طلب عالمي متزايد على الغاز القطري في 2014

24 ابريل 2014
قطر تستخرج وتنتج وتبيع الغاز الى دول العالم (getty)
+ الخط -
تتصدر دولة قطر العربية لائحة الدول المصدّرة والمنتجة للغاز المسال في العالم. ويشير تقرير "المجموعة العالمية لمستوردي الغاز الطبيعي" الى أن قطر استحوذت على 32 في المئة من صادرات الغاز الطبيعي المسال عالمياً خلال عام 2013.
وبلغت صادرات قطر حوالى 77 مليون طن متري في العام الماضي، من أصل 236.3 مليون طن متري عالمياً. 
علماً أن تقرير المجموعة نفسها يشير الى أن 41 في المئة من واردات الغاز الطبيعي المسال تأتي من الشرق الأوسط ، في حين أن 75 في المئة من الطلب على الغاز يأتي من الدول الآسيوية. 
وبرغم ضخامة الانتاج والتصدير، إلا أن قطاع الغاز في قطر يعتبر في مرحلة توسّع في الأسواق العالمية، وذلك بعدما سيطر القطاع على الأسواق الآسيوية وجزء لا يستهان به من الأسواق الأوروبية. 
ومع إعلان كينيا منذ يومين توجهها نحو قطر لاستيراد الغاز المسال، ما هي الدول الجديدة التي ستدخل في مروحة صادرات الغاز القطري؟ 

أكبر الحقول في العالم

تمتلك قطر أكبر حقول الغاز في العالم، فقد تم اكتشاف حقل غاز الشمال، في عام 1971.
ويعتبر هذا الحقل، وفق ما تشير وزارة الطاقة والصناعة القطرية، من أكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم. 
وتصل مساحة هذا الحقل الى حوالى 6 آلاف كيلو متر مربع، ويضم نحو 800 تريليون قدم مكعبة من الغاز الطبيعي.
وهذا الحجم من الغاز يشكل حوالى 20 في المئة من احتياطي العالم من الغاز.
وعلى هذا الأساس، تحتل قطر المرتبة الثالثة عالمياً من حيث احتواء أكير احتياطات الغاز المؤكد، بعد روسيا وإيران.
وقد حقق حقل الشمال نتائج الاستراتيجية الأولية لتطويره، عبر تصدير 77 مليون طن من الغاز الطبيعي سنوياً، إلى جانب مشروع حقل "برزان" الذي سيقوم بانتاج الغاز خلال العام الجاري، وفق ما أكد وزير الطاقة والصناعة القطري محمد بن صالح السادة في حديث مع صحيفة "ديلي تلجراف" البريطانية في مطلع شباط الجاري. 
وقد أعلن وزير الطاقة أنه تم تخصيص نحو 3 مليارات دولار لتنفيذ مشاريع تطوير حقل الشمال خلال السنوات الخمس المقبلة.
وقد انشأت قطر أكبر مصفاة لمكثفات الغاز الطبيعي في العالم، وهي مصفاة لفان التي بدأت في عملية الإنتاج في سبتمبر/ أيلول 2009.
وتبلغ سعة المعالجة الإجمالية للمصفاة 146,000 برميل في اليوم، وتستخدم المكثفات المنتجة من مصانع قطر غاز وراس غاز وهي مصممة لتكون أحد أكبر مصافي المكثفات في العالم.
ويضم المشروع وحدات المعالجة التي تشمل نظم المرافق ووحدات التقطير وسخانات النافتا والكيروسين المائية ووحدة للهيدروجين ومصنع للغاز المشبع لإنتاج النافتا ووقود الطائرات وزيت الغاز وغاز البترول المسال.
وستكون القدرة الإنتاجية للمصفاة 61,000 برميل في اليوم من النافثا، و52,000 برميل في اليوم من وقود الطائرات و24,000 برميل في اليوم من زيت الغاز و9,000 برميل في اليوم من غاز البترول المسال.
أساطيل النقل وأبرز الأسواق

إذن، تحتل دولة قطر اليوم المرتبة الأولى عالمياً في إنتاج الغاز الطبيعي المسال، حيث وصلت طاقتها الإنتاجية إلى 77 مليون طن سنوياً.  
وتضطلع شركتا "قطر غاز" و"راس غاز" بعمليات إنتاج الغاز المسال.
وتقول الشركة الأخيرة على موقعها الإلكتروني، إنها وقعت عقود تصدير مع العديد من الدول الآسيوية والأوروبية والأميركية، وخاصة مع تايوان وبلجيكا واسبانيا وايطاليا وكوريا الجنوبية والهند. 
في حين تشير شركة "قطر غاز" على موقعها، إلى أنها تمتلك اسطولاً يتكون من 11 باخرة بنيت خصيصاً لغرض نقل الغاز. وسعة كل منها 135.000 متر مكعب (4.8 ملايين قدم مكعبة) وهي قيد التشغيل في الوقت الراهن لنقل الغاز الطبيعي المسال من قطر للغاز الى المشترين اليابانيين. إضافة الى أسطول يُستخدم لنقل الغاز الطبيعي المسال الخاص الى إسبانيا. 
وقد طورت هذه الشركة مشاريعها، لتفتتح  مشروع "قطر غاز2" و"قطر غاز 3" و"قطر غاز 4".
وتقوم شركة "قطر غاز" حالياً بتشغيل سبعة خطوط إنتاج للغاز الطبيعي المسال بطاقة إنتاجية تبلغ 42 مليون طن في السنة، لتصل الى معظم الأسواق العالمية. 

أسواق تفتح أبوابها 

وبالتزامن مع توسيع قطر لمشاريع الغاز، يسعى عدد من الدول للدخول الى قائمة مستوردي الغاز القطري. وقد تزايد عدد الدول التي تسعى لتوقيع اتفاقات مع قطر في هذا الخصوص، منذ مطلع العام الجاري.
ومنذ يومين، أعلن المكتب الإعلامي لرئيس كينيا إن بلاده ستتفاوض على شراء الغاز الطبيعي من قطر لتشغيل محطة للطاقة تريد بناءها في ميناء مومباسا على المحيط الهندي.
وقال المكتب الإعلامي للرئيس في بيان "إن الرئيس أشار إلى أن شركة خطوط أنابيب كينيا اتفقت بالفعل مع شركة قطر غاز على بدء التفاوض لتوريد مليون متر مكعب من الغاز الطبيعي المسال سنويا إلى كينيا لتشغيل محطة الغاز التي تبلغ طاقتها 700 ميجاوات في مدينة مومباسا الساحلية".
وفي 21 نيسان/ أبريل الجاري، أعلن وزير الاقتصاد التركي، نهاد زيبكتشي، أن بلاده ترغب فى توقيع اتفاقية طويلة الأجل لشراء الغاز القطري المسال، مشيراً إلى أن المفاوضات الخاصة بهذا الشأن لا تزال جارية حتى الآن.
وأضاف وزير الاقتصاد التركي، في تصريحات على هامش منتدى الأعمال القطرى التركي، الذي عقد الأسبوع الماضي فى الدوحة، أن المباحثات بشأن إقامة مجمع للغاز الطبيعي المسال فى تركيا لتسهيل نقل الغاز من قطر لأوروبا مازال قيد المفاوضات.
وكذلك، أشار الرئيس البلغاري روسين بليفنيلييف في حديث له مع وكالة الأنباء القطرية "قنا" في منتصف آذار/ مارس الماضي، إلى "تعاون في قطاع الطاقة مع قطر حيث تسعى بلغاريا إلى تنويع مصادرها منه بشراء الغاز من دولة قطر". وأضاف أنه "لهذا الغرض نتطلع إلى إشراك مجموعة من الدول الأوروبية معنا في مشروع بناء منشأة للغاز الطبيعي المسال في اليونان لتسهيل شراء الغاز من دولة قطر ووصوله إلى بلغاريا. ومن بين هذه الدول اليونان ورومانيا والمجر وبولندا وجمهورية التشيك وسلوفاكيا".
وفي مطلع شباط/ فبراير الماضي، أعلنت شركة توهوكو اليابانية للكهرباء إنها وقعت عقداً مدته 15 عاما لشراء الغاز الطبيعي المسال من "قطر للغاز" بدءاً من عام 2016.
وقال متحدث باسم توهوكو، في بيان للشركة، إنه بموجب العقد الجديد تشتري الشركة ما بين 60 و90 ألف طن سنويا من الغاز المسال بين 2016 و2018 وحوالى 180 ألف طن سنوياً من 2019 إلى 2030.
وفي مطلع شباط/ فبراير أيضاً، قال مسؤول باكستاني إن بلاده تسعى إلى توقيع اتفاق لشراء الغاز الطبيعي المسال بسعر مخفض من قطر للمساهمة في تخفيف حدة أزمة الطاقة في البلاد.
وذكرت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية أن قيمة الصفقة تصل الى 2.5 مليار دولار سنوياً. 
وفي نهاية شباط / فبراير، أعلنت شركة "بغينغ" المحتكرة للغاز في بولندا، إعادة التفاوض من جديد بخصوص اتفاق استيراد الغاز الطبيعي المسال من قطر، بحسب ماريوش زاويشا، الرئيس التنفيذي للشركة.
ونقلت وكالة "آي إيه آر" البولندية للأنباء عن ماريوش قوله "في غضون شهرين أو ثلاثة ستكون لدينا سيناريوهات جاهزة للمحادثات مع قطر".
دلالات
المساهمون