صقر بوتين لأمير قطر: خلاف سورية يواكب "تعاون الغاز"

صقر بوتين لأمير قطر: خلاف سورية يواكب "تعاون الغاز"

20 يناير 2016
أخذ الملف السوري مساحة واسعة من الزيارة (ميخائيل سفيلتوف/getty)
+ الخط -

أظهرت مباحثات أمير قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في موسكو، مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، رغبة روسية قطرية في تعزيز العلاقات، والوصول بها إلى مرحلة الشراكة، في مختلف المجالات، خصوصاً النفط والغاز، إذ تعتبر عضوية البلدين في نادي مصدّري الغاز ومنتجيه، سبباً إضافياً للتوافق بينهما، بحيث يسعى كلاهما إلى علاقات إيجابية في المجال الاستثماري.

اقرأ أيضاً: بوتين وأمير قطر يؤكدان انحيازهما لاتفاقات فيينا

ولم يكن الجانب الاقتصادي وحده ما شغل الاجتماعات، إذ أخذ الملف السوري وتداعياته المختلفة، مساحة بارزة في الزيارة الرسمية الأولى التي اختتمها الشيخ تميم إلى موسكو أمس الثلاثاء.

وتعكس تصريحات بوتين، في أثناء الزيارة، وإشارته إلى أن "قطر دولة مهمة ومؤثرة في الشرق الأوسط والخليج"، وقوله إن "موسكو تنوي التعاون مع الدوحة في البحث عن الحلول الممكنة لمشكلات المنطقة"، رغبة روسية لتعزيز العلاقات الثنائية بين البلدين، عزّزتها هدية "الصقر" التي قدّمها الرئيس الروسي إلى أمير قطر في الزيارة. وقال رئيس تحرير صحيفة "الشرق" القطرية، جابر الحرمي، إن مدلول هذه الهدية خليجياً يعني تقدير مكانة المُهدى له، وهذه خطوة رمزية من الرئيس الروسي، تعكس رغبته في تعزيز العلاقات بين بلاده ودولة قطر، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والاستثمارية.

ورأى الحرمي أن  نادي مصدري ومنتجي الغاز الذي يضم في عضويته الدولتين سيلعب  دوراً كبيراً، في مقبل الأيام، لصالح اقتصاديات الدول الأعضاء فيه، خصوصاً في ظل تدني أسعار أسواق النفط والغاز العالمي، ورغبة البلدين في التعاون لترويج الغاز الطبيعي، بهدف منحه حصة أكبر في مزيج الطاقة العالمي والتوسع في استخدامه كوسيلة فعالة في مكافحة التغير المناخي.

ورد أمير قطر على رغبة الرئيس الروسي في تعزيز التعاون مع قطر، وتقديره دورها في المنطقة، بتأكيده أن "بلاده تعوّل على روسيا في لعب دور أساسي ومحوري، في إيجاد حلول لمشكلات الشرق الأوسط"، داعياً روسيا إلى القيام بدورها في إيجاد حل للقضية الفلسطينية، وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة.

وبدا واضحاً، سواء في تصريحات أمير قطر والرئيس الروسي، قبل عقدهما اجتماعاً مغلقاً، وما أدلى به وزيرا خارجية البلدين، القطري خالد العطية، والروسي سيرغي لافروف، أن "التباينات" في مواقف البلدين من الملف السوري الذي احتل مكاناً بارزاً في جدول أعمال القمة بين الزعيمين مستمرة، وإن كانت لن تؤثر على رغبتهما المشتركة، في التنسيق والتشاور، وتعزيز علاقات بلديهما.

 وبحسب لافروف، فإن موسكو والدوحة "أكدتا، على مستوى قيادتي البلدين، الانحياز للاتفاقيات التي تم التوصل إليها في مجموعة فيينا، والمنصوص عليها في قرار لمجلس الأمن الدولي، وهي تقتضي ضرورة توفير كل الظروف، حتى يحدد الشعب السوري مصيره بنفسه بحرية". وأضاف: "تأمل قطر وروسيا في أن تبدأ المفاوضات بين الحكومة السورية والمعارضة في أقرب وقت هذا الشهر، وفقاً للاتفاقيات القائمة، وقرار مجلس الأمن الدولي".

من جهته، شدّد وزير الخارجية القطري خالد العطية "على ضرورة التعاون من أجل فرض حلٍ سياسيٍ في سورية"، معرباً عن الأمل في أن تتكاثف الجهود الدولية، للعمل على وقف أعمال القتل وسياسات التجويع حتى الموت والعنف ضدّ المدنيين بشكل فوري، وتحقيق إرادة الشعب السوري في انتقال السلطة، ودعم كل الجهود العربية والدولية التي تحقق إرادة الشعب السوري"، خصوصاً في ظل الوضع الراهن. وقد سمى العطية النظام السوري بالاسم، واتهمه  بالمسؤولية عن "الوضع الإنساني المتدهور في مناطق سورية تعاني من الحصار المفروض على السكان المدنيين من النظام".

ولم يتطرّق الوزيران، في تصريحاتهما، إلى ما دار في الاجتماع  المغلق، حول التباين في موقف البلدين من  مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، أو الخلاف بشأن تمثيل المعارضة السورية، في المفاوضات المزمع إجراؤها  في جنيف، برعاية الأمم المتحدة، نهاية الشهر الجاري، وفيما إذا ما جرى التوصل إلى تفاهمات بشأنها. غير أن العطية شدّد على مواقف بلاده الداعمة للحل السياسي في سورية، معتبراً أن "المماطلة في إيجاد حلّ سياسي حقيقي وجاد للأزمة، تساهم في تفاقم ظاهرة التطرف والإرهاب، تحت رايات دينية ومذهبية وعرقية"، مؤكداً "المضي في دعم تطلعات الشعوب العربية والرفض التام لتقسيم المجتمعات على أساس طائفي أو مذهبي".

وكان وزير الخارجية القطري، خالد العطية، قد أكد في زيارته موسكو، أواخر ديسمبر/ كانون الأول الماضي، أن من ثوابت الموقف القطري لحل الأزمة السورية ضرورة تشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة"، لافتاً إلى أن بلاده "تتفق مع روسيا في نقاط كثيرة بشأن سورية، وتختلف معها حول شرعية بشار الأسد".

اقرأ أيضاً: أمير قطر يجري مباحثات مع رئيس الصندوق الروسي للاستثمار

المساهمون