صور الأمّ ليست عاراً على "فيسبوك‎"

26 مارس 2015
بدأ البعض بكسر التقاليد على "فيسبوك"
+ الخط -
على الرغم من انتشار الصفحات الإلكترونية الشخصية لملايين اليمنيين من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، وبخاصةً "فيسبوك"، فإن غالبيتهم لا يزالون يعانون عوائق ثقافية وتقليدية عديدة، تمنعهم من الإفصاح عن معلومات شخصية، مثل أسماء أو صور إناث من أقاربهم حتى لو كانت "الأم".
لكنّ ظاهرةً جديدة بدأت تخترق المألوف على بعض الصفحات، حيث بدأ بعض المستخدمين ومنهم شخصيات شهيرة محلياً، بنشر صور لأمهاتهم، بُغية إيصال رسالة لمئات من أقرانهم الشباب تقول: "الأم فخر وليست عاراً ولا مصدر خجل". الصحافي شكري الحذيفي، في صحيفة "الجمهورية الحكومية"، أحد أبرز أولئك الذين نشروا صور أمهاتهم في عيد الأم وقبله. نشر الحذيفي 17 صورة له مع أمه وهو يضع يده على كتفها وأخرى وهو يحتضنها بذراعه، وثالثة وهو يقبل يديها، بينما قام بوضع الرابعة وهو جالس يلمس بيديه رجليها كصورة رئيسية لصفحته.

[إقرأ أيضاً: "بتستاهل".. تعويض افتراضي لفشل التطبيع الحقيقي]

يشير الحذيفي أن "العار الاجتماعي (التابو) تغلغل في أعماق الثقافة العربية، وقد وصل إلى درجة جعلت من نشر صور النساء من المحرمات الدينية والاجتماعية التي تستوجب توعّد المجتمع". ويقول لـ"العربي الجديد": "ترسخ شيطان العار في ذهنية الأجيال السابقة، لذلك كان المتلقي لمثل هذه الصور مستعداً للانحراف في تفكيره حين يراها".
أراد الحذيفي استغلال وسيلة الاتصال الإلكتروني، لنشر رسالته العملية لمن لا تزال تنتابهم هواجس الخوف والحصار المجتمعي، مع أن الوسط الإعلامي يعرفه بالالتزام الديني. ويقول: "أرى أن من حق المرأة أن تنشر صورها حتى نكرس أن المرأة كائن بشري، وليست أداة متعة أو كائناً محرماً. قمت بنشر صور أمي بعدما كسرت أمي بنفسها حاجز التقاليد المعيقة. كما أن أسرتنا كباقي الأسر اليمنية، محافظة معتدلة في مفهوم نشر الصور، ما دامت لا تثير الفتنة وتستعدي الحياء النسوي".
حمود المخلافي، وهو مدير الإعلام الخارجي في مكتب التربية والتعليم، أيضاً مر بهذه التجربة. يؤمن المخلافي بأن "الأم مدرسة أنشأته على الالتزام بالقيم والفضائل ومنها بر الوالدين". ويقول إن "من البر بالأم الاعتزاز بها وعدم الخجل من ذكر اسمها أو نشر صورتها، لاسيما عند بلوغها الكبر على الأقل... حالما استأذنتها لوضع صورتها على صفحتي، بادرت بالدعاء لي بالخير وعبرت عن الفخر والاعتزاز بي مثلما افتخرت بها". ويضيف: "الأمر أكثر من طبيعي، لكن المجتمع هو من أرسى ثقافة دخيلة مفادها الخجل من نشر اسم أو صورة الأم".

[إقرأ ايضاً: إدارة "فيسبوك" تُغلق صفحة "حماس" الرسميّة]

وحصلت "العربي الجديد" على ردود متنوعة من مستخدمي مواقع التواصل الشباب، إثر سؤالهم عن أهم أسباب عدم نشر صور أمهاتهم على صفحاتهم. حيث تعتبر أروى أن "غطاء المرأة واجب ديني"، وتعد نادية ذلك "نوعاً من الرياء الظاهري"، وتقول أحلام وآخرون أن "أمهاتهم لا يوافقن على ذلك"، بينما عبّر عادل عن "خوفه من غضب خاله المغترب في السعودية لو أقدم على الأمر".
من جانبها، تشرح إيمان علي المتخصصة الاجتماعية لـ"العربي الجديد" أن هذه الظاهرة جديدة ومشجعة، من أجل استغلال وسائل الاتصال لتغيير السلوك وبناء النسيج الاجتماعي دون "تابوهات" لا أساس لها.
دلالات
المساهمون