتمر عريض يعمل تشبيك التعاون والتفاعل ما بين مراكز البحث والتفكير حول موضوعات عربية هامة محددة، هناك مسارات بحثية، وأكاديمية، وتعليمية متوازية. الرؤية الناظمة لها هو انفتاحها التعريفي على ضفتي الوطن العربي من الخليج الى المحيط. في كل تلك المسارات هناك هم وانشغال بالقضايا العربية من منظور يرى المنطقة العربية كتلة متجانسة، من حقها أن تحتفي بتجانسها (وتنوعها)، وتبحث فيه، ومن حقها أن تحلم بتعميقه وتكريسه، بعيداً عن الأدلجة النازلة من فوق، لكن انحيازاً للوقائع والاندفاعات القادمة من تحت.

خلال سنوات ثلاث شارك في فعاليات ومؤتمرات المركز أكثر537 باحثًا وخبيرًا وممارسًا سياسيًا في صناعة القرار، ينتمي معظمهم إلى جامعات ومراكز بحث وتفكير عربية وأجنبية، من المراكز الموثوقة بجديتها وسمعتها الرصينة.

في مسار النشر، يصدر المركز عدة دوريات فصلية علمية محكمة: "تبين" للدراسات الفكرية والثقافية، و"عمران" للعلوم الاجتماعية، و"سياسات عربية"، والأخيرة شهرية الصدور. كما ينتظر أن يصدر عنه خلال الشهر القادم دورية علمية محكمة رابعة هي مجلة "أسطور" للدراسات التاريخية، وأن يصدر خلال العام القادم العدد الأول من مجلة "استشراف" للدراسات المستقبلية. وإلى جانب هذه المجلات يشتمل المركز على وحدة" ترجمان" التي تعكف على ترجمة الكتب المرجعية والمهمة الصادرة بلغات متعددة، طامحًا في ذلك إلى أن يقدم مساهمته في قضية التفاعل الثقافي والحضاري، وخدمة قضايا النهوض العربي.

اما في الكتب، فإن مكتبة إصدارات المركز في اتساع وفي الموضوعات المختلفة، وهي تصدر بعد تحكيمها وفق الأصول الأكاديمية، وزادت عن المائة كتاب حتى الآن، وثمة 240 مخطوطة تطلب النشر، وتنتظره.

تنطلق فعاليات المركز المختلفة من رؤيته الأساسية لقضايا النهضة العربية، واستئناف أسئلتها وإشكالياتها في أزمنة متحولة، بوصف أن النهضة ماتزال مرحلة قائمة ولم تحلّ أسئلتها وأسئلتها الجديدة بعد. ويحاول المركز أن يقدم خدمة علمية يبقى رصيدها مؤثرًا في المستقبل من خلال إطلاقه معجم الدوحة التاريخي للغة العربية، كما يعمل فيه اليوم مجموعة مختارة من أبرز اللغويين ومؤلفي المعاجم واختصاصيي الحاسوب، وسوف تصدر مجلداته تباعًا على مدار الخمسة عشر عامًا القادمة، وسوف يرصد هذا المعجم تاريخ الألفاظ والمصطلحات العربية على مدى الألفي سنة الماضية. وسوف يضم مجموعة إلكترونية شاملة، ومن المتوقّع أن يتفرّع عنه معاجم حضارية متخصّصة، ومعجمٌ كاملٌ للغة العربية المعاصرة، ومعاجم تعليمية.

وإلى جانب مؤسسة "المعجم التاريخي للغة العربية"، يجري العمل على استكمال تأسيس معهد الدوحة للدراسات العليا، وهو مؤسّسة أكاديميّة مستقلّة للتعليم والأبحاث في العلوم الاجتماعية والإنسانية والإدارة العامّة في الدوحة، قطر وسيفتتح في خريف العام 2015.

المساهمون