صعوبة تجاوز صدمات الطفولة

05 يونيو 2015
استعادة الماضي عملية مؤلمة جداً (Getty)
+ الخط -

من المعروف أنّ فهم عقبات العلاج يشكل أول خطوة في التخلص من المشكلة. وفي ذلك يشير الطبيب النفسي الأميركي ديفيد ساك في تقرير له نشرته مجلة "بسيكولوجي توداي"، إلى أنّ الصدمات النفسية خلال الطفولة، كالعنف الجنسي أو الجسدي أو العاطفي أو الإهمال، تتسبب على مدار السنوات اللاحقة بعواقب كبيرة. ومن ذلك الإحباط والقلق والاضطراب المزدوج. بالإضافة إلى اضطرابات ما بعد الصدمة، والسمنة المفرطة، والمشاكل السلوكية، وبعض الأزمات الصحية كأمراض القلب.

ويعرض التقرير، في هذا الإطار، 5 أسباب رئيسة لصعوبة التحرر من صدمات الطفولة، كالتالي:

1- الشخص المصدوم يتأخر في إدراك مصدر ألمه. فالأطفال ليس لديهم الإطار المرجعي المطلوب عندما تحدث الصدمات، ويرون أنفسهم عاديين، خصوصاً إذا كان من يتولون رعايتهم هم سبب محنتهم. ولن يكتشفوا ذلك إلاّ لاحقاً، ما يصعّب من حلّ المشكلة.

2- الاضطراب المزدوج: أولئك الذين يتعاملون مع آلام صدمات الطفولة بتعاطي الكحول أو المخدرات، يتزايد تركيزهم على حلّ مشكلة الإدمان، ويغيب عنهم البحث عن المصدر الرئيس للألم.

3- الضرر قد يكون جسدياً أيضاً: يدرك العلماء اليوم أنّ صدمات الطفولة يمكن أن تعدّل بنية الدماغ، وتغيّر كيفية ظهور جينات معينة. فالعنف مثلاً أو غياب الأهل يعدّلان من برمجة الجينات التي تنظم التوتر، ويعززان مخاطر تطوير مشاكل تمتد من القلق إلى الاكتئاب.

4- تجاوز الماضي قد يعني تذكره: يجد البعض أنّ استعادة الماضي عملية مؤلمة جداً. وبينما يكون البعض مستعداً لخوض التجربة بهدف العلاج من صدمات الطفولة، فإنّه يجد من المستحيل الخوض في هذا الخليط الهائل من انطباعات الطفولة. وإذا لم يتحدد مصدر الألم فإنّ من الصعب جداً التخلص منه.

5- السعي إلى الآخرين بحثاً عن أجوبة بدلاً من الذات: يبحث من يعاني من صدمات الطفولة في الآخرين عمّا يفقده في حياته، في محاولة لتصحيح ماضيه. كما قد يصبح البعض باحثاً عن قبول الآخرين له من أجل إيجاد السلام ونيل الحبّ منهم. وبدلاً من تثمين حاجاته الشخصية، يصرف طاقته في إبراز نفسه ذا قيمة للآخرين، مهما تحمّل من إساءات جديدة خلال العملية هذه.

اقرأ أيضاً: هكذا يصنع الدماغ الذكريات
دلالات