عبد ربه يعالج مرضاه بأعشاب فلسطين

عبد ربه يعالج مرضاه بأعشاب فلسطين

09 مارس 2015
عبد ربه داخل معمله لطب الأعشاب (العربي الجديد)
+ الخط -
"أعشاب البلاد من وصفات الأجداد"، هو أكثر من مجرد عنوان لمتجر بيع أعشاب، بل هو موسوعة في الطب البديل. 
وقد اشتهر إبراهيم عبد ربه، مالك هذا المتجر في مجال الطب البديل داخل قطاع غزة وفي خارجها وصولاً إلى الضفة الغربية. اختار عبد ربه (55 عاماً) مهنة التداوي بالإعشاب، فذاع صيته وانتشر اسمه. تكمن سعادة عبد ربه في قدرته على علاج الأمراض المستعصية. أحب الطب البديل وتخصص به على يد شاب يمني أثناء إقامته في الإمارات. أتقن العلاج بالأعشاب مع الوقت، ما أكسبه خبرة ودراية واسعة في هذا المجال. ثم ما لبث أن توجه إلى اليمن لدراسة الطب البديل في إحدى الجامعات اليمنية، مستنداً إلى نصيحة معلمه.

رحلة شاقة
يقول أبو إبراهيم: "عشت بداية حياتي في دولة الإمارات، حيث كنت أعمل طاهياً في أحد القصور، وهناك تعرفت إلى شاب يمني، علمني تقنيات استخدام الأعشاب، فأحببت هذه الصناعة، وبرعت فيها إلى أن قررت السفر إلى اليمن لإتقان أصول هذه المهنة. وفي بداية الثمانينيات، حصلت على شهادة بكالوريوس في طب البديل، وعدت إلى غزة في عام 1991".
عمل إبراهيم عبد ربه في الإمارات، حيث اشتهر في معالجة العديد من الأمراض، خاصة ذوي الأمراض المستعصية، واستمر قرابة الثمانية عشر عاماً في مزاولة هذه المهنة، هناك قبل عودته إلى غزة.
ويضيف: "بعد قدومي إلى قطاع غزة، لم أعمل في مجال دراستي، بل عملت في مجال الطبخ وبيع الأطعمة والمأكولات وأشرفت على إنشاء العديد من المطاعم، لكنني لم أستمر كثيراً الى أن قررت في عام 1998 فتح محل خاص في الطب البديل، سمّيته "أعشاب البلاد من وصفات الأجداد "، وهو اسم اختاره صديقي اليمني الذي علمني أصول هذه الصناعة فوافقت عليه فوراً.
يشرح عبد ربه عن طبيعة عمله، والطرق التي يستخدمها في معالجة الأمراض، فيقول: "يعتبر الطب الحديث حلقة مكملة للطب البديل، صحيح، هناك العديد من المرضى، الذين يلجأون إلى الطب الحديث، في مقابل آخرين يلجأون إلى الطب البديل، لكن الحقيقة، أن الاثنين يكملان بعضهما بعضاً".

علاجنا في بلدنا
وفي ما يتعلق بحصوله على الأعشاب، وكيفية تأمينها إلى القطاع في ظل الحصار، يقول: "أؤمن الأعشاب من داخل القطاع، حيث أذهب إلى المناطق والحقول الزراعية، وتحديداً في مدينة خان يونس جنوب القطاع، للبحث عن الأعشاب الطبية والبرية، كالزعفران والكوبر، وقد تمكنت من خلال دراستي الجامعية، من دمج الأعشاب في ما بينها، والحصول على منتج جديد، قادر على تأمين العلاج للعديد من الأمراض الصعبة، أما بالنسبة إلى شراء الأعشاب من الخارج، فأنا أتبع قاعدة معينة، تقول إن علاجنا من داخل بلدنا، لذا فلا داعي لاستيراد الأعشاب من الخارج".
ويتابع عبد ربه حديثه: "بعد جمعي للأعشاب، أقوم بتنظيفها، وفصل كل نوع عن الآخر، ثم أبدأ بعدها بصنع الخلطات داخل معملي، للحصول على علاجات متنوعة لجميع الأمراض، فقد عالجت الكثير من الحالات الصعبة، كالصلع والعقم والصدفية والبهاق، وقد شفي المرضى بشكل تام".
يملك عبد ربه أيضاً محلاً مماثلاً في مدينة رام الله في الضفة الغربية، يشرف عليه مجموعة من الأطباء، حتى بات اسمه عنواناً مميزاً في جميع الأراضي الفلسطينية، ومقصداً لجميع المواطنين.
تنتشر محال بيع الأعشاب في جميع الأراضي الفلسطينية، إلا أن ما يميز محل عبد ربه، أنه الوحيد الذي يعالج بالطب البديل ويعتبر عبد ربه أن ما يميزه، هو الكفاءة والإخلاص في العمل، إذ إنه الوحيد الذي نجح في معالجة الأمراض المزمنة والمستعصية.
أما عن سبب اختياره لهذه المهنة، يقول عبد ربه: "اخترت طب الأعشاب لعشقي له، وإيماني بقدرته الشفائية، فهو مفيد للناس كونه قادرا على تخفيف آلامهم، وبالرغم من أنه يحتاج إلى وقت لإظهار نتائجه إلا أنه يعد من أنجح الوسائل العلاجية". ويختم: "منذ بداية مشواري في هذا المجال، كنت مؤمناً بأن النجاح سيكون دربي، واليوم تمكنت بفضل العلم الذي اكتسبته من المساهمة، ولو قليلاً، في علاج المرضى، خاصة أؤلئك الذين يعانون من شدة الآلام".

إقرأ أيضاً: العراق المنكوب: 12 مليار دولار كلفة سرقة الآثار وتحطيمها

المساهمون