ضبط قضائي للمتطوعين للإبلاغ عن المدخنين

كشف مدير إدارة الشؤون القانونية في المجلس الأعلى للصحة، طارق صلاح الدين، عن اتجاه الوزارة لإجراء تعديلات على قانون الرقابة على التدخين، بما يسمح بتشديد إجراءات المنع والرقابة، ومن هذه الإجراءات الجديدة فرض غرامات على المدخنين داخل سياراتهم، ومنح حق الضبط القضائي لبعض المتطوعين للقيام بالتبليغ عن المدخنين.
وأثارت التصريحات -التي كشف عنها صلاح الدين خلال ورشة عمل أقامتها وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية الأسبوع الماضي- انتقادات لقطريين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، واعتبر بعضهم أنها تتعارض مع الحرية الشخصية، ومع الدستور القطري الذي يحدد المؤسسات والجهات والأفراد الذين لهم الحق في ضبط المخالفات القانونية.
ومنعت دولة الإمارات -مطلع العام الجاري- التدخين أثناء قيادة السيارات، إلا أنها ربطت المنع بوجود طفل في السيارة دون سن الثانية عشرة عاما. ولا

توضح التعديلات القطرية المزمع الإعلان عنها ما إذا كان الحظر سيرتبط بوجود أطفال في السيارة، أم سيكون على إطلاقه.
ويفرض قانون الرقابة على التبغ، المعمول به في قطر منذ عام 2002، غراماتٍ مالية على المدخنين في الأماكن العامة ووسائل النقل العامة، إلا أن الالتزام به مازال دون المستوى المأمول، خاصة في مراكز التسوق الكبيرة المغلقة "المولات"، والتي تعد المتنفس الوحيد للأهالي في شهور الصيف الطويلة.
وتتضمن التعديلات الجديدة التي يدرسها مجلس الوزراء القطري حالياً، عقوبات صارمة وشديدة بهدف منع التدخين، وتنص على تشديد الرقابة على تدخين الشيشة، وفرض غرامات مالية كبيرة على تعاطي "السويكة"، وهي طريقة لتعاطي التبغ من خلال المضغ.
وحسب مدير عيادة مكافحة التدخين في مؤسسة حمد الطبية، الدكتور أحمد الملا، فإن تعديلات

القانون تتضمن رفع قيمة الغرامة على المحال التي تبيع الدخان للأطفال، من 500 ريال إلى 5000 ريال، ويشدد القانون العقوبة على الذي يدخن داخل المجمعات، أو أماكن العمل المغلقة، من 50 ريالاً إلى 500 ريال، وفي حال تكرار المخالفة من محلات بيع السجائر، يتم رفع الغرامة إلى 50 ألفاً، ثم إلى 100 ألف، وبعدها يصدر قرار بإغلاق المحل نهائياً وعدم منحه ترخيصاً جديداً.
وستنص التعديلات على منع بيع جميع أنواع التبغ في المحلات والبقالات القريبة من المدارس والتي تتواجد في محيط يصل إلى كيلو متر كامل منها، بعدما كانت في المحال تصل إلى 500 متر.
وكان المجلس الأعلى للصحة قد أعلن أخيراً، نتائج مبدئية لأحدث مسحٍ، أجري عن انتشار التبغ بين البالغين 2013، وكشفت عن أن 12.1 في المئة من البالغين 15عاماً فما فوق يُدخنون

التبغ، وبلغت نسبة المدخنين لدى المواطنين القطريين 10.5 في المئة، ولم يتعد تدخين السيجارة الإلكترونية 2.8 في المئة من عينة المسح.
وأوضحت النتائج أن مُعدل تدخين الشيشة يبلغ 3.4 في المئة، حيث بلغت نسبة تدخين الشيشة بين الذكور القطريين 5.3 في المئة، مقابل 4.8 في المئة من غير القطريين، وأكدت نتائج المسح أن 10 في المئة بدأوا تدخين الشيشة قبل سن 18 عاماً، بينما 85 في المئة من الرجال يدخنون الشيشة في المقاهي، و63 في المئة يدخنونها في البيوت أيضا.