عام على إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل:التهويد بأخطر مراحله

عام على إعلان ترامب القدس عاصمة لإسرائيل: التهويد يدخل أخطر مراحله

06 ديسمبر 2018
قرار ترامب سرع وتيرة التهويد والاستيطان (Getty)
+ الخط -
مع مرور عام على قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، إعلان القدس عاصمة لدولة الاحتلال، يرى مراقبون في القدس المحتلة، أن التهويد الإسرائيلي للمدينة المقدسة دخل أخطر مراحله على جميع المستويات، سواء على صعيد الاستيطان وتكثيفه، أو تغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى، ومنع كافة أشكال السيادة غير الاحتلالية على المدينة، بما في ذلك مكافحة الوجود الفلسطيني الذي كان سائدًا قبل سنوات.

وقال خليل تفكجي، خبير الاستيطان، في حديث لـ"العربي الجديد": "هناك برنامج ينفذه الاحتلال دون أي اعتماد على ترامب أو سواه، جزء منه وضع في العام 1973، والجزء الآخر وضع في العام 1994، ضمن مخطط القدس عام 2020، في حين وضع اليوم جزء أطلق عليه القدس عام 2050 ضمن مشروع أطلق عليه القدس 5800. وبالتالي، قضية الاستيطان بالنسبة إلى الجانب الإسرائيلي، سواء اليسار منه أو اليمين، تعتمد على أن القدس هي العاصمة، لكن ما حدث بعد قرار ترامب هو أن الاستيطان انفلت من عقاله، بالإضافة إلى ذلك، فإن هذه المشاريع، التي كان جزء منها قد جمد، تم تنفيذها على أرض الواقع".

وأضاف "في السابق كان الاستيطان يتم بوتيرة بطيئة، ولكن بعد قرار ترامب بدأ الاحتلال تطبيقه بوتيرة عالية، خاصة فيما يتعلق بحسم قضية القدس كعاصمة لدولة الاحتلال دون شريك فلسطيني، كما تجسد في قول نتنياهو قبل فترة "جذورنا في القدس قبل أي شعب آخر".

وعن المشاريع التي بدأ الاحتلال بتنفيذها والإعلان عنها، ذكر منها مشروع التلفريك في محيط البلدة القديمة، "الذي بات في مراحله الأخيرة من المصادقة، وكذلك الأنفاق التي بدأ الاحتلال حفرها، وقد فتح جزءًا منها أمام الجمهور، والبعض الآخر قيد الإنشاء. ثم هناك البؤر الاستيطانية في الأحياء الفلسطينية تزداد بشكل كبير جدًا باستخدام كل القوانين التي وضعتها، ثم مشاريع الأنفاق المصادق عليها التي تربط المستوطنات بعضها ببعض، مثل النفق الواصل بين معاليه أدوميم وشارع رقم واحد، فيما تتوسع المستوطنات بشكل كبير جدا، ومنها ما يتضمن بناء 85 ألف وحدة استيطانية، ويطبق منها الآن في مستوطنة رامات شلومو على أراضي شعفاط، حيث ستبنى 1500 وحدة استيطانية، وفي الوقت نفسه أيضًا تمت المصادقة على مخطط القطار الخفيف، وهناك جزآن منه قيد الإنشاء في منطقة الشيخ جراح، والجزء الثاني في القدس الغربية".



وشدد تفكجي على أن "الأمر لا يتعلق بالاستيطان فقط، إذ إن الاحتلال يتغول في كل المجالات، ومنها تهويد التعليم، والنواحي الاجتماعية، والاقتصادية والسياسية، بما في ذلك الاستدعاءات التي تتم لرموز سياسية ودينية، وتضاعف أعداد المقتحمين للمسجد الأقصى، وما تعانيه مشافي القدس من مشكلات كبيرة سببها الحصار الإسرائيلي المفروض عليها، فيما تم تخصيص ملياري شيكل من أجل تهويد المدينة المقدسة خلال السنوات الخمس القادمة. بمعنى آخر، هناك تغول احتلالي على كل المستويات، بما في ذلك عدم إقامة منطقة صناعية في داخل القدس الشرقية المحتلة، بل تحويلها للقدس الغربية، وبالتالي ربط القدس الشرقية بالغربية أيضًا، وهو ما تم الإعلان عنه في خطة حاييم رامون عن الانفصال، ومشروع القدس الكبرى.

وقد ترافق هذا كله مع إعطاء الضوء الأخضر من قبل ترامب والحكومة الأميركية بأن القدس هي عاصمة دولة الاحتلال، بالرغم من القرار 181 الذي يعتبر أن للقدس وضعية خاصة، إلا أن الولايات المتحدة الأميركية تضغط باتجاه أن هذه القدس يجب أن تكون تحت السيطرة الإسرائيلية المطلقة، ومن هنا فإن الجانب الإسرائيلي اتخذ من هذا القرار ذريعة لتطبيق رؤى اليمين الأميركي واليمين الإسرائيلي فيما يتعلق بمستقبل المدينة المقدسة".


وفي ما يتعلق باستهداف قضية اللاجئين من خلال إسقاط صفة اللاجئين عن سكان مخيم شعفاط، وفرض السيطرة الاحتلالية عليه بدلًا من وكالة الغوث، قال تفكجي: "لا ينظر الجانب الإسرائيلي إلى قضية اللاجئين نظرته إلى قضية الأغلبية أو الأقلية. فهذا القرار وضع في العام 1973، عندما حددت اللجنة الوزارية الإسرائيلية لشؤون القدس بأن لا يتجاوز عدد السكان العرب الـ22%".

أما بالنسبة للمعطيات الديمغرافية في القدس بعد عام من قرار ترامب، قال تفكجي: "المعطيات الآن تتحدث عن 220 ألف مستوطن يقيمون في القدس الشرقية المحتلة عام 67، وهذه نسبة رهيبة جدًا، علما بأن نسبة الفلسطينيين قبل ذلك كانت تصل إلى 38%، من إجمالي عدد السكان في القدس بشطريها، في حين أن الجانب الإسرائيلي في مخططه الجديد 2050 يتكلم عن ضم الكتل الاستيطانية خارج حدود القدس، وإخراج سكان فلسطينيين يربو عددهم عن 150 ألفا ووضعهم في منطقة رمادية هي ليست تحت سيطرة السلطة الفلسطينية وليست لإسرائيل، بل هي منطقة رمادية الأمن فيها إسرائيلي، لكن الإدارة عربية، وفي هذه المناطق تنتشر ظواهر اجتماعية إشكالية كثيرة دون أن يكون عليها رقيب، وبالتالي الصراع الآن في القدس هو صراع ديمغرافي بامتياز".

دلالات